الترابي: اعتقل مرتين من نظام البشير الذي خطط له وأصبح المعارض الرئيسي قبل أن يعلن توبته من تدبير الانقلابات

TT

الزعيم الاسلامي السوداني حسن الترابي، الذي اوقف فجر امس، هو فقيه متعدد اللغات يعتبر المعارض الرئيسي في البلاد لنظام الرئيس عمر البشير بعدما كان منظره.

وساعد الترابي الفريق عمر البشير على الوصول الى السلطة من خلال انقلاب في عام 1989 ليصبح بعدها منظر «ثورة الانقاذ». واوقف الحليف السابق الذي تحول خصما في فبراير (شباط) 2001 وسجن ومن ثم وضع في مقر اقامة تابع للحكومة بعدما وقع حزبه مذكرة تفاهم مع الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي تتفاوض معه الحكومة لانهاء الحرب الاهلية الدائرة في الجنوب منذ 1983 .

وافرج عنه في 13 اكتوبر (تشرين الاول) اي منذ اقل من ستة اشهر.

* ولد الترابي السياسي المحنك، في كسلا (شمال شرق) من عائلة دينية من الطبقة المتوسطة.

* حصل على اجازة الحقوق من جامعة الخرطوم، ثم على الماجستير من جامعة اوكسفورد البريطانية في 1957، ودكتوراه من السوربون الباريسية في 1964 .

* والى جانب اللغات العربية والفرنسية والانجليزية، يتحدث الترابي اللغة الالمانية بطلاقة.

* بعد عودته من المهجر، اصبح الترابي الامين العام لجبهة الميثاق الاسلامية لدى تشكيلها. وعن هذه الجبهة انبثقت جماعة الاخوان المسلمين في السودان.

* اعتقل ثلاث مرات خلال السبعينات في ظل نظام الرئيس جعفر نميري، ومع ذلك شغل في 1979 منصب النائب العام.

* ايد الترابي قرار نميري اقرار الشريعة الاسلامية في 1983، وكان احد معديه.

* بعد سقوط نظام نميري في 1986، شكل الجبهة القومية الاسلامية وترشح الى الانتخابات، لكنه فشل.

* وفي يونيو (حزيران) 1989، تحالف مع العميد آنذاك عمر البشير، لقلب الحكومة المنبثقة عن انتخابات ديمقراطية بقيادة صهره زعيم حزب الامة الصادق المهدي.

* وبصفته منظر نظام الخرطوم، فرض الترابي قوانين صارمة، ما ادى الى عزل السودان عن الاسرة الدولية، ولا سيما عن جارتيه مصر واوغندا اللتين اتهمتاه بمساندة الارهاب. وطبع اتجاه الترابي سياسة السودان الخارجية ايضا على خلفية دعم المد القومي الاسلامي بهدف التحرر من «الهيمنة الاميركية الصهيونية».

* في ابريل (نيسان) 1991، اسس المؤتمر الشعبي الاسلامي الذي نصب امينا عاما له، ليشكل منبرا للترويج لآيديولوجيته.

* عقد المؤتمر الذي يضم حركات وتنظيمات اسلامية من العالم اجمع، دورتين في ديسمبر (كانون الاول) 1993، وفي ابريل (نيسان) 1995 في الخرطوم. وفي فبراير (شباط) 2000، اغلقت السلطات مقر المؤتمر.

* انتخب الترابي رئيسا للمجلس الوطني (برلمان) في 1996 و1998، وبدأ بتشديد قبضته على السلطة لكن علاقاته توترت مع البشير الذي عارض هيمنته على المؤتمر الوطني، الذي حل محل الجبهة القومية الاسلامية التي تم حلها في 1989 وتحول في ما بعد الى حزب سياسي بموجب قانون التوالي السياسي، الذي اتاح تشكيل احزاب سياسية وبدأ العمل به مطلع 1999 .

* وجه البشير ضربة قاصمة لشيخه الترابي باقصائه عن رئاسة المجلس الوطني وحله في 12 ديسمبر (كانون الاول) واعلان حال الطوارئ وتعليق بعض مواد الدستور. وجاء القرار بعد 48 ساعة من تصويت النواب على تعديلات هدفها الحد من صلاحيات رئيس الدولة.

* وافق الترابي في 23 يناير (كانون الثاني) 2000 على مقترحات المصالحة والتعايش مع البشير، مكتفيا بمهام تنظيمية داخل الحزب بعيدا عن مقاليد الحكم في حين قطع رئيس البلاد عزلة السودان من خلال تقاربه الكبير مع الدول العربية والافريقية.