رئيس الوزراء الاسرائيلي يؤكد أن واشنطن تعهدت بمكافأته إذا نفذ انسحابا من الضفة الغربية

مصادر غربية لـ«الشرق الأوسط»: الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل تأجيل الانسحاب من غزة إلى ما بعد الانتخابات

TT

اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، بنفسه ما كان قد نشر في «الشرق الأوسط»، الاسبوع الماضي، من ان مكافأة كبيرة تنتظر اسرائيل من الولايات المتحدة في حال اقدامها على الانسحاب الكامل من قطاع غزة، وانسحاب آخر جدي من الضفة الغربية.

وقال شارون لعدد من الوزراء والمسؤولين المقربين منه، اول من امس، ان موقف الادارة الاميركية من خطته للانفصال الاحادي الجانب عن الفلسطينيين يتعلق بعمق الانسحاب، فهم يريدون الانسحاب من غزة كاملا. ويرون انسحابا ذا وزن من الضفة الغربية يضمن ازالة مستوطنات، حتى لو كانت ازالة عدد قليل من المستوطنات، فالمهم انهم يريدونه ملموسا وجديا.

لكن مصادر غربية، قالت لـ«الشرق الأوسط» ان واشنطن أبلغت رئيس الوزراء الاسرائيلي، قبل ايام، ان عليه أن يجمد خطته للانسحاب من غزة من طرف واحد الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقالت المصادر ان الاميركيين يقومون بتكثيف جهودهم في هذه المرحلة لبلورة موقف مشترك مع الاتحاد الأوروبي قبل موعد الزيارات التي من المقرر ان يقوم بها الى واشنطن في ابريل (نيسان) المقبل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون.

وحسب المصادر فإن الاتصالات الاميركية ـ الاوروبية حول الوضع في الشرق الاوسط وضرورة تحريك عملية السلام المتوقفة، تتركز، بالاضافة الى تأجيل الخطة الاسرائيلية بالانسحاب من طرف واحد، على إمكانية ارسال قوات من حلف الاطلسي (الناتو) الى غزة لضبط الاوضاع الامنية في الفترة التي ستتبع الانسحاب. ووفقاً للمصادر فان هناك توجها تجري مناقشته في اللقاءات الاميركية ـ الاوروبية بإقناع الاسرائيليين بعدم تفكيك مستوطنات قطاع غزة، خلافاً لما حدث عشية الانسحاب الاسرائيلي من سيناء المصرية في السبعينات من القرن الماضي، ووضعها، تحت وصاية دولية بإشراف البنك الدولي. وحسب صحيفة «هآرتس» امس فان الاميركيين يرون مثل هذا الانسحاب «ذا ابعاد تاريخية». وقد وعدوا شارون بمكافأة كبرى. ولم يكشف عن ماهية هذه المكافأة، وهل ستكون مالية او سياسية او الاثنتين معا. لكن مصادر مقربة من مكتب شارون اكدت امس ان «واشنطن بدأت تدرك الاهمية الكبرى لخطة الفصل ومستعدة للتجاوب مع عدة طلبات اسرائيلية ايضا في المجال السياسي». وحسب مصادر غير رسمية، فان الولايات المتحدة تنوي اعلان موقف يتجاوب مع الرفض الاسرائيلي لحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة. وفي حال انطلاق خطة الانفصال فانها تنوي الاعلان عن ان حل قضية اللاجئين يكون فقط في اطار مساحة الدولة الفلسطينية. كما ستتجاوب مع الطلب المتعلق بضم مناطق استيطانية في الضفة الغربية الى تخوم اسرائيل وحدودها الرسمية. لكنها لن تعلن موقفها بهذه الفظاظة بل ستجد «صيغة معتدلة» تحمل نفس المفهوم، مثل القول بأن من حق اسرائيل ان تحتفظ ببعض الاراضي الفلسطينية في اطار اتفاق على الحل النهائي. وبذلك تفتح الطريق امام توسيع الاستيطان في هذه المناطق تمهيدا لضمها بل ربما ضمها مباشرة الى حدود اسرائيل. والحديث، بهذا الصدد، يجري عن مستوطنتي «معاليه اوديم» شرق القدس، وارئيل غرب نابلس، وعن كتل استيطانية اخرى ابرزها «غوش عتصيون» (بين بيت لحم والخليل) وغوش موديعين (قرب رام الله).

يذكر ان الوفد الاميركي الرفيع الذي يديرالمفاوضات مع اسرائيل حول خطة شارون قد انطلق باتجاه الشرق الاوسط، ويضم وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية، وستيفن هادلي نائب مستشارة الامن القومي في البيت الابيض، واليوت ابرامز رئيس دائرة الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي.

ووصل الوفد امس الى مقر رئاسة الاتحاد الاوروبي في بروكسل من اجل اطلاع الدائرة السياسية ـ الامنية برئاسة خافير سولانا، على التقدم في موضوع هذه الخطة وتفاصيلها.

كما سيزور مصر والاردن بهدف مواصلة التنسيق، حيث ان اسرائيل ترفض التنسيق المباشر مع السلطة الفلسطينية في تطبيق هذه الخطة، لكنها بدأت تنسق مع مصر، التي ترحب من جهتها بكل انسحاب اسرائيلي من المناطق المحتلة، وتريد ادخال الاردن لحلقة التنسيق، خصوصا بعد ان قام الملك عبد الله الثاني بزيارة شارون وابلغه قلق بلاده من خطته وطلب منه معرفة التفاصيل. فاقترح عليه شارون ان يكون الاردن شريكا في المحادثات حول تطبيق هذه الخطة، حتى يبدد مخاوفه.