حزب التحرير الإسلامي ينفي تورطه في انفجارات أوزبكستان

TT

نفى «حزب التحرير» الاسلامي الأوزبكي في بيان له مساء ان يكون متورطا في سلسلة الانفجارات التي وقعت على مدى الأيام الثلاثة الماضية في العاصمة الأوزبكية طشقند وبخارى في جنوب البلاد واسفرت عن مقتل 19 شخصا. وقال الحزب في بيانه انه «حزب سياسي اسلامي معروف برفضه للعنف وينفي تورطه بأي شكل من الاشكال في انفجارات طشقند». وأضاف ان الحزب «منظمة سياسية وفكرية اسلامية لا تشارك في الارهاب او العنف او الكفاح المسلح». ومضى يقول ان هذه الاعتداءات «تأتي في وقت يفيد النظام الاوزبكي الذي سيتمكن من استغلالها «تحت غطاء الحرب على الارهاب لتبرير قمعه المتزايد للمسلمين الذي يعملون بسلام من اجل الاسلام».

وكانت عدة انفجارات قد وقعت ودوت أصوات اطلاق النيران في شمال شرق طشقند عاصمة اوزبكستان امس بعد يوم من سلسلة تفجيرات قنابل. وسقط عدد من الاشخاص جرحى في انفجار وقع في منطقة كيبرايسكي قرب طشقند امس. وألقت السلطات الاوزبكية باللوم على متشددين اسلاميين بزعم انهم يحاولون تقسيم الائتلاف المناهض للارهاب الذي تقوده الولايات المتحدة.

وكانت حكومة اوزبكستان قد وفرت قاعدة جوية للعمليات الاميركية في أفغانستان عام 2002 وقمعت متشددين اسلاميين على أراضيها الا أنها اثارت انتقادات من الامم المتحدة للجوئها للتعذيب المنظم. وأفرجت محكمة في طشقند الشهر الماضي عن امرأة تبلغ من العمر 62 عاما سجنت بعد أن اشتكت من أن ابنها الذي اعتقل على أساس أنه عضو في جماعة اسلامية محظورة عذب حتى الموت.

وقال وير الخارجية الاوزبكستاني صادق صفاييف ان احداث طشقند «نسقت في الخارج». واضاف: «ثمة علاقة مباشرة بين هذه الاعمال الارهابية وافكار حزب التحرير» المحظور في اوزبكستان وتاجيكستان المجاورة. واستنادا الى معلومات يجري تداولها في طشقند ويتعذر تاكيدها فان الحادث الثاني عبارة عن عملية انتحارية قامت بها امراة فجرت نفسها في سيارة اجرة قرب مركز للشرطة.

من جهته، اتهم ممثل هذه الحركة في بريطانيا عمران واحد «النظام الاستبدادي في اوزبكستان بالوقوف وراء هذه الحوادث للقضاء على المعارضة السياسية الاسلامية الشرعية». وقالت سفيتلانا ارتيكوفا، المتحدثة باسم المدعي العام الاوزبكي: «الشيء الوحيد الذي يمكنني التصريح به رسميا هو أن عملية القبض على الارهابيين جارية وبالطبع فهم يقاومون».

ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية للانباء عن مصادر من الشرطة في طشقند قولها ان بعض الناس أصيبوا في الحادث الذي وقع بين الشرطة وارهابيين على بعد نحو 15 كيلومترا خارج المدينة. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولين اوزبك ولكن شاهدة عيان أشارت الى انها سمعت دوي انفجارات تلاها اطلاق للنيران.

واستيقظ سكان طشقند على أصوات أبواق شاحنات وصفارات الشرطة في الوقت الذي نشرت فيه وحدات عسكرية ومن الشرطة أثناء الليل. وبحلول الصباح كانت الشوارع الرئيسية في المدينة قد أغلقت بنقاط تفتيش يحرسها جنود يرتدون سترات واقية من الرصاص ويحملون بنادق كلاشنيكوف. ووقعت عدة انفجارات اول أمس في طشقند بينها هجومان انتحاريان وفي مدينة بخارى مما أسفر عن سقوط 19 قتيلا. وفي واشنطن قال سكوت مكليلان، المتحدث باسم البيت الابيض، ان الولايات المتحدة «تقف بثبات وراء حليفتها» اوزبكستان مضيفا هذه الهجمات «تعمل على تقوية عزمنا على التغلب على الارهابيين في أي مكان يختبئون به والتعاون عن كثب مع اوزبكستان وشركائنا الاخرين في الحرب العالمية ضد الارهاب». والاعتداءات التي وقعت اول من امس هي الاخطر التي تشهدها اوزبكستان منذ تلك التي اسفرت عن سقوط 16 قتيلا عام 1999 في طشقند.