بلير: الإرهاب غريب عن الإسلام ويستهدف المسلمين وغيرهم على السواء

TT

اشاد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وزعيم حزب المعارضة الرئيسين، امس بموقف غالبية المسلمين في بريطانيا حيال التهديد الارهابي الذي تتعرض له بريطانيا. واذ نوه بلير بالخطوات التي قام بها «المجلس الاسلامي» لجهة تحذير الجالية المسلمة بضرورة التصدي للارهاب. فقد شدد على ان الارهاب غريب عن الجوهر الحقيقي للدين الحنيف. وقال ان هذا الخطر يمثل تهديدا للجميع من مسلمين وغير مسلمين، مؤكدا ان حكومته سترصد كل الامكانيات لمواجهة هذا التهديد الذي يلاحق «دول العالم الرئيسية كلها».

وقال بلير الذي كان يتحدث امس في جلسة المساءلة الاسبوعية لرئيس الوزراء في مجلس العموم، ان الارهاب «لا علاقة له البتة بالرسالة الحقيقية للاسلام». واذ اثنى على جهود اجهزة الامن التي نفذت اول من امس المداهمات والتي يعتقد انها اجهضت خطة ارهابية لضرب اهداف في بريطانيا، فقد اوضح ان «مصالح بريطانيا في الخارج تبقى هدفا للارهاب». واكد ان حكومته «تبذل قصارى جهدها لحماية البلاد» ومصالحها في الخارج.

واثنى بلير على موقف اقبال ساكراني، الامين العام للمجلس الاسلامي البريطاني، ولفت الى ان القيادي المسلم تصرف بحكمة كبيرة حين وجه رسائل الى مختلف المساجد البريطانية مسلطا الضوء على ان الارهاب بعيد كل البعد عن الاسلام، ومطالبا بان يلزم المسلمون الحذر كي لا يقعوا ضحية لادعاءات الارهابيين. وقال بلير ان الارهاب يتهدد «كل عائلة في بريطانيا، مسلمة او غير مسلمة، على السواء». واضاف انه من الاهمية بمكان أن يوحد الجميع صفوفهم، مسلمون ومسيحيون، في وجه الارهاب كي يفوتوا الفرصة على اولئك «المتشددين (الراغبين) بتفريقنا».

الى ذلك قال وزير الدفاع البريطاني جيف هون ان بلاده عازمة على توجيه ضربات استباقية الى اية مصادر محتملة للارهاب الذي قد يستهدف بريطانيا. واوضح ان بعد المسافة بين بريطانيا وهذا المصدر لن يكون عائقا، لا سيما ان لندن تدرك ان مسرح عملياتها في المستقبل لن يقتصر على الشرق الاوسط واوروبا، ولفت الى أن الجيش البريطاني النظامي ليس معداً للتصدي للارهاب على الاراضي البريطانية، بيد انه سيكون قادراً على دعم الاجهزة المدنية المختصة التي تتكفل بهذه المهمة في حال وقوع هجوم ارهابي.

وتجنب هون، الذي كان يدلي امس بافادته امام لجنة الشؤون الدفاعية التابعة لمجلس العموم حول «توفير الامن في عالم متغير»، الاجابة عن عدد من الاسئلة حول رأيه بما قاله اخيراً للجنة رئيس الاركان الجنرال سير مايكل والكر عن عدم قدرة بريطانيا «نشر قوة كبيرة حتى 2005» وذلك بسبب اشتراكها بالحرب على العراق.

وواظب وزير الدفاع على التأكيد بان «القوة اللازمة لحماية بريطانيا في حال وجود اعتداء يتهدد اراضينا، ستكون متوفرة». وشدد على ان الحكومة لا تعتقد بان هذا الاعتداء العسكري التقليدي ممكن او محتمل حالياً. واضاف ان الجيش البريطاني «لن ينتظر التهديد حتى يصل الى بلادنا، بل سنعالجه كما عالجنا افغانستان»، أي ان ضربة استباقية ستشن للقضاء على مصدر الخطر الممكن في عقر داره وذكر ان الامكانات العملياتية والتكنولوجية للقوات البريطانية تجعلها قادرة على ضرب هذا المصدر المحتمل «مهما كان بعيداً».

واوضح وزير الدفاع البريطاني ان «قواتنا المسلحة ليست معدة لهذا النوع من العمليات (ضد هجوم ارهابي في الداخل)». واضاف اذا كان ثمة ضرورة لمواجهة «خطر على مستوى واسع يتهدد الاراضي البريطانية» فان القوات اللازمة ستتوفر. وتابع ان «لدينا القدرات لمواجهة هذا الخطر على الأرض او في الجو او البحر». اما التصدي لهجوم ارهابي او معالجة الاوضاع الناجمة عن هجوم ارهابي فهذه مهمة اجهزة مدنية، وقال هون ان الجيش النظامي «سيواصل تقديم الدعم المناسب لها» لاداء هذه المهمة.

واعترف هون بانه لا بد من «اتخاذ قرارات صعبة» لجهة التخلي عن بعض القدرات التي تتمتع بها القوات البريطانية، وذلك بسبب تخفيض الموازنة التي رصدتها لها الحكومة. غير انه نفى ان بلاده ستضطر الى «الاعتماد على الولايات المتحدة» في المستقبل للقيام بعمليات عسكرية تحتاج الى تجهيزات متطورة، خصوصاً ان انفاقها على تحديث تجهيزاتها الحربية قد تضاءل بصورة كبيرة.