هجوم صاروخي يصيب المنطقة الخضراء وفندق شيراتون في بغداد

اشتباك مسلح في الفلوجة ومقتل ضابط شرطة كبير في مدينة المسيب وانفجاران في الموصل

TT

قال مسؤول أميركي ان هجوما بالصواريخ أصاب واحدا من اشهر الفنادق والمجمع الرئيسي للقوات الأميركية في بغداد أمس مما أدى الى إصابة احد الاجانب الذين يعملون مع الجيش الأميركي بجروح. وأدى اشتباك بالاسلحة الى مقتل ثلاثة عراقيين في الفلوجة، وضابط شرطة كبير في مدينة المسيب، كما شهدت الموصل انفجار قنبلتين. وقال المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم نشر اسمه، ان صاروخا سقط في «المنطقة الخضراء» التي تضم الادارة التي تقودها الولايات المتحدة. ولم يكشف عن هوية الأجنبي الذي يعمل مع الجيش الأميركي الذي اصيب بجروح.

واصاب الصاروخ الثاني فندق «شيراتون» بإصابات بالغة، لكن لم يصب أحد بجروح. كما أصاب أنبوبا لتكييف الهواء في الطابق السادس من الفندق الذي يقع وسط العاصمة العراقية وأدى الى تحطيم بعض النوافذ وايقظ الناس من النوم في الفندق والمنطقة المحيطة به. وقال المدير المناوب بالفندق «لم يصب أحد». وقال احد النزلاء في فندق شيراتون «هناك ما يشير الى ان صاروخا أصاب الفندق عند الطابق السادس». وقال موظف بالفندق امتنع عن ذكر اسمه «هذه هي المرة الرابعة التي نضرب فيها... ماذا يمكننا ان نفعل.. هذا هو مصدر رزقنا». وضربت الشرطة العراقية والجيش الأميركي نطاقا حول المبنى.

ويقع فندق شيراتون وفندق فلسطين الملاصق له في مجمع يتمتع بحماية جيدة يستخدمه الاجانب في قلب بغداد. وسبق ان تعرض الفندقان للهجوم عدة مرات.

وفي مدينة الفلوجة أسفر اشتباك بين القوات الاميركية ومسلحين عن مقتل ثلاثة من المدنيين واصابة جنديين أميركيين عقب انفجار قنبلة على الطريق.

وقال الشهود ان المدنيين سقطا خلال تبادل إطلاق النار. وشوهدت جثتا عراقيين في المستشفى بعد الاشتباكات وأصيب مدنيان آخران بجروح.

ولحقت أضرار بعدد من المنازل في البلدة. وشوهدت شاحنة صغيرة محترقة وحافلة أمطرتها الشظايا قرب جدار عليه اثار انفجار صواريخ أو قذائف. وشوهدت اثار الدم على الارض.

وقالت متحدثة عسكرية أميركية ان مقاتلين أطلقوا نيران أسلحة صغيرة على القوات الأميركية بعد أن انفجرت القنبلة حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، وأسفر الانفجار عن إصابة جنديين وتدمير عربة عسكرية.

وقالت الشرطة العراقية ان مسلحين قتلوا قائد شرطة عراقيا أمس بعد يوم من مقتل تسعة من رجال الشرطة والمتدربين في بلدة المسيب اثر اطلاق النار عليهم من سيارة أثناء توجههم لعملهم.

وقال جواد كاظم، وهو متحدث باسم الشرطة في الحلة، ان المقدم ياسين خضير مات فور ان امطر مسلحون سيارته بالنيران في بلدة المسيب. وتمكن المهاجمون من الفرار.

وجاء حادث امس بعد أقل من 24 ساعة من قتل مسلحين اربعة من ضباط الشرطة العراقية وخمسة من المتدربين بجهاز الشرطة في المسيب أول من امس. وقال مسؤولون محليون ان النيران أطلقت على حافلة تقلهم عقب مغادرتها البلدة.

وانفجرت قنبلتان وضعتا على جانب طريق في مدينة الموصل في هجومين منفصلين امس.

وقالت الشرطة ان ثلاثة رجال شرطة أصيبوا بجروح طفيفة في الانفجار الاول الذي استهدف قافلة للشرطة. وقال شهود ان الهجوم الثاني الذي شن على طريق غربي المدينة ألحق أضرارا بعربة عسكرية أميركية وأصاب سائقا عراقيا في محطة وقود قريبة. واوضح المقدم عبد الازل حازم حفوظي المسؤول الاعلامي في مديرية شرطة الموصل ان «الحادث وقع في منطقة رأس الجادة وسط الموصل عندما كان رجال الشرطة يستقلون سيارة بيك ـ آب تابعة لمديرية شرطة المحافظة». وأضاف ان «تحقيقا فتح في الحادث لمعرفة الفاعلين».

من جانبه اكد الطبيب شاكر محمود شاكر من مستشفى مدينة الطب في الموصل ان الجرحى الثلاثة في «حالة مستقرة الآن بعد ان خضعوا لعمليات جراحية لاستخراج الشظايا» التي اصابتهم.

وأعلن الجيش الاميركي في بيان أمس ان جنديا أميركيا قضى متأثرا بجروح أصيب بها خلال تبادل لإطلاق النار لم يكشف النقاب عن طبيعته وقد حصل يوم الاثنين الماضي في الموصل.

وقال البيان ان الجندي الذي لم يكشف عن هويته ينتمي الى احدى كتائب فرقة المشاة الثالثة ومقرها الموصل. وأوضح ان تحقيقا في الحادث فتح ولكن لم يعلن عن نتائجه بعد كون عائلة الضحية لم تبلغ بعد بمقتله.

وذكر شاهد عيان ان النيران كانت مشتعلة صباح امس في الأنبوب الرئيسي لتصدير النفط في جنوب العراق قرب شبه جزيرة الفاو (جنوب) لأسباب لم تعرف.

وقال محمد راضي: «كنت متوجها بسيارتي من الفاو الى البصرة عندما شاهدت انبوب النفط يحترق والدخان الاسود ينبعث منه». وأضاف ان حركة السير على الطريق السريع الذي يربط بين الفاو والبصرة توقفت بسبب الحريق.

واكد مدير مستشفى الطب العدلي فائق امين بكر ان «ثلاثة عراقيين هم ام واب وطفلهما (ثمانية اعوام) قتلوا صباح امس في انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة على حافة الطريق المؤدي الى منطقة سلمان باك جنوب شرقي بغداد». وأضاف ان «العائلة كانت في حافلة صغيرة من طراز (كيا) كورية الصنع»، موضحا ان «شدة الانفجار ادت الى تقطع اوصالهم ومقتلهم على الفور».

وشهدت مدينة النجف امس تظاهرة استنكار لاغتيال القوات الاسرائيلية فجر الاثنين الماضي مؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الشيخ احمد ياسين. وانطلقت التظاهرة التي شارك فيها المئات من المواطنين من ساحة ثورة العشرين (وسط) باتجاه مرقد الامام علي ابن ابي طالب ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «نستنكر العمل الاجرامي الآثم الذي اودى بحياة المجاهد الكبير الشيخ احمد ياسين القائد الروحي لحركة حماس» و«دم الشهيد احمد ياسين نقطة بداية لنهاية الاحتلال».

وقال الطالب حسين الهاشمي احمد منظمي التظاهرة ان «الغاية من هذه التظاهرة التنديد بالعمل الاجرامي الذي ارتكبه الجيش الاسرائيلي ضد الشيخ احمد ياسين والمطالبة بإنهاء الاحتلال والارهاب الذي تمارسه اميركا واسرائيل ضد العراق وفلسطين». واضاف ان «العملية عار على اسرائيل.. والحكومة الاسرائيلية كانت تخاف من شيخ مقعد فقتلته بأبشع الطرق».

واطلقت الشرطة العراقية عيارات نارية في الهواء امس في النجف ايضا من اجل تفريق متظاهرين عاطلين عن العمل تظاهروا للمطالبة بتوفير فرص عمل. وتجمع المتظاهرون الغاضبون الذين تجاوز عددهم المائتي شخص امام مبنى الادارة المدنية التابعة لسلطة الائتلاف في منطقة حي الغدير وسط النجف قبل منتصف الظهر مطالبين بتوفير فرص عمل لهم.

ثم قام المتظاهرون برمي الحجارة على المقر مما أدى الى تحطيم زجاج النوافذ فوصلت تعزيزات امنية من قوات التحالف والشرطة المحلية العراقية التي قامت بإطلاق النار في الهواء من اجل تفريق المتظاهرين.

وقال المقدم عبد الخالق فرحان، مسؤول حراسة مبنى الادارة المدنية للتحالف، ان «سوء تصرف المتظاهرين أدى الى عملية إطلاق النار في الهواء من اجل تفريقهم».

وكان العاطلون عن العمل في النجف قد تظاهروا للمرة الاولى أمام مبنى المحافظة وسط المدينة السبت الماضي مطالبين بتوفير فرص عمل لهم.