عدم اليقين يلقي بظلاله على ثوار الشيشان

TT

غروزني ـ رويترز: الموضوع بسيط بالنسبة لموسكو: المتمردون الشيشان ارهابيون يجب تدميرهم. أما على ارض الواقع في الشيشان فمن الصعب أحيانا التمييز بين مؤيدي الحكومة والثوار.

ويلحق الثوار الذين يغيرون ولاءهم الى صفوف الحكومة الموالية لروسيا بدون اسئلة. وكثيرون لا يطالبون بالاستقلال بينما تؤكد الحكومة ولاءها لموسكو. والجنود الموالون لموسكو الملتحون بأزيائهم العسكرية المتنوعة وبنادقهم الكلاشنيكوف والذين من عادتهم اطلاق زخات من الرصاص عند مرور مواكب الافراح بمواقعهم، هم أنفسهم الذين هزموا روسيا عام 1996 ولم يتغيروا.

وفي أرغون، الى الشرق من العاصمة الاقليمية غروزني، قال عضو في قوات الامن التي تضم الاف الجنود ان أغلب رفاقه كانوا ثوارا قبل ان يغيروا ولاءهم. وقال: «كلنا تقريبا كنا كذلك. غيرت موقفي قبل ثلاثة أشهر فقط. قبل ذلك كنت في التلال اصد الاتحاديين».

ويفعل مثله ضباط كبار. فقد استسلم القائد الكبير محمد خامبييف الشهر الحالي وطلب الانضمام الى جانب موسكو. وهو لا يواجه اية اتهامات جنائية. وقال مسؤولون في الشيشان انهم يرحبون به. وقال رمضان ابن رئيس الشيشان الموالي لموسكو أحمد قديروف والذي يعتبر ثاني أقوى رجل في المنطقة لرئاسته جهاز الامن، انه يريد من زعيم الثوار أصلان مسعدوف الانضمام الى الحكومة أيضا. وقال رمضان، 27 عاما، وهو يتحدث من بيته في قرية تسنتروي عند سفوح جبال القوقاز: «انه رجل عسكرى ممتاز. لندعه يدرب جنودنا».

وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«تدمير هذا الارهابي» ويرفض التفاوض معه. تركزت خطته لاحلال السلام في العام الماضي على اجراء استفتاء لترسيخ وجود الشيشان في روسيا واجراء انتخابات فاز فيها قديروف واثارت انتقادات دولية.

وقاد مسعدوف حملة أجبرت موسكو في البداية على الجلوس الى مائدة المفاوضات ثم منح الشيشان الاستقلال بناء على الامر الواقع في 1997. لكن رمضان قديروف أشاد بالكولونيل السوفياتي السابق قائلا: «مسعدوف رجل مثقف. نحن بحاجة الى امثاله. ومن الصواب استخدامه. يجب ألا يكون رئيسا ولكن قائدا عسكريا». وسياسيا فإن الجانبين قريبان من بعضهما بعضا أكثر مما يقول بوتين. ويتحدث ثوار حكموا الشيشان حتى ارسل بوتين قواته عام 1999 عن صيغة تسوية غامضة ربما تكون نوعا من الحكم الذاتي داخل نطاق روسيا ودعوة محاربين الى المشاركة.

من ناحية اخرى تتزايد مطالب قديروف المتشددة من موسكو. فقد قالت الصحف الروسية انه طلب من روسيا الشهر الماضي دفع رسوم عبور الغاز ارض الشيشان في طريقه الى جورجيا وأرمينيا وأذربيجان. كما انه يريد ان تتولى حكومته قيادة الحملة العسكرية. ويشكل مطلبه القديم بتحويل كل عائدات نفط الشيشان الى غروزني عقبة تعرقل محاولات موسكو تحديد وضع الشيشان.

ويرفض ثوار متشددون نظموا هجمات انتحارية في القوقاز وموسكو بحث اي صيغة وسطية مع روسيا ولكن معتدلين يتخذون موقفا اقل تشددا من قديروف. وقال مبعوث الثوار البارز احمد زكاييف في الاونة الاخيرة في منفاه بلندن: «لم يعد أحد يتحدث عن الاستقلال».

ويقول قديروف ان الثوار السابقين وحدهم الذين لديهم المعرفة المطلوبة بخطط الثوار واللازمة لاعتقال رفاق السلاح السابقين. ولكن زكاييف يقول ان وجود انفصاليين سابقين في صفوف قديروف اضر بحكم موسكو للشيشان. وقال: «تأتي الاموال لقواتنا المسلحة من روسيا عن طريق ادارة قديروف. لا يوجد وزير أو مدير أو شيخ قرية لا يعطينا نقودا. وطالما استمرت ادارة قديروف فاننا لن نواجه مشاكل مالية».