رئيس الموساد السابق: الشيخ ياسين اقترح وهو في المعتقل هدنة لـ 30 سنة

إفرايم هاليفي يعتقد أن اغتيال مؤسس حماس كان خطأ

TT

كشف رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الخارجي (الموساد)، إفرايم هاليفي، النقاب عن أن مؤسس حماس، الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته إسرائيل يوم الاثنين الماضي، كان قد اقترح وهو في الأسر هدنة لمدة 30 سنة. لكن حكومة بنيامين نتنياهو، في حينه، رفضت اقتراحه.

وأعلن هاليفي، خلال تصريحات لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس أنه يعتقد أن اغتيال الشيخ ياسين كان بمثابة خطأ فاحش للسياسة وللمصالح الإسرائيلية «فهو أحد القادة المعتدلين جدا في حركة «حماس»، بفضله امتنعت الحركة عن تنفيذ عمليات إرهاب ضد أهداف يهودية وإسرائيلية في الخارج، وبفضله امتنعت «حماس» عن الدخول في حرب مع السلطة الفلسطينية. وهو أحد القلائل الذين يؤمنون بإمكانية الدخول في اتفاقيات مرحلية مع إسرائيل. وفي الشهر الماضي كان قد اقترح هدنة لمدة سنة. واقتراحه هذا شكل أساسا للمفاوضات والحوار اللذين يديرهما المصريون من أجل إنجاز الهدنة».

وتحدث هاليفي عن أحداث سنة 1997، عندما حاولت إسرائيل اغتيال رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس»، خالد مشعل، في عمان، فقال إن إسرائيل ارتكبت في حينه أيضا خطأ فادحا عندما حاولت اغتيال مشعل على الأراضي الأردنية. وزاد الطين بلة أن اثنين من منفذي المحاولة، اللذين حقنا أذنه بمادة زئبقية سامة اعتقلا، مما أغضب العاهل الأردني الراحل الملك حسين واعتبرها خرقا لحرمة الأردن وطعنا له من خلف الظهر. وأصر على أن تبطل إسرائيل مفعول السم بمصل مضاد وإنقاذ حياته وطلب أن يطلق سراح الشيخ أحمد ياسين من معتقله في إطار صفقة أفرج فيها عن عميلي الموساد.

وقال هاليفي، الذي كان يومها ممثل إسرائيل في الاتحاد الأوروبي، بدور فاعل في تخفيف غضب الملك حسين. إذ حضر إلى الأردن ممثلا عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وأدار المفاوضات لإنهاء الأزمة بنجاح. وحضر في أعقابه أرييل شارون، الذي كان يؤمئذ وزيرا للخارجية الإسرائيلية، فقام بإتمام المصالحة. وأعلن عن فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. وتمت إقالة رئيس الموساد يومها، داني ياتوم (وهو اليوم عضو كنيست عن حزب العمل المعارض)، وعين في مكانه هاليفي.

وقال هاليفي في تصريحاته أمس إن السيناريو الذي تم سنة 1997، يعود إلى مخيلته اليوم بكل مأساوية، وهو يتابع أنباء اغتيال الشيخ ياسين «فهذا الشيخ كان مشغولا ليس بالحرب مع إسرائيل بل بالتسوية، ورأى هذه التسوية باتفاقيات مرحلية، وحال خروجه من المعتقل الإسرائيلي استقبله الملك حسين في قصره وأدار معه حوارا مهما جدا، وقد صدم الملك حسين وذهل من مستوى الاعتدال في كلامه. وصدم أكثر عندما سمعه يتحدث عن مشروع لهدنة تامة لمدة 30 سنة. فحاول الاستفسار أكثر، وعندما اقتنع بحديثه، وبأن الشيخ ياسين يطرحه باسمه وباسم حركة «حماس» كلها، ويتعهد بأن تشمل الهدنة جميع الفصائل الفلسطينية المسلحة، وافق الملك حسين على نقل الاقتراح إلى إسرائيل. وفعل ذلك، لكن رئيس وزرائها نتنياهو، رفض الاقتراح تماما».