بلير لا يستبعد وقوع هجمات جديدة في العراق

TT

لم يستبعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس وقوع اعتداءات جديدة في العراق، وقد تكون «مرعبة» مثل العملية التي شهدتها الفلوجة أول من أمس. وأضاف الزعيم البريطاني الذي كان يجيب على أسئلة الصحافيين في لقائه الشهري معهم بمقره الرسمي بلندن، «سيكون هناك (دوما) أشخاص في العراق من الإرهابيين المتعاطفين مع صدام حسين (الرئيس المخلوع) ممن يرغبون في قتل أكبر عدد ممكن من البشر». واعتبر أن موعد تسليم السيادة في 30 يونيو (حزيران) المقبل غير قابل للتأجيل لأن العراقيين هم الذين أرادوا ذلك. ونفى أن يكون حرص لندن وواشنطن على الالتزام بهذا الموعد يعود إلى رغبتهما في خدمة مصالح الرئيس الأميركي جورج بوش الانتخابية.

وقال بلير إن ما يتوفر لديه من المعلومات يؤكد أن «غالبية العراقيين يريدون أن تقف بلادهم مجددا على قدميها، وأن تبدأ عملية إقامة العراق الجديد المزدهر والديمقراطي». وأضاف أن المشاكل التي تشهدها البلاد حاليا «ليست وليدة السنة الماضية، فالعراق كان دولة فاشلة يحكمها طاغية قتل مئات الآلاف من أبناء بلده». ولفت إلى أن البنية التحتية في العراق كانت مهملة بصورة كاملة. وشدد على وجوب «عدم التشاؤم أو الهروب من المشكلة»، موضحا أن الجنود البريطانيين باقون لمساعدة العراقيين في بناء بلادهم من جديد. وأشار إلى أن القوات البريطانية ستبقى بعد إعادة السيادة بموجب «اتفاقية أمنية». واعتذر عن التعليق على نوايا المعارضة الاسترالية بسحب الجنود الاستراليين من العراق إذا نجحت في إلحاق هزيمة بالحزب الحاكم حاليا، معتبرا أن قرارا من هذا النوع «هو من شأن استراليا». وأكد بلير أن «قواتنا ستبذل قصارى جهدها لمنع (الإرهابيين) من إشاعة الفوضى في العراق»، إذا كان هؤلاء مصممين على بذل جهدهم لنسف الاستقرار حاضرا أو مستقبلا.

ونفى الزعيم البريطاني أن يكون المسلمون مستهدفين في بلاده بسبب القلق من احتمال تعرض بريطانيا لضربة إرهابية. وأشاد بموقف «الغالبية الساحقة من المسلمين الذين يلتزمون بقواعد الدين الحنيف التي تحض على التعايش بسلام مع أبناء الأديان الأخرى». غير أنه لفت إلى أنه «من الطبيعي أن يكون معظم المعتقلين بشبهة التورط في الإرهاب مسلمين، لأننا نواجه تهديدا محددا يسعى أصحابه إلى استغلال الدين الإسلامي» لتحقيق غاياتهم السياسية.