قوات المارينز الأميركية تعزز مراقبتها للحدود مع سورية منعا لتسلل المهاجمين

TT

على امتداد مئات الأميال من صحراء موحشة عبر الحدود العراقية ـ السورية، بدأ مشاة البحرية الأميركية (مارينز) جهدا كبيرا لمنع تدفق الأسلحة والمقاتلين الأجانب من سورية إلى العراق عبر واحد من أكثر ممرات التهريب خطورة في العالم.

وفي الأسبوع الماضي نشرت قوات مشاة البحرية التي تولت المسؤولية عن هذه المنطقة، قليلة السكان، المدفعية وأقامت المعسكرات في عدة مناطق قرب الحدود في الوقت الذي تشن فيه حملة للحصول على تأييد العراقيين الذين يعيشون في المدن والقرى الصغيرة.

وأعلنت قوات مشاة البحرية أن عملية القضاء على المهربين والمتسللين ستكون بطيئة ومحفوفة بالمخاطر. وذكر المتحدثون باسم هذه القوات أن اثنين من عناصر القوة قتلوا منذ بداية العمليات، عندما اصطدمت مركبة من طراز «هامفي» بلغم أرضي من صنع مصري زرع في طريق للتهريب.

كما أصيب خمسة في هجمات شنها المتمردون أو المهربون. ففي يوم الاثنين الماضي قبض على مجموعة من العراقيين بعدما ألقى أحدهم قنبلة يدوية على هذه القوات.

وفي معسكر آخر يطلق عليه اسم «معسكر القرية الكورية»، اكتشف مشاة البحرية مخزنا للأسلحة يحتوي على كميات من الأسلحة من ضمنها صواريخ مضادة للطائرات، يعتقدون أنها وضعت هناك قبل 24 ساعة فقط من وقت اكتشافها.

وقال الميجور انتوني هندرسون «هذه عملية بطيئة. هناك الكثير من المخاوف بين السكان من عمليات انتقامية من قبل الارهابيين. هذه معركة سنكسبها ولكن لا يمكن تحقيق النصر فيها في اطار نمط التفكير الاميركي المتعجل».

وابلغ الميجور جنرال جيمس ماتيس، قائد الفرقة الاولى لمشاة البحرية، قواته المتمركزة على الحدود ان المهمة «ستكون طويلة وخطيرة وساخنة».

وحتى مع استمرار مشاة البحرية في اطلاق النار على المهربين والمتمردين، فإن مجموعات اخرى من القوات في حاجة الى عقد صداقات مع القرويين الذين يمكنهم تقديم معلومات عن المهربين، كما ذكر ماتيس.

وقال ماتيس لمئات من القوات في محطة سكة حديد عراقية مهجورة تستخدم كقاعدة «ان اسوأ ما يمكن ان يحدث للاعداء هو شعور السكان هنا بالسعادة لوجودكم بينهم. ومع ازدياد الحرارة واصابة واحد من زملائكم، يجب الاستمرار في التلويح... يجب علينا كسب العقول والقلوب».

وتعود ممرات المهربين إلى عدة قرون، إلى عهد كانت فيه الإبل هي وسيلة المواصلات الوحيدة. واستخدمت هذه الطرق في العقد الماضي لكسر الحظر الذي فرضته الأمم المتحدة على العراق بعد غزو الكويت عام 1990. واليوم فإن المهربين يعبرون الحدود بحرية في سيارات رياضية عبر طريق سريع يربط البلدين، في تحد لدوريات الحدود.

ولا يحاول مشاة البحرية وقف جميع عمليات التهريب. فهم لا يعتقلون على سبيل المثال، مهربي السجائر وغيرها من البضائع الاستهلاكية إلى العراق. ولكن المهربين الذين يحملون أسلحة يقبض عليهم ويحتجزون في معسكر كبير.

وقال السيرجنت شلبي لاساتر «عليك أن تختار معركتك. هذا المكان هو منطقة اختبار قبل وصول المتمردين إلى الفلوجة وبغداد».

ويعتقد ضباط الاستخبارات العسكرية أن بعض المتمردين الذين يهاجمون القوات الأميركية هم من دول أخرى في المنطقة. وجاءوا للعراق للمشاركة في القتال ضد الأميركيين.

وأعربت القوات الأميركية عن دهشتها لرؤية منطقة الحدود بلا حراسة.

وقال الكوربرل اكرام فلاح وهو مترجم عربي «يقول الناس ان الحدود المكسيكية الاميركية غير موجودة اما هنا فإن الحدود مزحة. وسيستغرق الامر وقتا طويلا للحصول على مساعدة الناس هنا. فالتهريب هو اسلوب الحياة هنا لعدة قرون».

وبالإضافة إلى دوريات مسلحة تعمل على مدى 24 ساعة وتقوم بها قوات كانت أول من اقتحمت بغداد في العام الماضي، فإن مشاة البحرية يحاولون الحصول على تأييد الناس هنا ببناء المدارس والعيادات الطبية المحلية.

ومعظم جهود مكافحة التهريب هي استعراض للذكاء والقدرات بين المهربين والقوات الاميركية، حيث تتحدى قوات مشاة البحرية المهربين لعبور الحدود.

وقال الليفتنانت جيف كينغ «نسمح لهم برؤيتنا خلال النهار في استعراض للقوة. ثم نجلس وننتظرهم».

وتمتد الحدود بين سورية والعراق لمسافة 400 ميل، وكانت دائما مصدرا للاحتكاكات لعدة عقود.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» خاص بـ «الشرق الاوسط»