مسؤول اميركي يبرئ مشرف من التواطؤ مع عبد القدير خان

TT

قال وكيل وزارة الخارجية الاميركية جون بولتون ان الرئيس الباكستاني برويز مشرف «كان يعلم بأمر أنشطة مهندس القنبلة الذرية الباكستانية عبد القدير خان في السوق النووية السوداء منذ بضع سنوات على الاقل لكن الضغوط السياسية منعته من التحرك بقوة ضد عالم الذرة حتى وقت قريب». لكنه شدد على وجهة نظر واشنطن القائلة ان مشرف ومسؤولين باكستانيين آخرين لم يكونوا متواطئين أو أقروا أنشطة الانتشار النووي لخان ولذلك لا يخضعون للعقوبات.

وتعرض بولتون، الذي يدلي بأقواله امام لجنة تابعة للكونغرس، لانتقادات شديدة من الحزب الديمقراطي الذي اتهم ادارة الرئيس جورج بوش بأنها «تقاعست عن تحميل الزعماء الباكستانيين المسؤولية عن أنشطة خان في السوق النووية السوداء وعدم استخدام العقوبات الاقتصادية في منع الدول والشركات من التعامل مع ايران وكوريا الشمالية».

وفي الوقت الذي اصبحت فيه الانشطة النووية لايران وكوريا الشمالية مصدر قلق متزايد لواشنطن، فإن قضايا الانتشار النووي يمكن ان تلوح في انتخابات عام 2004. ومنذ ان اعترف خان في فبراير (شباط) ببيع اسرار نووية الى ايران وكوريا الشمالية وليبيا يصر مسؤولون اميركيون على ان خان وحده هو المسؤول وليس مشرف أو حكومته.

وأعرب بولتون مجددا عن هذا الموقف قائلا ان مسؤولين اميركيين «حققوا في انشطة خان وليس لدينا ادلة على ان الرئيس مشرف وكبار مسؤولي حكومة باكستان متواطئون». لكن اثناء استجوابه امام لجنة العلاقات الدولية التابعة لمجلس النواب قال بولتون ان مشرف كان يعلم بأمر أنشطة خان عندما عزله من منصب مدير معمل ابحاث خان عام 2001. وقال بولتون: «اعتقد انها مسألة بالغة الصعوبة بالنسبة للرئيس مشرف في مواجهة التحركات السياسية الداخلية في باكستان والتي نجمت خلال الشهرين الماضيين عن محاولتين لاغتياله».

واضاف قوله: «في الحقيقة فإن كشف برنامج الاسلحة النووي الايراني وقرار الزعيم الليبي معمر القذافي بالتخلي عن برامج اسلحة الدمار الشامل هو الذي أوصلنا الى النقطة التي أصبح ممكنا عندها لمشرف ان يتخذ الاجراءات التي اتخذها».

وقال خبراء ان مشرف، الذي استولى على السلطة عام 1999، تعين عليه اجراء توازن بين المطالب الاميركية بشأن خان ومخاطر اغضاب الجيش الذي يشكل قاعدة تأييده. واتهم النائب غاري اكرمان، الديمقراطي عن نيويورك، الرئيس جورج بوش بـ«اعطاء باكستان تصريحا بنشر التكنولوجيا النووية».

وسلم بتأييد مشرف للحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد الارهاب ورغبة الولايات المتحدة في عدم زعزعة استقراره، «لكنه قال ان واشنطن فعلت ما فيه الكفاية وقدمت مساعدات بلغت ملياري دولار على مدى عامين».

وقال اكرمان: «احدث قرار لبوش بجعل باكستان حليف غير عضو في حلف شمال الاطلسي انما هو كرم مبالغ فيه»، لكنه اضاف: «ازدواجية المعايير في ما يتعلق بباكستان جعلت جهودنا لمنع الانتشار النووي في انحاء العالم موضع سخرية».