مصورالمشاهير المغربي كريم رمزي يعرض 100 صورة في معرض بالرياض

TT

شهد المعرض الفني الذي أقيم في قاعة الاحتفالات في السفارة الفرنسية على مدى تسعة أيام للمصور المغربي كريم رمزي نجل سفير المغرب السابق لدى الرياض إقبالا كبيرا من قبل المهتمين بفن التصوير وسجل الزائرين للمعرض إعجابا كبيرا باللوحات التي ضمها المعرض وحملت صورا لـ100 صورة لمشاهير من أهل الفن والرياضة والأزياء. ويعتبر كريم رمزي من اشهر الفنانين في فن صور الموضة والبورترية الذي دأب على التقاطها من حول العالم وجال على مدى عقد من الزمان العالم ودرج على تصوير المشاهير والشخصيات العامة.

وأعرب كريم لـ«لشرق الأوسط» عن سعادته بإقامة المعرض في السعودية التي اعتبرها محطة مهمة من محطات معارضه التي أقامها في عدد من الدول العربية والأوروبية التي لاقت نجاحا وانتشارا كبيرا. ويقول كريم عن العمل الذي يبتعد فيه عن مؤثرات الحيل: انني لا أحاول احاطة جلسات التصوير بالكثير من الجدية بل اجعل ظروف عملي تمر في جو من الهدوء والمرح مما ينعكس هذا التصرف على الشخص المعني بالتصوير ويجب تنفيذ عملية التصوير مع الأخذ في الاعتبار العوامل النفسية المؤثرة في الشخص ولكن اجعله يتبع الخط الذي أفضل أن تكون الصورة عليه وغالبا ما افضل تصوير الممثلين والراقصين لأنهم أكثر انفتاحا على آلة التصوير وتجاوبا مع التعليمات.

وعن المعدات التي يستخدمها ذكر: أنها متنوعة وذات جودة عالية وعدسات ذات بؤر مختلفة كما يختار الإضاءة التي ينبغي استعمالها مع اهتمامه بالرسالة التي يبعثها للمتلقي أكثر من اهتمامه بالتفاصيل التقنية. ويضيف أن فن التصوير ليس مسالة تقنية فقط لكنه أيضا مزيج من المعرفة والبصمة الشخصية والتجربة الحياتية ولذلك يجب على المصور الإلمام بأمورهم في كل شيء إلى جانب الإلمام بشؤون اللباس وتصفيف الشعر والتزين والتصميم وغيرها أنها أمور أهم من التمكن من فن التصوير نفسه. ولم تخدم الحياة الدبلوماسية كريم كثيرا رغم انتمائه لعائلة دبلوماسية حيث تابع دراسته الثانوية إلى جانب الملك محمد السادس ملك المغربي الحالي وتخرج بامتياز من الجامعة حيث كان من الخمسة المتفوقين في المغرب وتابع دراسته العليا في جامعة أوتاوا الكندية أكمل خلالها دراسته في مجال العلوم السياسية وعن هذه الخلفية البيئية التي عاش فيها يقول «لم تضف حياتي في بيئة دبلوماسية شيئاً كثيراً لي في مجال التصوير فقد مارست التصوير باعتباره هواية فقط وعندما أنهيت دراستي الجامعية في جامعة أوتاوا بدأت اعمل مصورا محترفاً مع مجموعة من الصحف والمجلات وواجهت لدى عملي في هذا المجال معارضة شديدة في المغرب ممن يعرفوني وكانت كل ملاحظاتهم على أنني أستطيع أن اضمن مستقبلي السياسي على خلفيتي الأسرية ودراستي دون اللجوء إلى التصوير أو غيرها ولذلك اهتممت بإقامة معرض في المغرب عام 1988 لتوضيح أن نجاح الإنسان لا يعود إلى دراسته وأسرته فقط ولكن كونه يملك موهبة حقيقية معتمدا في ذلك على نفسه أولا وقد تلقيت عددا من الاتصالات من مواطنين مغاربة بعد إقامتي لمعرض الرياض ابدوا فيها اعتزازهم بأعمالي وفخرهم لتمثيلي لهم في عدد من الدول والتي تعتبر رائدة في مجال التصوير.

وعن قدوته من مشاهير المصورين ذكر «لقد أعجبت بمنجزات المصورين الأوائل، أصحاب بداية القرن حين كان فن التصوير في بداياته وحين كان غير مقبول اجتماعيا. هناك بالطبع كبار الريبورتاجات مثل «سميث» «أبوت» أو «لارتيك» وعمالقة الموضة مثل «افيدون» «بين» أو «ستيتشن» الذين كانوا ينجزون أيضا الصور «البورتري». من غير أن ننسى بالطبع يوسف كرش الذي رحل عنا منذ شهور». ومن جهته أجاب على عودته إلى المغرب وعن مستوى الفن فيها قال »لن أعود على الأقل في الوقت الحاضر أظن بأن أولى العوائق التي تصادف كل فنان في المغرب هي مواجهة المحظورات الاجتماعية وردع التعبير عن الأحاسيس، والنتيجة أن كل رغبة في الإبداع تقتل في الرحم مقارنة في منطقة الشرق الأوسط لاحظت بأن المغرب لا يزال متأخرا في الميدان الفني. إننا نشعر بارتياح كبير كمستهلكين أكثر منه كمنتجين. من حسن الحظ أخذ الأمر في التغيير، لمصلحة الفن وخاصة السينما والأغنية أن تتنامى. قبل أعوام خلت كان يلزمك ـ للحصول على وضع اجتماعي معين ـ أن تكون طبيبا أو محاميا. أما اليوم، فقد أصبح حسنا أن تكون مغنيا أو ممثلا أو رياضيا. لنأخذ مثلي الشخصي، في البداية لم يكن هناك أحد يقبل اختياري لمهنة التصوير. كيف لتلميذ سابق بالمدرسة المولوية والذي كان من بين أحد عشر أفضل تلميذ مغربي، ودرس إلى جانب ولي العهد، أن يترك مسارا رائعا ويختار أن يكون بائع أحلام؟ لا تتصورون الضغط الذي كنت أضطر إلى تحمله، لقد اضطررت للبداية من الصفر، ماديا لم يكن بوسعي إلا الاعتماد على نفسي ومن الصعب الحديث عن فن التصوير المغربي لسبب بسيط هو أنه لا يتوفر على ماض، ثم أنه أيضا ليس منظما ولا مهيكلا حتى يستطيع الناس أن يجدوا أنفسهم فيه، لقد تم توثيق المغرب بشكل جيد بالصور، ولكن دائما بنظرات أجنبية تقريبا.

في الواقع لا يبدل أي مجهود لتشجيع هذا الفن، فليست هناك لحد الآن مدرسة للتصوير ولا نقابة للمصورين، والتشريع على مستوى حقوق المؤلف يبقى بعيدا جدا عن القواعد الدولية. من دون الحديث عن حقوق الجمارك غير المشجعة بالنسبة لمواد التصوير.. فكيف يمكن لفن التصوير المغربي أن يتطور حقا.