المباحث الأميركية تغلق ملفي السعوديين البيومي وباسنان وتبرئ ساحتهما من تهمة مساعدة منفذي هجمات سبتمبر

TT

أغلق مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (اف. بي. آي) ملف المواطنين السعوديين عمر البيومي واسامة باسنان بعد ان خلص في تحقيقاته الى انهما لم يساعدا منفذين مفترضين لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) ولم يكونا عميلين لجهاز استخبارات بلدهما.

وبعد القيام بمقابلات وتحقيقات اضافية ومراجعة وثائق انهى موظفو مكتب «اف. بي. آي» تحقيقهم حول البيومي وباسنان، الصديقين اللذين كانا أثارا الشكوك لأن أحدهما أقرض مالا لاثنين من منفذي هجمات سبتمبر، هما خالد المحضار ونواف الحازمي، بينما تلقى الثاني مالا من الحكومة السعودية.

واستنتج مكتب المباحث الفيدرالي ان السعوديين كانا، في غالب الأحوال، يقدمان، بين حين وآخر، معلومات الى دولتهما أو يساعدان الزوار السعوديين على الاقامة في الولايات المتحدة، ولكنهما فعلا ذلك في اطار الالتزام بالأعراف الاسلامية في أن يكون المرء لطيفا مع الغرباء أكثر من اطار علاقات معينة مع المخابرات السعودية، وفقا لما قاله مسؤولون اميركيون.

واضاف المسؤولون ان مكتب المباحث الفيدرالي ومسؤولين سعوديين يواصلون المتابعة المشتركة للمعلومات في التقرير الذي أصدره الكونغرس الصيف الماضي حول الدعم المحتمل للارهاب من جانب مشاريع ومؤسسات خيرية تتخذ من السعودية مقرا لها. ومنذ أن أنشأت الولايات المتحدة والسعودية فريق عمل مشترك العام الماضي، اتخذتا اجراءات فعالة ضد عدد من المؤسسات المشتبه في دعمها للارهاب. ففي يناير (كانون الثاني) الماضي طردت السعودية رئيس مؤسسة خيرية سعودية اتهم بصلاته مع الارهاب وبقي خاضعا للتحقيق. وفي الشهر الماضي اقتحم فرع تلك المؤسسة الخيرية في أوريغون من قبل موظفي مكتب المباحث الفيدرالي في مسعى للحصول على معلومات عن صلة محتملة للمؤسسة بدعم الارهاب.

وقال المسؤولون السعوديون انهم يشعرون بالارتياح بعد ان برأ مكتب المباحث الفيدرالي ساحة الرجلين السعوديين. وقال عادل الجبير مستشار الشؤون الخارجية لولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز: «لقد اكدنا على الدوام أنه لا البيومي ولا باسنان كانا عميلين للحكومة السعودية ولم يكشف تحقيقنا ولا تحقيقات حكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا عن تورط أي من الرجلين في أحداث الحادي عشر من سبتمبر». وأضاف انه «انتهى الأمر الى أن تكون هذه القضية المثيرة للجدل بأسرها زوبعة في فنجان. لقد انتهت خرافة أخرى».

وكان البيومي قد خضع لتحقيق من قبل مكتب المباحث الفيدرالي. وقال مسؤول في هيئات تطبيق القانون من المطلعين على القضية: «عندما أعدنا النظر في الموضوع وجدنا أن هذين الرجلين لم يكونا عميلين للمخابرات وانما قد يكونان نافعين بين حين وآخر ارتباطا بمعتقداتهما الاسلامية».

وقد لفت البيومي وباسنان الأنظار اليهما مباشرة بعد هجمات 11 سبتمبر. وكان البيومي قد اقام حفل استقبال للمحضار والحازمي واقرضهما مالا. كما أنه سجل حفل الاستقبال على شريط. وأكد موظفو مكتب المباحث الفيدرالي أن البيومي أقرض الخاطفين مالا لتسديد ايجارهما الى أن يتمكنا من الوصول الى البنك.

وفي أجزاء سرية من التقرير المنشور الصيف الماضي زعم محققو الكونغرس بخصوص هجمات سبتمبر ان تسلسل الاحداث اشار الى ان باسنان والبيومي يمكن أن يكونا على صلة بالمخابرات السعودية. وتساءل المحققون ايضاً عما اذا كانت التمويلات النقدية، اضافة الى الاشراف على مؤسسات خيرية ساعدت تنظيم «القاعدة»، ترقى الى مستوى الارهاب. وقد رفض السعوديون بشدة الاتهام وطالبوا بنشر الجزء السري من التقرير الذي يضم 28 صفحة، ولكن ذلك الجزء لم ينشر على الاطلاق.