شين شوي ـ بيان يحتفظ برئاسة تايوان وسط تشكيك المعارضة

مرشح الحزب الوطني الخاسر يطالب بإبطال النتيجة والتحقيق بحقيقة محاولة اغتيال الرئيس

TT

فاز الرئيس التايواني شين شوي ـ بيان المنتهية ولايته، بفترة رئاسية ثانية، بعد اعلان المسؤول البارز في اللجنة الانتخابية هوانغ شيه ـ تشينغ النتيجة الرسمية أمس، الذي ذكر ان شين ـ مرشح الحزب التقدمي الديمقراطي ـ حصل على 6471970 صوتا مقابل 6442452 صوتا حصل عليها منافسه الوحيد ليين شان مرشح الحزب الوطني «الكومينتانغ»، أي ان الفارق قارب 30 ألف صوت، الا ان هذه الحصيلة ربما تدخل تايوان نفق أزمة ثانية. فقد اعترض مرشح المعارضة على صحة النتيجة وطالب بابطالها. كما طالب بفتح تحقيق في حادث إطلاق النار على الرئيس ونائبته آنيت لو يوم أول من أمس، ملمحاً الى انها ربما كانت «لعبة مدبرة» لاكساب منافسه أصوات تعاطف ساهمت في تقدمه.

وقبل اعتراض ليين، وبينما كانت شبكات التلفزيون تتابع أولا بأول نتائج فرز الأصوات، أعلن الحزب التقدمي الديمقراطي فوز شين بفارق 50 الف صوت قرب اكتمال فرز الأصوات، أيضاً اعلنت محطات التلفزيون المحلية فوز شين، الذي بدأ يتقدم على منافسه لأول مرة بعد فرز ثلثي اصوات الناخبين الذين ادلوا باصواتهم أمس، إذ أوردت محطة «تي. في. .بي. إس» ان شين حصل على 5.65 مليون صوت مقارنة بـ5.5 مليون صوت لليين، كما أعطت محطة «اي. تي. تي. في» الرئيس التايواني 6.04 مليون صوت مقابل 5.91 مليون لمنافسه غير ان ليين ظل متقدما بفارق ضئيل بعد فرز نصف الاصوات. وللعلم، باشرت لجان الفرز عملية فرز الاصوات في حين كان التصويت ما يزال متواصلا في بعض اقلام الاقتراع بعد الوقت المحدد رسميا وذلك بسبب كثافة تدفق الناخبين.

هذا، ويجزم المراقبون بأن الاعتداء الذي تعرض له الرئيس التايواني وأصيب خلاله بجروح عشية الانتخابات اثناء حملة انتخابية في مدينة تاينان بجنوب البلاد، اثار قدراً كبيراً حول سلامة العملية الانتخابية التي سبق ان اشارت استطلاعات الرأي الى التقارب الشديد فيها بين المرشحين.

وفي هذا الصدد عرضت أمس مكافآت مالية سخية جدا لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقال منفذي محاولة اغتيال الرئيس شين، الذين قد لا يتجاوز عددهم الاثنين في حين تعرب الشرطة عن اقتناعها بالتمكن من القبض عليهما.

فقد عرضت مكافأة بقيمة 23 مليون دولار تايواني (697 ألف دولار أميركي) مقابل كل معلومة تتيح التوصل الى عملية اعتقال. وتعهد كل من الحزبين السياسيين الرئيسيين في البلاد بتقديم عشرة ملايين دولار تايواني في حين التزمت مدينة تاينان، حيث وقعت محاولة الاعتداء بالملايين الثلاثة المتبقية.

حتى الآن لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن محاولة الاغتيال التي وقعت الجمعة عشية الانتخابات الرئاسية، كما انه لم تجر اي عملية اعتقال السبت. وقال المدعي العام لو جن ـ فا اثناء مؤتمر صحافي ليل الجمعة ـ السبت «لا استطيع ان اعلن المعلومات الاخيرة حول الملف، لكن بامكاني ان اؤكد لكم اننا نبحث في (الفرضيات المتعلقة) بمشبوهين محتملين، واعتقد اننا سنتمكن من تحديد مكان مطلق النار قريبا». في حين قال مساعد مدير عام الشرطة الوطنية ليو شي ـ لين انه يعتقد ان شخصين على الاقل اطلقا النار. وفي هذه الأثناء يستمر التحقيق في مكان وقوع المحاولة، حيث عثر على رصاصتين، احداهما في ثياب شين والاخرى في السيارة المكشوفة التي كان يستقلها ويحيي الحشود من على متنها عندما اصيب في معدته برصاصة سببت له جرحا طفيفا ولم تدخل جسمه. وكانت نائبة الرئيس آنيت لو الى جانبه واصيبت ركبتها اليمنى بجروح. أمس استبعدت السلطات التايوانية فرضية تورط الصين في الحادث، من خلال تصريح لرئيس مكتب الامن القومي تساي شاو ـ مينغ، كذلك استبعد تساي ايضا تورط عصابات المراهنات السرية التي تراهن حول نتيجة الانتخابات الرئاسية التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، لكنه رفض التكهن حول منفذ او منفذي الاعتداء ودوافعه. أما الصحافة التايوانية فتحدثت أمس عن احتمال ان يكون الجاني متعصباً سياسياً او مختلاً عقلياً.