إسبانيا تصدر مذكرة توقيف دولية بحق المجاطي المطلوب رقم واحد في المغرب وأحد المطلوبين الـ 26 بالسعودية

TT

تصف السلطات الأمنية المغربية عبد الكريم المجاطي الذي اصدرت في حقه السلطات الاسبانية مذكرة توقيف دولية بتهمة الاشتباه في وقوفه وراء تفجيرات مدريد بانه عنصر «خطر جدا».

وسبق للسلطات المغربية ان نشرت مذكرة دولية للبحث عنه عقب اتهامها له بالتورط في تفجيرات الدار البيضاء في 16 مايو (ايار) من العام الماضي. وكانت السلطات المغربية قد عممت صورة للمجاطي ضمن صور اول مجموعة من المطلوبين بتهمة التورط في تلك الاحداث الدامية. وتقول المصادر الرسمية المغربية ان كريم المجاطي يبقى احد اهم واخطر العناصر الارهابية التي ظلت السلطات الأمنية المغربية تبحث عنها منذ صيف عام 2002، وكان اسم المجاطي قد ورد اول مرة في التحقيقات التي اجرتها السلطات المغربية مع مجموعة يوسف فكري المحكوم عليه بالاعدام، زعيم تنظيم «السلفية الجهادية» الذي سبق له ان نفذ عدة جرائم قتل في مجموعة من المدن المغربية باسم الدين.

وتقول المصادر المغربية ان المجاطي غادر المغرب قبل وقوع هجمات 16 مايو التي قتل فيها 45 شخصا بالدار البيضاء. وتعتقد السلطات الأمنية المغربية ان المجاطي هو العقل المدبر الذي رتب وخطط لتلك التفجيرات قبل مغادرته المغرب. وعكس باقي عناصر السلفية الجهادية سواء منهم المطلوبون من قبل العدالة او المعتقلون او المحكوم عليهم، فان المجاطي يتحدر من اسرة ميسورة، بينما ينتمي الآخرون الى اسرة فقيرة.

ويحمل المجاطي لقبا حركيا هو «ابو الياس» ويوصف بكونه شابا في مقتبل العمر ولد عام 1967 بمدينة تازة المغربية (شمال شرق الرباط) متزوج من أميركية، والده يعمل موظفا في احدى الشركات المغربية، وامه فرنسية كانت بدورها موظفة باحدى الشركات الخاصة بمستحضرات التجميل.

وتقول المصادر الأمنية المغربية ان للمجاطي علاقات متشعبة مع جماعات متطرفة داخل وخارج المغرب اهمها «الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة» في الخارج و«السلفية الجهادية» داخل المغرب. وكشفت نفس المصادر ان المجاطي كان يساعد عناصر «السلفية الجهادية» على توسيع مخططاتها التخريبية حتى تشمل عددا كبيرا من المدن المغربية، واعترف الكثير من اعضاء هذا التنظيم امام المحكمة ان المجاطي وعدهم بالتزويد بالسلاح، وقام بتدريب بعضهم على استعمال الاسلحة، كما كان يتولى مهمة ترحيل المغاربة الى افغانستان، وتعتقد السلطات الأمنية ان المجاطي الذي يوصف بكونه خبير متفجرات هو من ساعد عناصر هذا التنظيم على صنع «الصاعق المتفجر» الذي استعمل في تفجيرات الدار البيضاء، وكان يقوم بذلك في غابة سيدي الطيبي بالقرب من الرباط.

وحسب تصريحات بعض عناصر هذا التنظيم امام قاضي التحقيق فقد قام المجاطي في احدى المرات «باستعمال خراطيش أعاد صناعتها بطريقة يدوية وذلك باضافة قطع حديدية صغيرة في مقدمتها بنفس حجم قطر فوهة الخرطوشة، بعد ان سن مقدمتها بشكل اصبح معه رأسها حادا يجعل الخرطوشة قابلة لاختراق الجسم الذي تصطدم به» واعترف المتهمون أنفسهم بان المجاطي سلمهم خمس خراطيش من هذا النوع من السلاح الناري لصناعة نماذج منها.

وكانت النيابة العامة بالدار البيضاء اثناء محاكمة مجموعة يوسف فكري صيف العام الماضي قد نسبت الى المجاطي تهمة «الدعم اللوجيستيكي مثل توفير جوازات السفر، والقيام بترحيل المطلوبين واخفاء العائدين من افغانستان، وجلب الاشرطة المدمجة والكتب الممنوعة».

وسبق لاحد عناصر «السلفية الجهادية» يدعى مراد سروف الذي يقضي الآن عقوبة بالحبس في المغرب ان اعترف امام هيئة المحكمة التي عقدت صيف العام الماضي بالدار البيضاء انه حضر احد اجتماعات المجاطي في غابة المعمورة. وقال سروف لهيئة المحكمة انه سافر الى افغانستان بايعاز من عبد الكريم المجاطي المدعو «ابو الياس»، وقال انه كان ينوي الذهاب الى الشيشان للمشاركة في الجهاد على حد قوله، غير ان المجاطي طلب منه الذهاب الى افغانستان أولا للاعداد والتدريب، وقام المجاطي بتمويل سفره الى افغانستان، ودامت الرحلة 6 اشهر تلقى خلالها التدريبات وخرج خلالها في احدى المعارك ضد جنود تحالف الشمال قبل ان يعود الى المغرب. كما سبق ان اعترف امام نفس المحكمة احد عناصر «السلفية الجهادية» يدعى محمد دمير «محكوم عليه بالاعدام»، بانه تعرف على المجاطي ووصف انذاك المجاطي بانه «خبير في صنع المتفجرات، تعلم صنعها في افغانستان والبوسنة». وتربط السلطات الأمنية بين عبد الكريم المجاطي وابو مصعب الزرقاوي اردني الجنسية الذي سبق للمغرب أن اتهمه بالوقوف وراء تفجيرات الدار البيضاء، ويعتقد أن المجاطي هو المنسق الرئيسي مع تنظيم «القاعدة» من خلال علاقته مع أبو مصعب الزرقاوي.

والمجاطي مطلوب ايضا في تفجيرات الرياض ضمن لائحة الـ 26 التي سبق للسلطات الأمنية السعودية ان اصدرتها قبل تفجيرات الرياض، كما يوجد المجاطي ضمن قائمة المطلوبين من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي باعتباره عنصرا يشكل خطرا على أمن أميركا التي سبق له ان اقام بها ما بين عامي 1997 و1999. ويتنقل المجاطي الذي يحمل ايضا لقب «بشير المغربي» بجواز سفر فرنسي لكن السلطات الأمنية المغربية تعتقد ان بحوزته اكثر من جواز سفر بجنسيات مختلفة يساعده في ذلك تغيير شكل وجهه، فهو في الصور التي عممتها السلطات المغربية يبدو بلحية خفيفة مصففة بعناية، وفي الصور التي عممتها السلطات الأمنية السعودية يبدو بلحية كبيرة وفي اخرى بعقال عربي.