محققون إسبان: حددنا منفذي تفجيرات مدريد ونبحث عن «الجهة المدبرة من الخارج»

الشرطة تعثر على بصمات تدل على تورط 2 من الموقوفين وتعتقل جزائريين وسورياً في قضية إرهاب منفصلة

TT

قالت مصادر في الشرطة الاسبانية انها متأكدة من ان اصوليين مغاربة نفذوا التفجيرات الاخيرة في مدريد الا انها لا تزال تبحث عن الجهة التي دبرت الاعتداءات التي اسفرت عن نحو 200 قتيل. وافادت تقارير اسبانية، من ناحية اخرى، ان الشرطة عثرت على بصمات اثنين من الموقوفين في اطار التحقيق على آلية استخدمت في نقل المتفجرات وعلى حقيبة مفخخة.

ونقلت وكالة «رويترز» امس عن مصدر قريب من التحقيق قوله ان «الفكرة والدعم الايديولوجي للتفجيرات جاء من خارج اسبانيا». ورغم ان التحقيق يبحث عن صلة محتملة للجماعة الاسلامية المقاتلة المغربية فان الشرطة لا تستبعد دوراً لجماعات اصولية اخرى. وقال المصدر نفسه: «كل الامور تشير الى المغرب لكن عالم المنظمات الاصولية الراديكالية معقد جدا».

وقد اعتقلت الشرطة 13 شخصاً بينهم 10 مغاربة للاشتباه في علاقتهم بالتفجيرات. ونقلت صحيفة «ايل بيريوديكو» الاسبانية امس عن مصادر في التحقيق قولها ان بصمات اكتشفت على شاحنة استخدمت في نقل المتفجيرات تعود الى جمال زوغام المشتبه به الرئيسي في الهجمات. وقد استخدم منفذو الاعتداءات تلك الشاحنة لنقل المتفجرات الى محطة الكالا دو هيناريث (35 كلم شمال شرق مدريد) حيث وضعت داخل اربعة قطارات متوجهة الى العاصمة الاسبانية.

واكتشف المحققون ايضا بصمات احد المعتقلين الاخرين، عبد الرحيم زباخ، على حقيبة لم تنفجر وعثرت عليها الشرطة كما اوضحت الصحيفة. والى جانب هذه البصمات فانه لدى المحققين افادات عدد من الناجين قالوا انهم شاهدوا زوغام وزباخ على متن القطارات المستهدفة، حسبما اضافت الصحيفة.

كذلك، افادت صحيفة «ايل موندو» امس ان عبد الرحيم زباخ المجاز في الكيمياء من جامعة في المغرب صنع في شقة في مدريد القنابل الـ 13 التي وضعت في حقائب وادخلت الى القطارات وكانت مجهزة بنظام تفجير يشغل بواسطة هاتف جوال. واضاف المصدر نفسه ان المحققين الذين لا يزالون يبحثون عن هذه الشقة، يملكون مؤشرات على مشاركة مباشرة لثمانية ارهابيين في الاعتداءات وتم التعرف على خمسة منهم.

وقد جرت امس مراسم التشييع الرسمية لضحايا تفجيرات مدريد بحضور العائلة المالكة الاسبانية وحوالي 20 رئيس دولة وحكومة. وعند بدء المراسم الدينية هتف والد احد الضحايا «سيد اثنار، انني احملك مسؤولية مقتل ابني»، وذلك لدى مرور رئيس الوزراء المنتهية ولايته خوسيه ماريا اثنار ليأخذ مكانه. وحضر الحفل ايضا رئيس الوزراء الايرلندي بيرتي اهيرن الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي والرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير الخارجية الاميركي كولن باول اضافة الى قادة ومسؤولين آخرين.

من ناحية اخرى، اعتقلت الشرطة الاسبانية ثلاثة اصوليين للاشتباه في علاقتهم بالجماعة الاسلامية المسلحة الجزائرية لكنها لا تعتقد انهم متورطون في تفجيرات مدريد الاخيرة. وقالت الشرطة في بيان امس ان الموقوفين في مدينة بلنسية (شرق) هم جزائريان وسوري في الاربعينات من عمرهم وقد يكونون على صلة بأعضاء في الجماعة الاسلامية المسلحة الجزائرية اعتقلوا في اسبانيا عام 1997 .