الجزائر: اشتباكات بين شبان بربر والشرطة أثناء تجمع انتخابي لبوتفليقة

TT

اندلعت اضطرابات في تيزي وزو، كبرى مدن منطقة القبائل، امس أثناء تجمع انتخابي نظمه الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة المرشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثامن من ابريل (نيسان) المقبل. ودارت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة المكلفة حماية اجتماع بوتفليقة في دار الثقافة بهذه المدينة التي تقع على مسافة 110 كلم شرق الجزائر العاصمة. واقيمت متاريس في بعض شوارع المدينة وفي حي «جينيه» معقل حركة الاحتجاج ضد السلطة المركزية في الجزائر. واطلقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع واستخدمت خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين ومعظمهم من الشباب. وقال شاهد عيان ان الشرطة اعتقلت عددا من النشطاء البربر الذين اضرموا النار في اطارات سيارات على طريق رئيسي كما هاجموا قوات الأمن بالحجارة على بعد نحو 300 متر من دار الثقافة. وقال متظاهر وهو يلقي بالحجارة على قوات مكافحة الشغب «كلهم من السراق والمافيا. بوتفليقة لم يأت لمساعدتنا قبل ثلاثة اعوام... لقد جاء اليوم ضمن حملته الانتخابية».

وهذه المرة الاولى التي يزور فيها بوتفليقة تيزي وزو اكثر مدن منطقة القبائل تمردا منذ اندلاع حركة احتجاج تنسيقية العروش (كبرى العائلات) في هذه المنطقة. وتوجه بوتفليقة الاثنين الماضي الى بجاية (260 كلم شرق العاصمة) ثاني كبرى المدن في منطقة القبائل، حيث نظم اجتماعا انتخابيا وقعت إثره احداث بسيطة على ما افاد شهود عيان. وفي تجمع امس دعا بوتفليقة حوالي 500 من انصاره الى تجنب اعمال العنف بالمنطقة والتصويت له لتحقيق الأمن والرفاهية، وقال بصوت مرتفع «القبائل لا تساوي شيئا بدون الجزائر، والجزائر لا تساوي شيئا بدون القبائل. على القبائل ان تتصالح مع نفسها وعدم البقاء كرهينة. اعرف ان المنطقة تعاني تأخرا كبيرا لكن لم ننسها. لقد اعددنا لها امكانيات كثيرة».

ومضى بوتفليقة يقول، منتقدا خصومه في الانتخابات وداعيا الى دعمه للفوز بولاية ثانية «هناك تحالف المخدرات وتحالف التلاعب بأموال الدولة وتحالف اعداء الجزائر في الداخل والخارج وتحالف الرشوة والفساد... هذا مشروع مطروح عليكم. هناك مشروع آخر اسلاماوي متطرف. يوجد خيار ثالث يأخذ بعين الاعتبار ما يجري في الساحة الوطنية».

يذكر ان حركة الاحتجاج في القبائل اندلعت ابريل (نيسان) 2001 اثر مقتل طالب في المرحلة الثانوية داخل مقر للدرك الوطني في منطقة القبائل وتم قمعها بشدة، مما ادى الى سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى. وتطالب العروش بالاعتراف بالهوية الامازيغية ومنح منطقتهم الجبلية الفقيرة خطة تنمية اقتصادية واجتماعية خاصة.

وينافس بوتفليقة في الانتخابات ستة مرشحين بينهم عبد الله جاب الله رئيس حركة الاصلاح الوطني اكبر حزب اسلامي في الجزائر، وعلي بن فليس زعيم حزب جبهة التحرير الوطني اكبر قوة سياسية في البلاد. واتهم بن فليس الرئيس الجزائري بتحريض انصاره على استخدام العنف لعرقلة حملته الانتخابية. لكن مسؤولي حملة بوتفليقة نفوا في اوائل الاسبوع الجاري التورط في اعمال تخريب واعتداءات على مكاتب بن فليس الذي اقاله بوتفليقة من منصب رئيس الحكومة في مايو (ايار) الماضي. وابدت عدة شخصيات سياسية وضباط عسكريون متقاعدون دعمهم لبن فليس الذي يتمتع ايضا بمساندة علنية من معظم الصحف المستقلة.

الى ذلك، طالب زعيم الجبهة الاسلامية للانقاذ، عباسي مدني، وخمسة من قيادات الجبهة المنحلة، المرشحين «بتحديد مواقفهم واعلان التزاماتهم وتعهداتهم بكل وضوح امام الشعب الجزائري» من عدد من القضايا التي وصفوها في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه بـ«الاساسية». ومن هذه القضايا: رفع حالة الطوارئ وحل الازمة الامنية وحقن الدماء، كشف واظهار الحقيقة بشأن المفقودين والمختطفين، واطلاق سراح المساجين، وارجاء حقوق المطرودين من أعمالهم بسبب انتماءاتهم السياسية، ورفع الممنوعات على قادة الجبهة الاسلامية للانقاذ.