الأمير عبد الله في فيينا: قلة قليلة من المنحرفين هم من يتبنى الإرهاب والإسلام يتبرأ منهم

الرئيس النمساوي ينوه بدور ولي العهد السعودي في البحث عن حلول سلمية للمشاكل الصعبة بالشرق الأوسط

TT

أكد الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي ان الارهابيين الذين يسفكون الدماء البريئة ليسوا سوى قلة قليلة من المنحرفين الذين يتبرأ الاسلام والمسلمون منهم ومن جرائمهم. وقال الأمير عبد الله في الحفل التكريمي الذي أقامه له الرئيس النمساوي توماس كليستيل الليلة قبل الماضية بمناسبة زيارته للنمسا: لقد عانينا في العالم الاسلامى من شر هذه الطغمة الفاسدة بقدر ما عانى أصدقاؤنا في كل مكان مشيرا الى ان الارهاب لا هوية له ولا عقيدة ينتمي اليها فكل أمة يوجد بها ارهابيون لا يعبرون بأي حال عن هويتها وأحب أن أعرب عن ثقتي المطلقة بأن قوى الخير والاعتدال والتسامح سوف تتمكن بعون الله من هزيمة دعاة الحقد والكراهية والتعصب. معربا عن سعادته لزيارة النمسا والتي وصفها بالبلد الصديق مؤكدا أن النمسا لعبت دورا هاما في تاريخ أوروبا وتاريخ العالم وكانت جزءاًً من امبراطورية وتمكنت من أن تتعامل مع المتغيرات وأن تتحول الى دولة عصرية بنت لمواطنيها مجتمع الرفاه من دون أن تتخلى عن ملامحها أو هويتها التاريخية، وأضاف بالقول: «اننا نراقب التجربة النمساوية باعجاب بالغ ونرى فيها نموذجا رائعا للجمع بين الاصالة والمعاصرة».

وكان الرئيس النمساوي قد ألقى بدوره كلمة أعاد فيها ذكرى زيارته للسعودية في أكتوبر من العام 2001، موضحا أن زيارة الأمير عبد الله الحالية للنمسا لا تبدو فقط كرمز للعلاقات الشخصية الطيبة وانما ترجع في الاصل الى العلاقات الوثيقة والحميمة بين النمسا والسعودية ودليل على قدم العلاقات بين البلدين.

وتطرق الرئيس النمساوي في كلمته إلى وضع العالم الحالي الذي يثير اهتماما شديدا من قبل النمسا واهتمامها الخاص بالعالم العربي والاسلامي وقال: نلحظ اليوم مسألة جوهرية في تطور العلاقات الدولية وذلك في العلاقات بين أوروبا والعالم الغربي من جهة وبين العالم العربي والاسلامي من جهة أخرى «وخاطب الرئيس كليستيل ولي العهد السعودي «إن دوركم الفعال يا صاحب السمو في البحث عن حلول سلمية للمشاكل الصعبة في منطقة الشرق الاوسط يعزز توقعاتنا في أنه بالرغم من المشاكل الجدية الناتجة عن الارهاب واستخدام القوة والتطرف السياسى الا أن رغبة الشعوب الحقيقية في السلام سوف تمنح جميع المسؤولين السياسيين القوة لايجاد حلول للجروح الدامية في عصرنا الحالي معتبرا مشكلة الشرق الاوسط من أهم المشاكل التي لم يتم حلها الى الان، وأضاف: «وقد رأينا في الايام الاخيرة التصعيد الخطير الذي وصلت اليه ويجب علينا بذل مجهود مضاعف للوصول الى حل سلمي وفقا لقرارات مجلس الأمن» وأكد أن بلاده تبذل مساعي مكثفة بالتعاون مع الدول الصديقة في الاتحاد الاوروبي للوصول الى تقدم في سير عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط وفي أنحاء العالم كافة. وقال في هذا السياق: «ونحن نعلم يا سمو الامير أنكم متفقون معنا تماما في تحقيق الهدف المنشود من هذه المساعي كما هو واضح في مبادراتكم المتكررة خاصة في اطار الجامعة العربية ويجب علينا تكثيف الجهود للوصول الى حل سلمي يضمن وجود دولة فلسطينية بجانب اسرائيل ومازالت الخطة التي أعدها المجتمع الدولي والمعروفة بخريطة الطريق تمثل الاساس الذي نعتد به».

كما تطرق رئيس النمسا إلى ما أسماه التحدي الذي يواجه السعودية والمنطقة العربية والمجتمع الدولى بأسره وهو استقرار العراق، مشيرا الى أن بلاده والمملكة كررتا التأكيد على أهمية دور الامم المتحدة.

كما تحدث الرئيس توماس كليستيل عن الإرهاب، مؤكدا في هذا الصدد أنه ظاهرة عالمية وأن مكافحته تستلزم بذل مجهودات مشتركة ويقع الدور المهم في هذا الشأن على عاتق الامم المتحدة لكونها منظمة عالمية. مجددا رفضه الدائم إلى استخدام تعبير الارهاب الاسلامي وقال ان الارهاب ظاهرة عالمية نتعرض لها جميعا وتمسنا جميعا بنفس القدر، وليس هناك مفر من البحث العميق عن جذور الارهاب وعلينا أن نسال أنفسنا عن الدور المهم الذي يؤديه كل من التطور الاقتصادي والتربية وكذلك الاعلام والحوار بين المجتمعات المدنية في مكافحة الارهاب والقضاء عليه في مهده».

واختتم الرئيس النمساوي كلمته بالقول: «نحن على يقين من أن زيارتكم سوف ينتج عنها زيادة في التفاهم المتبادل بين بلدينا وشعبينا وتوطيدا لعلاقات الصداقة بيننا في شتى المجالات».

وكان الأمير عبد الله بن عبد العزيز قد عقد اجتماعا الليلة قبل الماضية بعد وصوله العاصمة فيينا مع الرئيس النمساوي في المكتب الرئاسي بقصر هوف بورج، تم خلاله بحث مجمل الأحداث والتطورات على الساحات الدولية وموقف البلدين منها وتعزيز آفاق التعاون في مختلف المجالات بين البلدين بما يخدم مصالحهما المشتركة. وقد أجريت مراسم استقبال رسمية لولي العهد السعودي في ساحة القصر، حيث صافح الأمير عبد الله بن عبد العزيز مستقبليه من الوزراء وكبار المسؤولين النمساويين.

وخلال الاستقبال قلد رئيس النمسا الأمير عبد الله قلادة نجمة النمسا العظمى التي تمنح عادة لقادة الدول فيما قلد ولي العهد السعودي الرئيس النمساوي قلادة الملك عبد العزيز وهي أرفع الأوسمة درجة وتمنح للملوك والرؤساء وقادة الدول.

وأبرمت اتفاقية إقتصادية وتجارية وثقافية وصحية بين البلدين وقع عليها بحضور ولي العهد السعودي والرئيس النمساوي كل من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، والوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية والعمل النمساوي الدكتور مارتين بارتينشتاين، وتشمل الاتفاقية التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والتقنية، وأيضا المشروعات الصناعية والبترولية والمعدنية والبتروكيماوية والسياحية والصحية والزراعية والحيوانية والبنية التحتية التي تشمل الطرق والاتصالات والطاقة والمياه والبحث العلمي ونقل التقنية وتبادل المعرفة والخبرات الفنية لبرامج تعاونية محددة والسعي إلى تشجيع توسيع التجارة المتبادلة بين البلدين وتنميتها وإقامة مشروعات مشتركة وانشاء ممثليات تجارية ومكاتب فرعية والمشاركة في المعارض التجارية التي تقام في كلا البلدين وتشجيع تبادل الزيارات بين ممثليهما الاقتصاديين والتجاريين والتقنيين بما في ذلك القطاع الخاص وتبادل المعلومات المتعلقة بالأبحاث العلمية والتقنية والتدريب المهني بالإضافة إلى تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاقية.

وقد استقبل الأمير عبد الله بن عبد العزيز أمس في مقر إقامته في فيينا جمعا من المواطينين السعوديين المقيمين في النمسا، وحضر الاستقبال الوفد الرسمي المرافق لولي العهد.

وقد شاهد الأمير عبد الله والرئيس النمساوي أمس في المدرسة الإسبانية للفروسية في فيينا عروضا للفروسية شملت أنواع السير المتمهل والاستدارة والقيادة اليدوية والأداء الرياضي والعرض الدائري، وقدم ولي العهد السعودي بعد انتهاء العروض هدية تذكارية للمدرسة.

وقد استقبل الأمير عبد الله أمس في مقر إقامته في فيينا جمعا من المواطنين السعوديين المقيمين في النمسا، وحضر الاستقبال الوفد الرسمي المرافق لولي العهد.

وشاهد الأمير عبد الله والرئيس النمساوي أمس في المدرسة الإسبانية للفروسية في فيينا عروضا للفروسية شملت أنواع السير المتمهل والاستدارة والقيادة اليدوية والأداء الرياضي والعرض الدائري، وقدم ولي العهد السعودي بعد انتهاء العروض هدية تذكارية للمدرسة.