قتل 4 مقاولين يعملون مع التحالف وحرقهم والتمثيل بجثثهم في الفلوجة

انفجار سيارة مفخخة في بعقوبة يسفر عن جرح 12 عراقيا بينهم 5 من أفراد حماية رئيس البلدية

TT

انتقل المهاجمون في مدينة الفلوجة، غرب بغداد، الى أسلوب التمثيل بجثث القتلى الأجانب وسحلها وتعليقها بعد احراقها. فقد جر عدد من سكان المدينة جثة محترقة لمن بدا انه أجنبي في الشوارع أمس وألقوا الحجارة على جثة أخرى داخل سيارة كانت تتصاعد منها ألسنة اللهب.

وفي مدينة بعقوبة انفجرت سيارة ملغومة بالقرب من سيارة رئيس البلدية وجرح جراء الحادث خمسة من افراد الشرطة وسبعة مدنيين.

وقال مصدر في الشرطة العراقية طلب عدم كشف هويته ان «مجموعة مسلحة اوقفت حوالي الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي سيارتين لونهما ابيض كانتا تمران وسط الفلوجة وبدأوا بإطلاق النار على الأشخاص الذين كانوا داخل السيارتين ويعتقد انهم أجانب، مما أدى الى مقتلهم». واضاف ان «المهاجمين قاموا بعد ذلك باضرام النار في السيارتين ولاذوا بالفرار». واوضح الجيش الاميركي ان اربعة مقاولين متعاقدين مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق قتلوا في هجوم على سيارتين في بلدة الفلوجة أمس. وقال حشد من شهود عيان بعد الهجوم ان المهاجمين اشعلوا النار في الجثث ومثلوا بها. وأظهرت لقطات صورها تلفزيون «رويترز» في الفلوجة سيارتين مدنيتين تشتعل فيهما النيران. وردد السكان هتافات تقول «تعيش الفلوجة» و«الله أكبر» وهم يهللون حول السيارتين ملوحين بأذرعتهم في الفضاء مشيرين بعلامة النصر. وأظهرت الصور واحدا على الأقل يركل جثة محترقة مسجاة على الارض ويدوس على رأسها. وكانت جثة رجل يبدو أجنبيا في ملابس مدنية مسجاة في الشارع قرب احدى السيارتين والنار مشتعلة في ساقه وبقع دم تظهر على قميصه الابيض. وأظهرت لقطات أخرى سكانا يرددون الهتافات وهم يسحبون جثة متفحمة في الشوارع. وقال بعض السكان ان نحو ستة كانوا في السيارتين قتلوا، وقال آخرون ان القتلى ما بين ثلاثة وأربعة. وأفاد مصور وكالة الصحافة الفرنسية ان عشرات من السكان المحليين كانوا يحملون الرفوش انهالوا على الجثتين اللتين كانت ممدتين الى جانب سيارة تعمل بالدفع الرباعي بعدما تعرضت لهجوم شنه مسلحون في الشارع الرئيسي. وقام هؤلاء السكان بضرب الجثتين مما ادى الى تقطعهما وهم يصرخون «يعيش الاسلام».

وفي وقت لاحق أمس أعلن الجيش الأميركي عن مقتل خمسة من جنوده في انفجار قنبلة وضعت على جانب الطريق في محافظة الانبار غرب بغداد امس، وصرحت متحدثة باسم الجيش الاميركي، ان الجنود الخمسة قتلوا عندما انفجرت قنبلة اثناء مرور عربتهم، الا انها لم تدل بأية معلومات اضافية حول الانفجار الذي ادى الى سقوط اكبر عدد من القتلى في صفوف التحالف في حادث واحد منذ اسابيع عدة. ويعتبر حادث مقتل الجنود الاميركيين الخمسة أمس الاسوأ منذ اسقاط مروحية أميركية في الفلوجة في الثامن من يناير (كانون الثاني)، ومقتل تسعة جنود اميركيين كانوا على متنها. وفي مدينة بعقوبة اعلن مسؤولون في الشرطة العراقية ان 12 شخصا بينهم خمسة من افراد الشرطة من حراس رئيس البلدية جرحوا أمس في انفجار سيارة مفخخة كانت متوقفة على حافة الطريق في بعقوبة شمال شرقي بغداد. وقال الشرطي غسان اسماعيل، 28 عاما، الذي أصيب بجروح في كتفه ان «الانفجار حصل عندما كنا عائدين من محطة وقود في منطقة المفرق غرب بعقوبة» التي تبعد ستين كيلومترا غرب بغداد. واضاف ان «السيارة كانت متوقفة على حافة الطريق وانفجرت عند مرورنا قربها مما ادى الى إصابتي واصابة ثلاثة من زملائي الشرطة الذين كانوا معي داخل السيارة بالاضافة الى ستة مدنيين كانوا في الشارع». من جانبه اكد ضابط في شرطة بعقوبة لوكالة الصحافة الفرنسية ان «الانفجار نجم عن سيارة مفخخة كانت متوقفة على حافة الطريق». واضاف انه «لم يتم العثور على بقايا انتحاري في داخلها ولكنها كانت مفخخة بعبوات ناسفة شديدة الانفجار». وتتعرض قوات الدفاع المدني والشرطة باستمرار لهجمات في منطقة بعقوبة التي تقع في المثلث السني الذي يشهد من حين لآخر هجمات وعمليات انتحارية.

وفي مدينة النجف مظاهر مائتا طالب امس بعدما اصيب اثنان من رفاقهم وأوقف اثنان آخران في ختام تظاهرة للعاطلين عن العمل أول من أمس. ورفع المتظاهرون أمام مبنى المحافظة لافتات كتب عليها «نرفض القمع الذي تعرض له الطلبة على يد مجموعة من رجال الشرطة». وقد توجه المتظاهرون من مجلس المحافظة محاطين بعناصر من «جيش المهدي» ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مرددين هتافات داعمة لهذا الاخير. وطالب الطلاب بنقل مقر المحافظة وقسم الشرطة وبتقديم اعتذارات للطلاب وبمحاكمة الشرطيين المسؤولين عن اعمال العنف. وأدان عمرو عبدي، 26 عاما، وهو طالب في اللغة الانجليزية الموقف «الاستفزازي الدائم للشرطة ضد الطلاب. واضاف «انهم يراقبوننا يوميا ويفتشوننا ويتهموننا بحمل قنابل. وثلاثة أرباع رجال الشرطة كانوا اعضاء في حزب البعث (الحاكم في ظل النظام السابق) في عهد صدام حسين وعليهم ان يرحلوا». ومن جانبه قال حسن رائد «نريد ان ندرس في أمان»، مشيدا بانتشار عناصر من «جيش المهدي» لأنهم «أتوا لمساعدتنا للتظاهر سلميا وتجنب وقوع صدامات مع الشرطة». وتحدث ممثل للزعيم الشيعي الى الـ1200 متظاهر وطلب منهم التظاهر سلميا. وأتت مجموعة اخرى تضم نحو مائة طالب من كلية اخرى في النجف لدعم الطلاب المضربين وردد افرادها هتافات داعمة لمقتدى الصدر. وتفرق المتظاهرون من دون وقوع صدامات.

وفي لندن افادت وزارة الدفاع البريطانية أمس ان ثلاثة جنود بريطانيين اصيبوا بجروح في انفجار بجنوب العراق. وقال متحدث باسم الوزارة ان عبوة ناسفة انفجرة قرب عربة في مدينة البصرة بجنوب العراق. ولم تتوفر لدى المتحدث تفاصيل اخرى بشأن مدى اصابة الجنود أو شدة الانفجار.

وكانت مدينة البصرة وهي ثاني اكبر المدن العراقية وبقية المنطقة الواقعة في جنوب العراق، حيث تنتشر القوات البريطانية، هادئة بوجه عام مقارنة ببقية البلاد وان كانت وقعت بعض الاحداث في الاونة الاخيرة. واشتبكت القوات البريطانية مع متظاهرين يوم الاثنين الماضي خارج مكاتب مؤسسة دينية في البصرة وجرح متظاهر واحد على الأقل وجنديان بريطانيان. وقتل نحو 20 جنديا بريطانيا في هجمات في العراق منذ بداية الحرب في العام الماضي، وقتل 38 جنديا في حوادث غير قتالية.