أكاديميات سعوديات: نتطلع لدراسات ميدانية تساهم في إحصاء المحتاجين في السعودية لوضع استراتيجيات لمكافحة الفقر

TT

أجمعت الباحثات السعوديات في ندوة «الجمعيات الخيرية في المملكة.. الإنجازات والمعوقات» التي نظمها مركز البحوث في جامعة الملك سعود في الرياض على اعداد: دراسات استكشافية لشرائح المجتمع المستفيدة من قبل الجمعيات الخيرية ليتم رفعها إلى ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز لاعتمادها.

وكان تقرير للأمم المتحدة عن التنمية البشرية صادر عام 1993 قد ذكر أن القطاع الخيري التطوعي يحتل المرتبة الثالثة بعد القطاع الحكومي والقطاع الخاص في دعم الخطط التنموية.

وجاء في التوصيات أن دعم دور الجمعيات الخيرية يستمد أهميته من خلال تبني استراتيجيات قائمة على الدراسات الميدانية والإحصاء السكاني للشرائح الاجتماعية المستهدفة من قبل الجمعيات إلى جانب ضرورة تفعيل الدور الرقابي والتنظيمي لمصادر التمويل والاهتمام بالاستثمار في المشروعات التنموية للمحافظة على دخل ثابت ومستقر لهذه الجمعيات بالإضافة لتفعيل دور الإعلام من خلال الشفافية بين إدارات الجمعيات الخيرية والإعلاميات.

وأظهرت دراسة عن التمويل في الجمعيات الخيرية النسائية في السعودية قدمتها الدكتورة وفاء المبيريك أن أهم المصادر التي تعتمد عليها الجمعيات الخيرية في الحصول على الموارد المالية هي التبرعات النقدية، وأن أهم مصاريف الإيرادات المنفقة على المستفيدين هي الزكاة والإعانات النقدية، وذكرت الصعوبات التي تواجهها هذه الجمعيات في ممارستها للنشاط التمويلي والتي تمثل أهمها في ضعف الأساليب والوسائل اللازمة لتنمية الموارد المالية. وأشارت المبيريك للدور التطوعي في الولايات المتحدة حيث يوجد أكثر من مليون ونصف مليون منظمة خيرية غير هادفة للربح وأن الفرد يقضي في العمل التطوعي 5 ساعات يوميا وينفق 4 آلاف دولار، وقد وصل عدد المتطوعين إلى 80 مليون متطوع هناك.

وأوضحت الدكتورة آمال فودة في دراسة قدمتها عن دور الرقابة المالية في الجمعيات الخيرية أن مصادر تمويل الجمعيات الخيرية يعد الأساس الذي تبني عليه الجمعيات تبرعاتها وإعاناتها، إذ تتراوح هذه المصادر التقليدية بين الزكاة والصدقات والهبات والأوقاف، وأشارت لأهمية التدقيق في كفاءة وفعالية أنظمة الرقابة المالية ومدى كفاءة استثمار الموارد المتاحة، وأكدت ضرورة الكشف عن مصادر الأموال ومدى الالتزام بالضوابط الشرعية والإدارية في إدارتها. وعن أهمية الدور الإعلامي قدمت الدكتورة الجوهرة الزامل بحثا تضمن استكشاف مدى إلمام الصحف السعودية بعلاقة الجمعيات بالتنمية، بالإضافة لرصد اتجاهات الصحافة السعودية نحو الجمعيات الخيرية. وتبلورت الدراسة على قياس مدى الوعي بأهمية دعم أنشطة الجمعيات إعلامياً وإبراز القضايا والمشكلات التي تواجهها. وذكرت الزامل أن غياب الدراسات العلمية المؤدية لمعرفة طبيعية العلاقة بين الجانبين على المستوى الأكاديمي يؤكد وجود فجوة بين الإعلام والجمعيات، حيث أتضح عدم وجود دراسة علمية تربط الإعلام مباشرة بالجمعيات الخيرية.

وفي دراسة أعدتها الدكتورة هالة بخش عن دور الجمعيات الخيرية في مشاريع تنمية الأحياء الفقيرة أوردت إحصائية عن عدد الجمعيات الموزعة على جميع مناطق السعودية والتي تجاوزت 150 جمعية في عام 1996 وانه بالرغم من الرعاية والاهتمام المقدمة من الجمعيات، إلا أن أعداد المتسولين السعوديين في ارتفاع مطرد، مؤكدة أن إنشاء الجمعيات الخيرية باعتبارها مؤسسات اجتماعية تعد احد المظاهر الحضارية في السعودية.