مصادر مصرية وسورية وسودانية: زيارتا الأسد والبشير لم يجر تحديدهما وموسى يتوجه إلى تونس وينفي وجود دعوة مصرية رسمية لاستضافة القمة

TT

نفت مصادر مصرية أن يكون قد تم تأجيل زيارة الرئيسين السوري بشار الأسد والسوداني عمر البشير إلى شرم الشيخ والتي قيل أنها ستتم أمس وقالت المصادر أن هناك مشاورات لتحديد موعد الزيارتين نافية أن موعدها قد تحدد ثم تأجل.

كما قالت مصادر سورية موثوق بها في دمشق امس لـ«الشرق الأوسط» انه لا صحة للانباء التي تحدثت عن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى شرم الشيخ اليوم مؤكدة ان هذه الزيارة لم تكن مقررة في الاصل. الا ان هذه المصادر قالت ان اللقاء يبقى واردا وقد يتم في اي وقت.

وجاءت هذه التأكيدات في اعقاب انباء عن ان الرئيس المصري حسني مبارك علق مشاوراته حول القمة وانه تم تأجيل زيارتي الرئيسين السوري والسوداني.

وأشارت مصادر سورية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد سيبحث مع الرئيس مبارك بداية الأسبوع المقبل السبت أو الأحد مسألة انعقاد القمة من حيث الموعد المناسب والمكان والمضمون الذي يؤكد نجاحها. وقالت المصادر ان الهدف من التحرك بلقاءات القادة العرب ليس تركيز الجهود لمجرد عقد القمة فقط وانما لا بد من التركيز على المضمون الذي تخرج به القمة.

وسوف يصل الرئيس السوداني عمر حسن البشير لمصر خلال الأيام القليلة المقبلة للتشاور مع الرئيس مبارك حول عدد من الموضوعات، في مقدمتها انعقاد القمة والتطورات على الساحة السودانية بعد اعتقال الترابي وكذلك عملية السلام السودانية اضافة للعلاقات الثنائية بين مصر والسودان ومتابعة ما تم انجازه حتى الآن في هذا الشأن.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن الساعات المقبلة سوف تشهد تحركاً عربياً نشطاً بين العواصم العربية للاتفاق حول موعد ومكان القمة العربية ولتصفية أية خلافات حتى لا تكون القمة العربية الجديدة مسرحاً لتصفية ما حدث في شرم الشيخ في القمة التي عقدت العام الماضي برئاسة البحرين.

وتوقعت المصادر أن تخرج جولة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بنتائج عملية تخدم تنقية الأجواء وازالة سوء الفهم الذي حدث نتيجة انفراد تونس باعلان تأجيل القمة من دون التشاور مع القادة العرب.

من ناحية أخرى أشارت مصادر علمية لـ«الشرق الأوسط» إلى وجود اتجاه لأن يرتفع مستوى الحوار بين مصر وتونس الى قيادات البلدين وتوقعت المصادر أن يلتقي الرئيس حسني مبارك مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، إما قبل سفره إلى واشنطن أو في طريق عودته من واشنطن للقاهرة.. وأوضحت المصادر أن التشاور يتم حالياً على أن تعقد القمة في دولة المقر للجامعة العربية برئاسة «تونس» وأن الموعد المناسب لعقد القمة هو أوائل مايو (ايار) المقبل واستبعدت المصادر أن تعقد القمة العربية نهاية شهر مايولأنه يتزامن مع موعد انعقاد القمة الخليجية.

وفي مهمة وصفتها الأوساط السياسية والدبلوماسية العربية بالصعبة والحساسة، يتوجه اليوم عمرو موسى إلي تونس لعقد محادثات هامة مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ووزير خارجيته الحبيب بن يحيى حول القمة العربية البديلة التي دعت مصر إلى عقدها على أراضيها عوضا عن القمة التي أعلنت تونس على نحو مفاجئ إلغاءها الأسبوع الماضي.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، سيحاول إقناع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعدم التمسك بعقد القمة العربية في تونس والموافقة على نقلها إلى مصر على أن تعقد برئاسته تنفيذا لنصوص الملحق الخاص بالانعقاد الدوري للقمة العربية.

ووصفت مصادر الجامعة العربية مهمة موسى في تونس بأنها صعبة وحساسة، معربة عن أملها في أن يتفهم الرئيس التونسي خطورة وطبيعة الموقف السياسي المأزوم الذي تعيشه مؤسسة القمة العربية في الوقت الراهن ويتجاوب مع رغبات معظم العواصم العربية في نقل القمة إلى مصر التي تستضيف مقر الجامعة العربية منذ إنشائها عام 1945.

وقد أكد موسى على أن هناك اجماعا عربيا على ضرورة الاسراع بعقد القمة العربية، مشيدا بالمبادرة التي اتخذها الرئيس حسني مبارك لقيادة عمل عربي لجمع القمة في أسرع وقت ممكن.

وقال موسى في تصريحات صحافية أمس ان الرئيس مبارك دعا الى عقد القمة العربية بأسرع ما يمكن علاجا لموقف عربي خطير، وانه تحدث عن استعداد مصر لانعقاد القمة على ارضها، مشيرا الى أنه لا توجد دعوة رسمية مصرية لانعقاد القمة في شرم الشيخ. كما نفى متحدث باسم موسى انباء سابقة نقلت عن الامين العام انه تم نقل القمة الى مصر.

وأضاف موسى أن الجولة التي سيبدأها اليوم في بعض دول المغرب العربى ستركز على بحث الاسراع بعقد القمة العربية، موضحا أن هذه الجولة ستبدأ بزيارة تونس.. وقال «ان الحديث هناك مهم للاتفاق على الخطوة المقبلة وتهدئة الامور انطلاقا من مصلحة عامة وليست مصلحة خاصة لهذه الدولة او تلك». وأكد موسى ان الوضع الحالي يقتضي أن تجتمع الدول كلها وان تتفق سوية على الخطوات التي يجب ان تتخذ في مواجهة المشاكل الكبرى، مشيرا الى ان هناك ثوابت عربية متفق عليها في هذا الخصوص وهي اولا: ضرورة عقد القمة العربية بأسرع ما يمكن.. وثانيا ان عملا قد بدأ في تونس وأن جزءا منه انتهى الاعداد له. وثالثها ان رئيس القمة العادية التي تعقد في 2004 هي «تونس».

وقال ان جولته ستشمل أيضا المغرب وربما الجزائر حسب جدول برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالنظر الى الانتخابات الرئاسية، مضيفا أنه يرغب أيضا في أن يتمكن من زيارة ليبيا وموريتانيا.

ومن ناحيته أكد الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية اليمني دعم اليمن الكامل للجهود التي تقوم بها مصر لعقد القمة العربية في أقرب وقت ممكن.

وأشار القربي ـ في حديث للاذاعة المصرية عبرالهاتف من صنعاء ـ الى حرص القادة العرب والشعوب العربية على عقد القمة، نافيا ان يكون تأجيل تونس للقمة قد قسم العرب الى عالمين مشرقي ومغربي، مشددا على ان العالم العربي سيظل عالما واحدا.

وحول المدى الزمني المتوقع لعقد القمة العربية المقبلة أوضح وزير الخارجية اليمني ان هذا امر متروك للقادة والزعماء العرب، ولكنه في ذات الوقت أعرب عن امله في الا تتأخر هذه القمة عن نهاية شهر ابريل الحالي.