«إيقاد» تتوقع توقيع سلام في السودان خلال 10 أيام.. وحركة قرنق تتحدث عن جمود في المفاوضات قد يؤدي إلى انهيارها

TT

تضاربت الأنباء حول سير مفاوضات السلام السودانية الجارية في كينيا بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، وفي حين اكدت مصادر بارزة في هيئة «ايقاد» الراعية للمفاوضات ان توقيع السلام سيكون خلال عشرة ايام، قالت مصادر في الحركة الشعبية ان المفاوضات تمر بجمود شديد وأبدت مخاوفها من انهيارها. وقال مصدر في «ايقاد» لـ«الشرق الأوسط» ان الفترة من السابع الى العاشر من الشهر الجاري ربما تشهد توقيعا لاتفاق سلام نهائي، واضاف «ليس هناك ما يحول دون توقيع السلام». غير ان مصادر في الحركة اعتبرت ان هذا الحديث مبالغ فيه وهو للاستهلاك الخارجي، وان ما يدور بداخل غرف المفاوضات شيء آخر. وقالت انها لم تبلغ بأن التوقيع سيتم في هذه الفترة المحددة.

ونقل وزير الخارجية الكيني كولنزو ماسيوكا الذي ترأس بلاده «ايقاد» ولجنة السلام في السودان، رسالة من «ايقاد» والمجتمع الدولي لطرفي التفاوض لحثهما على اهمية الوصول الى اتفاق سلام نهائي خلال الايام القليلة القادمة. وعقد الوزير الكيني اجتماعات مكثفة مساء أول من امس مع وفدي الحكومة والحركة كل على حدة ثم عقد اجتماعا مشتركا مع الطرفين اكد فيه الطرفان استعدادهما للعمل على حل القضايا العالقة في المناطق الثلاث و20 قضية رئيسية في ملف السلطة اهمها الرئاسة ووضعية العاصمة القومية ونسب التمثيل في البرلمان المركزي والحكومة القومية وحكومة الجنوب والاجهزة الأمنية.

وتقول مصادر االحركة ان المفاوضات التي اكملت يومها الـ46 وهي تمر بمرحلة حاسمة في الملفات العالقة، اصابها جمود رغم المحاولات التي بذلت، من قبل المبعوث الأميركي جون دانفورث لحل قضية ابيي التي قبلت بها الحركة، في ما لا يزال الغموض يكتنف الموقف الحكومي.

وقال ياسر عرمان الناطق باسم الحركة الشعبية ان الحركة قدمت موافقتها على المقترح الأميركي حول قضية ابيي باعتباره حلا وسطا، وقال ان الغموض يسود موقف الحكومة التي لم تعط اجابة لموقفها حول المقترح الأميركي وفق مقتضيات الظرف والحال. مؤكدا ان المفاوضات دخلت مرحلة من الجمود، وقال «الآن يعمل الطرفان عبر لجنة لمناقشة قضايا السلطة للدفع بالمفاوضات مرة اخرى الى الامام». وقال عرمان لـ«الشرق الأوسط» ان الحركة الشعبية ترى ان «القضايا المتبقية للاتفاق النهائي لا تحتاج لمناقشات وحجج والدخول في ما يشبه الجدل البيزنطي، بل تحتاج الى ارادة سياسية وقدرة على اتخاذ القرارات»، واضاف «آن الاوان الى اتخاذ هذه القرارات اليوم قبل الغد» مؤكدا ان الايام القليلة القادمة ستكون حاسمة في توضيح مدى قدرة الاطراف في التوصل الى هذه القرارات وقال «فالا فان الجمود الحالي سيهدد كامل العملية السلمية».

وتابع «نحن موقنون بأن صوت العقل والمنطق والاوضاع الراهنة في السودان تشير الى انه لا بديل سوى التوصل الى اتفاق سلام شامل ونهائي» رابطا بما يجري في الخرطوم ودارفور ونيفاشا من احداث ومفاوضات. وقال «كل ذلك يعني الحاجة الماسة لبلادنا للخروج من الازمة العميقة التي تعيشها والتوجه نحو رحابة سلام عادل وتوجه ديمقراطي».