الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تفتح جبهة أخرى ضد شارون

TT

بعد ان تلقى جهاز الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي سلسلة صفعات من القيادة السياسية في الاسابيع الاخيرة، اطلق بعضا من سهامه ضد رئيس الوزراء، ارييل شارون، معلنا عمليا معركة غير قليلة الحجم والتأثير فيه وفي من يقف الى جانبه في نفس المعسكر.

فقد كشف ضابط كبير في هذا الجهاز انه بسبب «زلة لسان اطلقها مسؤول اسرائيلي من دون حكمة، قررت المخابرات الاميركية والبريطانية حجب معلومات عن اسرائيل. وهذا هو السبب في فشلنا في جمع المعلومات عن محاولات التسلح النووي في ليبيا». وبعد البحث والتمحيص، تبين ان هناك مسؤولا اسرائيليا واحدا فقط تحدث في هذا الموضوع، وهو رئيس الوزراء، ارييل شارون، الذي كان قد اعرب عن قلقه (قبل ستة اشهر) من اخطار التسلح النووي في ليبيا.

وتعود جذور هذه المعركة الى تقرير اسرائيلي داخلي، اعد في لجنة الخارجية والامن في الكنيست، يقول ان الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي تعاني من خلل خطير في عملها، فهي لم تأت بمعلومات دقيقة عن العراق، قبيل الحرب، وانجرفت وراء الغرب في الحديث عن اسلحة غير تقليدية خطيرة لدى صدام حسين، بل راحت تتحدث عن معلومات حول صواريخ عراقية بعيدة المدى موجهة الى اسرائيل تحمل رؤوسا كيماوية وغازات سامة.

وبسبب هذه التقديرات، التي بدت مؤكدة في حينه، تم تزويد كل مواطن اسرائيلي بكمامة واقية من الغاز واجهزة اخرى لمواجهة الخطر، واعدت خطة طوارئ عالية، وصرفت بضع مئات الملايين بسببها. ثم تبين ان كل هذه الاستعدادات لم تكن في محلها، لان المعلومات عن العراق لم تكن صحيحة.

وعندما بحث هذا التقرير في الحكومة، راح الوزراء يضيفون عليه انتقادات اخرى للاستخبارات العسكرية. فذكر احدهم ان هذا الجهاز فشل في رصد المعلومات المسبقة عن المحادثات السرية بين ليبيا والولايات المتحدة وبريطانيا بخصوص تخلي ليبيا عن التسلح النووي. وذكر شارون نفسه بفشل الاستخبارات العسكرية سنة 1973، الذي ادى الى الهجوم المصري ـ السوري المباغت على اسرائيل، وطالب بعض الوزراء بالغاء هذا الجهاز وتطوير جهاز «الموساد» (المخابرات الاسرائيلية الخارجية) على حسابه.

واعتبر قادة الجهاز هذا الهجوم بمثابة «خطأ فادح وضربة خطيرة لاحد اهم اجهزة الامن الاسرائيلية». لكن تصريحهم هذا لم يثير اي اهتمام. لذلك خرج ذلك القائد يهاجم شارون نفسه ويحمله مسؤولية الفشل في الحصول على المعلومات حول ليبيا، حيث ان المخابرات الاميركية والبريطانية اخفتا المعلومات فقط بعد ان تحدث شارون عن قلقه.