أسرة زعيم تنظيم طلائع الفتح المصري تطالب بحضور ممثلين للسفارة السويدية إلى محاكمته

TT

فيما ينتظر زعيم تنظيم طلائع الفتح الأصولي أحمد حسين عجيزة الذي سلمته السويد لمصر منذ 27 شهرا، تحديد موعد جديد لبدء اعادة محاكمته، عقب قبول الالتماس الذي قدمه في الحكم الصادر ضده غيابيا بالمؤبد في قضية «العائدون من البانيا» عام 1999، استبعد محاميه محمود رياض احتمالات اعادة المحاكمة امام محكمة مدنية.

وقال رياض لـ«الشرق الأوسط» ان محاكمته ستتم امام محكمة عسكرية. وقال ان «قبول الالتماس من عجيزة جاء لسابق محاكمته وفق اتهامين الأول الانضمام الى تنظيم الجهاد والثاني الاتفاق الجنائي، والأخير هو المتضمن المادة 48 التي الغتها المحكمة الدستورية قبل عدة سنوات، بما يعني ان اعادة محاكمة عجيزة ستتم وفق التهمة الأولى فقط». وأكد رياض ان قبول التماس عجيزة واعادة محاكمته سوف يفتح الباب امام الكثيرين من الاصوليين الذين صدرت ضدهم احكام وفق المادة الملغاة لتقديم التماس لاعادة محاكمتهم من جديد، فضلا عن ان ذلك قد يكون دافعا للكثير من الهاربين في الخارج لعودتهم الى مصر اذا ما تأكدوا من فتح الباب امام احتمالات اعادة محاكمتهم من جديد.

من جانب آخر كشفت مصادر ان اسرة عجيزة تبحث تقديم طلب الى السفارة السويدية بالقاهرة لحضور محاكمة زعيم طلائع الفتح في ظل اتفاق سابق بين السلطات المصرية والسويدية قبيل تسليمه بضمان سلامته ومعاملته معاملة حسنة اضافة الى اعادة محاكمته من جديد. وتسعى اسرة عجيزة في نفس الوقت لتقديم طلبات الى وزارة الداخلية لزيارته بعد منعهم من زيارته منذ ثلاثة أشهر عقب نقله من سجن طرة الى سجن أبو زعبل. وكانت السويد سلمت عجيزة الى مصر في ديسمبر (كانون الاول) 2001 في اعنف ضربة للاصوليين في الخارج وذلك بعد ثلاثة اشهر فقط من وقوع تفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 في الولايات المتحدة. واكدت وقتها مصادر مطلعة ان السويد حصلت على تعهدات مصرية بضمان سلامة عجيزة وحسن معاملته معاملة انسانية اضافة الى اعادة محاكمته من جديد.

وقال مصطفى عجيزة شقيق احمد عجيزة لـ«الشرق الأوسط» انهم علموا بالخبر أول من امس غير ان القرار لم يكن فصلا ولم يوضح عما اذا كان محاكمته امام دائرة جديدة سيكون امام دائرة عسكرية ام امام دائرة مدنية مؤكدا ان التخوف الاكبر أن تعاد محاكمته امام محكمة عسكرية. وأحمد حسين عجيزة، 43 عاما، من محافظة بني سويف بصعيد مصر وهو طبيب صيدلي درس بجامعة الزقازيق وتخرج فيها 1985 وتزوج من زميلته حنان احمد فؤاد التي رفضت العودة من السويد مع اولادها عقب القبض على زوجها خوفا على وضعها في مصر، وتم اعتقاله لاول مرة في عام 1982 لمدة 6 أشهر بعد اغتيال أنور السادات الرئيس المصري السابق، وهو من عناصر تنظيم، الجهاد وغادر مصر منذ اواخر الثمانينات ولم يزر مصر منذ ذلك الحين وحتى تم تسليمه الى مصر في اواخر عام 2001 .

وعجيزة عرف بأنه زعيم تنظيم طلائع الفتح الذي كشفت له السلطات المصرية نحو اربع قضايا ضمت اكثر من الف من عناصر تنظيم الجهاز وعقب فشل عدة محاولات لتنفيذ عمليات اغتيال في مصر ضد رموز الحكم وهو ما اصاب التنظيم بضربة قاصمة استتبع معه تصاعد الخلافات بين عجيزة وزعيم التنظيم ايمن الظواهري وادت لانشقاق الاول بمجموعة من انصاره على الظواهري. واحدث قرار قبول التماس عجيزة ارتياحا كبيرا داخل اوساط الاصوليين في مصر اذ انه يعد اول قبول من نوعه لالتماس في حكم عسكري في ظل ان الاحكام العسكرية احكام نهائية وغير قابلة للطعن على احكامها، كما ان القرار فتح الباب واسعا امام معظم الاصوليين الهاربين خارج مصر والصادرة ضدهم احكام مشددة سواء بالاعدام أو المؤبد في قضايا عنف لاجراء مشاورات حول تسليم انفسهم لمصر لاعادة محاكمتهم من جديد وفق هذا الاجراء.

وتزامن قبول التماس عجيزة مع ما سبق واعلنه وزير الداخلية المصرية عن وجود محمد الظواهري شقيق ايمن الظواهري حي لدى السلطات المصرية أن هناك ترتيبات لاعادة محاكمة الظواهري الصادر ضده حكم غيابي بالاعدام في قضية العائدون من البانيا. وشملت قضية «العائدون من البانيا» المتهم فيها عجيزة والظواهري 107 متهمين وصدرت فيها 9 احكام غيابية بالاعدام كان اولها ضد زعيم التنظيم الرجل الثاني في «القاعدة» ايمن الظواهري اضافة الى شقيقه ومعظم اعضاء مجلس شورى التنظيم الآخرين.