اعلن وزير الداخلية الاسباني انخيل اثيبيس امس ان الشرطة الاسبانية اعتقلت ثلاثة اشخاص آخرين، سوريين واسبانيا، في اطار التحقيق في اعتداءات مدريد، مشيرا باصبع الاتهام الى «الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة».
وقال الوزير في مؤتمر صحافي في مدريد ان التحقيقات تتركز حاليا على اولويتين، هما: «تحديد هوية كبار المسؤولين في المنظمة الارهابية» التي نفذت الاعتداءات و«علاقاتها بمجموعات ارهابية او اصولية خصوصا الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة». وارتفع العدد الاجمالي للمحتجزين الى 18 . وهي المرة الاولى التي يتحدث فيها مسؤول اسباني رفيع علنا عن «الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة» التي نسبت اليها مصادر من الشرطة تستند اليها وسائل الاعلام الاسبانية بانتظام، مسؤولية الاعتداءات التي اوقعت 191 قتيلا في 11 مارس (آذار) الحالي.
ويشتبه في ان تكون «الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة» هي التي نفذت اعتداءات الدار البيضاء في مايو (ايار) 2003 . واستهدفت في هجمات مدريد يوم 11 مارس اربع قطارات، ويقول محققون ان اصوليين قد تكون لهم صلة بتنظيم «القاعدة» يقفون وراء التفجيرات. وقال وزير الداخلية الاسباني «إن بين المعتقلين عدداً من منفذي الهجمات المشتبه فيهم وعدداً من شركائهم بدرجات متباينة من المسؤولية».
والسوريان اللذان اوقفا الاثنين لهما علاقة بمنزل موراتا دي تاخونا (ضاحية مدريد) الذي اكتشف اول من امس وتعتقد الشرطة بأنه تم اعداد القنابل فيه، في حين اوقف الاسباني لمساهمته في تزويد منفذي الاعتداءات بالمواد المتفجرة». وبحسب مصدر قضائي فان السوريين هما وليد التراكي المصري، ومحمد بدر الدين عقاد، والاسباني هو انطونيو تورو كاسترو. وهذا الاخير هو قريب اسباني آخر يدعى خوسيه اميليو سواريس تراسوراس الذي اعتقل الاسبوع الماضي بتهمة سرقة متفجرات من منجم استوريس (شمال) لتسليمها الى الارهابيين.
وبين المشبوهين الـ23 الذين اعتقلوا حتى الآن اودع 14 السجن ووضع اربعة في الحبس على ذمة التحقيق وتم تبرئة خمسة كما اكد وزير الداخلية. واضاف الوزير الاسباني «يمكننا الآن التأكيد على ان عددا من المعتقلين هم من منفذي الاعتداءات والمتعاونين بدرجات متفاوتة».
وقال مصدر قضائي ان الاسباني الموقوف انطونيو تورو كاسترو سيحال غدا امام قاضي مدريد خوان دل اولمو مع مشتبه آخر هو المغربي مصطفى احميدام الذي اوقف اول من امس في مدريد». ومصطفى احمدام هو شقيق احمد احميدام الذي سجن ليلة اول من امس بتهمة «التعاون مع عصابة مسلحة وتهريب مخدرات». وقد اخلي سبيل عضو آخر من هذه العائلة هو ابن عم الشقيقين المذكورين بعد ان اثبت وجوده في المغرب عند وقوع الاعتداءات.
* أزنار يقول إن حكومته ذكرت الحقيقة في تفجيرات مدريد
* وفي باريس قال رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا ازنار في مقال نشر امس ان حكومته ذكرت الحقيقة فيما يتعلق بتفجيرات القطارات في العاصمة مدريد التي اسفرت عن مقتل 191 شخصا.
ودافع ازنار في مقال كتبه لصحيفة «لو موند» الفرنسية عن موقف حكومته، وحمل بشدة على من اتهموه بالكذب في إلقائه بالمسؤولية عن هذه الهجمات على الجناح العسكري لحركة «إيتا» الانفصالية.
وقال ازنار ايضا انه من السابق لأوانه سحب القوات الاسبانية من العراق والتي تعهد رئيس الوزراء المنتخب خوسيه رودريجيز ثاباتيرو بسحبها اذا لم يتم إسناد دور اكبر للأمم المتحدة في العراق.
وكتب ازنار: «سأكون صادقا وواضحا.. ان حكومتى قالت الحقيقة.. وانه عندما ظهرت طرق اخرى في التحقيق خلافا لـ«ايتا» فان الحكومة ابلغت الناس. كشفت الحكومة كل ما يمكنها الافصاح عنه من دون ان تتسبب في استباق التحقيق». وقال ان معارضيه شوهوا الحقائق لأغراض سياسية.
وأضاف: «لقد كنا عشية الانتخابات العامة وكان الإغراء بانتهاز الموقف لأغراض سياسية قويا جدا بالنسبة لبعض الاشخاص». وجاءت الانتخابات التي جرت بعد ثلاثة ايام من التفجيرات بثاباتيرو الى السلطة في فوز مفاجئ على الحزب الشعبي المحافظ بزعامة ازنار.
وجددت تلك التفجيرات التى يعتقد ان وراءها جماعة مسلحة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» الغضب من قرار ازنار مساندة الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق، وهي الحرب التي عارضها نحو 80 في المائة من الناخبين الاسبان.
وشعر العديد من الاسبان بأن مساندة ازنار لتلك الحرب جعلت البلاد هدفا للمسلحين.
وقال ازنار: «سواء كانت «القاعدة» او «ايتا».. الفارق بينهما مهم بالطبع، ولكن الرد على ما حدث ينبغي ان يكون فريدا.. صرامة.. ووحدة سياسية وتضامنا دوليا». واضاف: «ليست هذة اللحظة المناسبة لسحب القوات.. ان الاذعان الآن سيشكل سابقة خطيرة تعطي مصداقية للفكرة القائلة إن هؤلاء الذين هاجمونا أملوا علينا شروطهم».
* لائحة بأسماء الموقوفين في الحبس الاحتياطي قبل الاعتقالات الاخيرة
* جمال زوكام (مغربي مولود في 1973)
* محمد الشاوي (مغربي مولود في 1969)
* محمد البقالي (مغربي مولود في 1972)
* فيلناي كولي (هندي)
* سوريش كومار (هندي)
* خوسيه ايميليو سواريس تراسوراس (اسباني)
* عبد الرحيم الزباخ (مغربي 33 عاما)
* عبد الواحد براك (مغربي 33 عاما)
* محمد الشدادي (مغربي 38 عاما)
* زهير رافة (مغربي)
* نعيمة اولاد عكشة (مغربية)
* فيصل علوش (مغربي)
* باسل غايون (سوري)
* أحمد احميدام (مغربي)