حماس حركة سياسية سرية يحكمها مجلس شورى ويدير شؤونها مكتب سياسي

مشعل في توضيح مكتوب: الأخ الرنتيسي اختير مسؤولا للحركة في غزة استنادا للائحة الداخلية

TT

انطلقت حركة «حماس» حسب بيانها التأسيسي في 15 ديسمبر (كانون الأول ) 1987. وتزامن الاعلان عن قيامها مع انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الاولى. إلا أن نشأة الحركة كما تقول تعود في جذورها إلى الأربعينات من القرن الماضي، اذ تعتبر نفسها امتدادا لحركة الاخوان المسلمين لا سيما في مصر حيث كان التواصل الجغرافي بين قطاع غزة بعد فرض الوصاية المصرية على القطاع بعد قيام اسرائيل.

وقبل الاعلان عن الحركة استخدم الاخوان المسلمون اسماءً أخرى للتعبير عن مواقفهم السياسية تجاه القضية الفلسطينية منها «المرابطون على أرض الاسراء» و«حركة الكفاح الاسلامي» وغيرها.

و«حماس» هو الاسم المختصر لـ«حركة المقاومة الاسلامية» وتعرف نفسها بانها «حركة مقاومة شعبية وطنية تعمل على توفير الظروف الملائمة لتحقيق تحرر الشعب الفلسطيني وخلاصه من الظلم وتحرير أرضه من الاحتلال الغاصب، والتصدي للمشروع الصهيوني المدعوم من قبل قوى الاستعمار الحديث». وتقول ايضا انها «حركة جهادية سرية بالمعنى الواسع لمفهوم الجهاد، وهي جزء من حركة النهضة الإسلامية، تؤمن أن هذه النهضة هي المدخل الأساسي لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر». وهي ايضا كما تقول «حركة شعبية إذ أنها تعبيرعملي عن تيار شعبي واسع ومتجذر في صفوف أبناء الشعب الفلسطيني والأمة الاسلامية يرى في العقيدة والمنطلقات الاسلامية أساساً ثابتاً للعمل ضد عدو يحمل منطلقات عقائدية ومشروعاً مضاداً لكل مشاريع النهوض في الأمة، وتضم حركة «حماس» في صفوفها كل المؤمنين بأفكارها ومبادئها المستعدين لتحمل تبعات الصراع ومواجهة المشروع الصهيوني.

وفصلت حماس بين ذراعها السياسي الذي يحمل نفس الاسم وبين ذراعها العسكري الذي يحمل اسم كتائب الشهيد عز الدين القسام القائد الفلسطيني الذي سقط خلال الثورة الفلسطينية في الثلاثينات من القرن الماضي ضد الانتداب البريطاني والهجرة اليهودية الى فلسطين.

ومثلها مثل اي حركة او تنظيم فان الهيكل التنظيمي لحماس يضم مجلس شورى مهمته وضع السياسة العامة للحركة وينتخب من بين اعضائه المكتب السياسي، كما قال مسؤول في حماس لـ«الشرق الأوسط». وبسبب ظروف الاحتلال وصعوبة الاتصالات فثمة مجالس شورى مناطقية في قطاع غزة والضفة الغربية. ومهمة المكتب السياسي ادارة شؤون الحركة وفق البرنامج الذي يحدده مجلس الشورى.

والمكتب السياسي الحالي للحركة يضم عددا غير محدد من قادة حماس، والسبب في ذلك كما قال المسؤول في الحركة لـ«الشرق الأوسط» ان هناك اعضاء سريين. ويرفض المسؤول الخوض في التفاصيل لكن يعتقد بان الاعضاء السريين ربما هم قادة الحركة في الداخل.

وينتخب المكتب السياسي مرة كل 4 سنوات حسب قول مسؤول حماس. ويحق لرئيسه ان يبقى في منصبه لحقبتين فقط. ويترأس المكتب السياسي حاليا ومنذ عام 1996 خالد مشعل الذي يحمل الجنسية الاردنية، ويتخذ من دمشق مقرا له بعد ترحيله عن عمان, وحيث تعرض لمحاولة اغتيال اسرائيلية في 25 سبتمبر (ايلول) 1997. وهو من بلدة سلواد في منطقة القدس في الضفة الغربية. وكان يفترض ان تنتهي مدته لرئاسة حماس في هذا العام لكن جرى اول من امس مبايعته لفترة جديدة ربما بسبب صعوبة الظروف والاوضاع التي تحول دون انعقاد مجلس الشورى.

وخلف مشعل في هذا المنصب الدكتور موسى ابو مرزوق الذي نحي عن منصبه هذا عند اعتقاله في نيويورك عام 1995. ويحتل ابو مرزوق الان منصب نائب رئيس المكتب السياسي.

ومن اعضاء المكتب السياسي المعروفين ايضا وجميعهم من الموجودين في الخارج:

ابراهيم غوشة الذي شغل منصب المتحدث باسم الحركة ورحل عن الاردن لكنه سمح له بالعودة ليعيش مع اسرته مقابل عدم القيام بأي نشاط سياسي رغم انه شارك في التظاهرة التي اقيمت في عمان احتجاجا على اغتيال الشيخ ياسين.

محمد نزال: شغل ممثل حماس في الاردن الى ان وقع الخلاف بينهما وجرى ترحليه بعد فترة اختفاء.

عماد العلمي: ممثل حماس السابق في دمشق.

سامي خاطر الذي رحل مع بقية زملائه عن عمان.

ويعتقد ان من بين اعضاء المكتب غير المعلنين كلاً من عبد العزيز الرنتيسي (غزة) وجمال منصور (اغتيل في نابلس) عام 2001 وصلاح شحادة (القائد العام لكتائب القسام اغتالته اسرائيل في يوليو (تموز) 2002 في غزة) ويحيى عياش (الملقب بالمهندس من كتائب القسام الذي اغتيل عام 1995) وعماد عقل (من كتائب القسام اغتالته اسرائيل) والشيخ خالد محمد امين الحاج. واكدت مبايعة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي لخلافة الشيخ احمد ياسين بعد اغتياله يوم الاثنين الماضي، قائدا لحماس في قطاع غزة، لكونه كان نائبا للشيخ ياسين، وجود مكاتب سياسية مناطقية ايضا.

وقال مشعل في توضيح مكتوب تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه للملابسات التي واكبت مبايعة الرنتيسي في غزة انه «وتأكيداً على حيوية الحركة ومؤسسيتها فقد جرى اختيار الأخ الدكتور عبد العزيز الرنتيسي مسؤولاً للحركة في قطاع غزة، وذلك استناداً إلى اللائحة الداخلية للحركة».

واضاف مشعل «اننا إذ نرجو للأخ المجاهد الدكتور الرنتيسي العون والحفظ والتوفيق والسداد من الله تعالى، ولجميع إخوانه، فإننا نعاهد شعبنا وأمتنا أن نبقى أوفياء لدم الشيخ الشهيد، ولدماء كل شهداء شعبنا، وأن نظل متمسكين بوحدتنا الوطنية في مواجهة العدو الصهيوني».

وعضوية حماس سرية للغاية ولا يعرف من اعضائها سوى الوجوه القيادية التي تتعامل يوميا مع وسائل الاعلام. لذا لا احد يعرف العدد الحقيق لاعضاء حماس ويرفض قادتها الخوض في تفاصيلها ايضا. لكن حماس تحظى بتأييد ما لا يقل عن 30% في صفوف الفلسطينيين حسب استطلاعات الرأي وقد تزداد هذه النسبة مع اغتيال الشيخ ياسين. هذا على الصعيد السياسي اما على الصعيد العسكري، فان كتائب الشهيد عز الدين القسام محاطة بجدار من السرية ولا يعرف من قادتها الا من تعلن عن اغتيالهم او ملاحقتهم قوات الاحتلال كما لا يعرف عدد اعضائها وان يعدوا بالالاف حسب معلومات غير مؤكدة. ويرفض اي من مسؤولي حماس الخوض في اي امر يخصها.

مؤسس الكتائب هو صلاح شحادة: وظل قائدها العام الى حين اغتياله عام 2002 في منزله بحي الدرج في غزة. وبقي اسم الشخص الذي خلفه سرا، وان كان هناك حديث عن محمد ضيف المطلوب رقم واحد لاسرائيل الذي لا يزال مختفيا منذ فراره من سجن السلطة الفلسطينية في غزة في اكتوبر (تشرين الاول) 2000. ونجا من محاولة اغتيال وأصيب بجروح طفيفة. ونجحت اسرائيل في تصفية عدد من قادة القسام من بينهم يحيى عياش وعماد عقل ومحمود ابو الهنود وغيرهم.