معماري سعودي يبتكر مسكناً من المطاط المقوى بتكلفة زهيدة وخدمات متوفرة في الداخل

TT

ابتكر معماري سعودي فكرة مسكن حديث يشكل سابقة في عالم التصميم العمراني من خلال غرابة المسكن وفكرته. وقدم المعماري فؤاد بخاتي العلي مبتكراً جديداً لصناعة المسكن الميسر الحديث وتتلخص فكرته في تكاليفه القليلة بأنها عبارة عن فناء مفتوح يغلف بالمطاط المقوى الذي يتخلله فراغ من الهواء يشكل عازلاً للحرارة ويحول دون نفاذ أشعة الشمس بشكل مباشر.

وأوضح المصمم العلي أن فكرته تعكس رؤية فنية رغم أن بها بعض التعقيد إلا أنها في جوهرها بسيطة، مشيراً إلى أنه يمكن تنفيذها على أرض الواقع، وإن كانت تعكس إشكالية بصرية من خلال تكرار الشكل وغرابته في نفس الوقت، وأضاف أنه يمكن وضع المسكن داخل بيئة محمية توفر مناخاً معتدلاً للفناء والمساحات الخارجية المزروعة والسطح، كما يسجل لهذا المقترح أن تصميم الغلاف المطاطي يسمح بالتوسع المستقبلي للمسكن وبما يوفر لساكنيه فرصة الامتداد بحرية كلما زاد عدد أفراد الأسرة.

وتمت صياغة فلسفة المشروع بطريقة عكسية انطلاقاً من فكرة الفناء الوسطى الذي تتوزع حوله النشاطات الأخرى، حيث تم بناء المنزل في الفناء، وهذا الفناء تم التعامل معه باعتباره كائنا حيا ينمو ويتطور بطريقة خاصة تشابه نمو الكائنات الحية التي تنمو بشكل رأسي مثل الأشجار.

واعتمد التصميم على أنظمة إنشائية منفصلة ومتصلة في نفس الوقت وتعمل بشكل متكامل لتعطي في النهاية الشخصية المميزة للمبنى، فالحد الخارجي للمشروع عبارة عن هيكل معدني فراغي مصمم بطريقة بسيطة تساعد وتدعم الفكرة التصميمية الأساسية من حيث التفاعل مع الطبيعة حيث أنها تساعد النباتات على النمو وتكوين سور للمشروع، كما أن الهيكل الخارجي للمبنى عبارة عن هيكل معدني تلسكوبي مصمم وفق معايير هندسية محددة تتوافق مع متطلبات المستخدمين وتعمل كهيكل أساسي للمبنى تتصل به الفتحات الخارجية (النوافذ) المميزة والتي تربط الحيز الداخلي بالخارجي، أما الهيكل الإنشائي للفراغات الداخلية فهو عبارة عن نظام بسيط متراكب ومترابط بأشكال وأبعاد محددة بعناصر معدنية ذات مواصفات خاصة تحوي الأرضيات والأسقف الداخلية الأخرى في المبنى، أما واجهة البناء فتتميز بأنها مصنوعة من المطاط المقوى المفرغ من الداخل لتعمل كغلاف خارجي للمبنى بالإضافة إلى كونه عازلا حراريا وصوتيا.

ويتميز المسكن المبتكر بالعديد من المميزات سواء من الداخل أو الخارج، فبالإضافة إلى سهولة التنفيذ وسهولة الصيانة والمرونة العالية فإن المنزل الجديد تم تزويده بالعديد من الأنظمة التي تساعد على رفع كفاءته وتوفير الجو المريح للمستخدمين حيث زود المسكن الجديد بنظام تهوية فريد في نوعه على سطح المنزل، كما أن فتحات النوافذ صممت بطريقة مبتكرة بحيث تتحرك بطريقة تلسكوبية لتتناسب مع متطلبات مستخدمي المنزل من الإضاءة ونور الشمس.

وعناصر الإنشاء المستخدمة هي من البيئة الطبيعية مثل الخشب والمطاط والزجاج، وتبلغ مساحة الأرض المزمع إقامة المسكن عليها 325 متراً مربعاً في حين تبلغ مساحة البناء التقريبية 260 متراً مربعاً.

ويشار إلى أن هذا المسكن المبتكر قٌدَم ضمن تصاميم لجائزة مسابقة تصميم المسكن السعودي الحديث التي تنظمها الهيئة العليا لتطوير الرياض ضمن ندوة الإسكان الثانية التي افتتحت الأحد الماضي برعاية الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير الرياض رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.