مصاعب جمة تعترض الاتفاق في قبرص

TT

بدا أمس ان خطة السلام المعدلة التي قدمتها الامم المتحدة بشأن قبرص تواجه مصاعب جمة حددها زعماء اليونان وتركيا في أول اجتماع لهم. وقال متحدث باسم القبارصة اليونانيين ان لديهم «مخاوف». ومن جهتهم قال القبارصة الاتراك انهم يحتاجون لايضاحات لمسودة الخطة التي تأمل الامم المتحدة أن تقود الى توحيد الجزيرة بعد 30 عاما من تقسيمها.

وجاهد المفاوضون للوصول الى مخرج الليلة قبل الماضية، قبيل موعد نهائي حدده كوفي انان الامين العام للامم المتحدة الذي كان يريد الحصول على آراء أولية رسمية على اقتراحه امس وانهاء المفاوضات اليوم.

واجتمع رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كرامنليس ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لمدة 40 دقيقة في أول جلسة مفاوضات كانا يأملان أن تقود الى توحيد الجزيرة المقرر أن تنضم للاتحاد الاوروبي في الاول من مايو (ايار). وقال مصدر دبلوماسي شارك في الاجتماع: «ثمة عدد من النقاط الخلافية، وقد ترك الجانبان الامر عند هذا الحد».

وتعطي خطة انان الجديدة، التي طرحها اول من أمس على الزعماء في منتجع بيرغنستوك السويسري على جبال الالب، القبارصة اليونانيين المزيد من الاراضي تمشيا مع مقترحات سابقة لكنها تتيح لعدد أقل منهم العودة الى ديارهم التي تركوها في المنطقة التي يسيطر عليها القبارصة الاتراك في الشمال منذ عام 1974.

واتصل كل من كرامنليس واردوغان أو تلقيا اتصالات من بعض زعماء العالم مثل الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر وذلك قبل أن يلتقيا معا.

وحث الزعماء الجانبين على ابداء قدر أكبر من المرونة في المحادثات. وقال اردوغان ان تركيا «لا يمكن أن تتنازل عن اتفاق يعفي القبارصة الاتراك نهائيا من قوانين الاتحاد الاوروبي المتعلقة بالسفر وحقوق الملكية». ويخشى القبارصة الاتراك من أن يطغى القطاع القبرصي اليوناني الغني على قطاعهم الفقير وان يأتي مستوطنون من القبارصة اليونانيين فيفقد القطاع التركي هويته.

واليونان مصممة بالقدر نفسه على أن يتماشى الاتفاق الذي يتم التوصل اليه مع قوانين الاتحاد الاوروبي بدون استثناء. وقال كيبروس كريسوستوميدوس، المتحدث باسم حكومة القبارصة اليونانيين، ان التقييم الاولي للجانب القبرصي اليوناني لخطة انان يرى أنها تحتاج لتطوير. وأضاف: «كان من الواضح أن جانبنا راض عن بعض النقاط وغير راض عن البعض الاخر». ولدى انان تفويض بسد الثغرات الخلافية اذ لم يتفق الجانبان بحلول نهاية اليوم.

وحتى اذا لم يتم التوصل الى اتفاق على الخطة في بيرغنستوك فستطرح في استفتاء على جانبي الجزيرة، واذا لم يوافق عليها أي من الجانبين ستنضم حكومة القبارصة اليونانيين في الجنوب للاتحاد الاوروبي كممثل عن الجزيرة كلها في الاول من مايو. ومن شأن ذلك تكريس انقسام الجزيرة والإضرار بطموحات تركيا لأن تصبح أول دولة اسلامية تنضم للاتحاد الاوروبي.

يذكر ان الجزيرة قسمت عام 1974 عندما غزت تركيا الشمال بعد انقلاب للقبارصة اليونانيين مدعوم من اليونان.