احتجبت امس صحيفة «الندوة» السعودية عن قرائها بطبعتيها الاولى والثانية بسبب مشكلة في المطابع الخاصة بالصحيفة في مكة المكرمة. الدكتور عبد الرحمن العرابي رئيس تحرير الصحيفة تحدث بحزن بالغ وقال لـ«الشرق الأوسط» «فوجئت اليوم (أمس) عندما استيقظت بان الصحيفة لم تصدر وانسدت نفسي عن كل شيء فقد حدث عطل في الطبلون الكهربائي منع من تشغيل المطابع في وقت مبكر أول من امس وللاسف الشديد فإن الفنيين لم يخبروني كون مرجعيتهم الادارة وكون الفني لم يعرف كيف يتصرف وتوقع ان بإمكانه اصلاح العطل برغم اني لم اخرج من مقر الصحيفة الا الساعة الحادية عشرة مساء». واضاف «الصحيفة ستصدر غدا فقد احضرنا مهندسين من جدة وهم الآن يعملون على اصلاح العطل واعادة المطابع الى العمل».
وكان قد تردد في الوسط الاعلامي وجود خلافات بين التحرير والادارة تسببت في تدهور اكبر لوضع الصحيفة التي تمر بظروف مالية صعبة، وقد جاء حديث العرابي امس في هذا الاتجاه حيث اتهم مسؤولين في الإدارة.
وكانت الصحيفة قد بدأت مرحلة تطويرية بصدورها ملونة في بداية العام الهجري الحالي 1425هـ الذي يوافق منتصف فبراير (شباط) 2004 بعد ان دشنت مطابعها الجديدة. وقد وجد ذلك قبولا لدى المتابعين لها ورافقت ذلك خطوة تحريرية غير مسبوقة في السعودية وذلك بالتركيز على اخبار العاصمة المقدسة مكة المكرمة. وتمر المؤسسة بمرحلة صعبة بعد ان تراكمت عليها الديون وتخلى عن دعمها الكثير من الاعضاء الفاعلين فيها، حتى ان موظفيها لم يتسلموا رواتبهم منذ 16 شهرا وسبق ان توقفوا عن العمل في اكتوبر (تشرين الأول) 2003 الماضي مما كان سيمنع صدورها ولكن تدخل احد اعيان مكة بمطابعه الخاصة وعماله جعلها تصدر في 8 صفحات في اليوم الثاني.
احد الموظفين الذي طلب عدم ذكر اسمه قال «منذ 16 شهرا لم اتسلم راتبي وكذلك حال جميع الزملاء وهم الآن يمرون بمرحلة صعبة اعتقد انها اصبحت معروفة لدى الجميع، فكثير من الموظفين اصبحوا غير قادرين على الحصول على ابسط امورهم الحياتية بسبب توقف صرف الرواتب وبعضهم لم يعد لديه منزل يؤوية بعد ان عجز عن سداد ايجار منزله».
وعلمت «الشرق الأوسط» ان الجمعية العمومية ستعقد في الثاني من ابريل (نيسان) المقبل لمناقشة اوضاع الصحيفة المتدهورة ومديونياتها ووضع حل نهائي لها يخرجها من هذه المشاكل.
يذكر ان صحيفة «الندوة» تصدر منفردة من مكة المكرمة، كواحدة من أعرق الصحف السعودية التي تأسست اثر دمج صحيفتي «حراء» و«قريش» في أوائل الستينيات عقب صدور نظام المؤسسات الصحافية.