استفتاء الأمم المتحدة الورقة الأخيرة بعد فشل مفاوضات إعادة توحيد قبرص

أنقرة قبلت خطة أنان وأثينا ودنكطاش رفضاها في «ماراثون» سويسرا الذي استمر 9 أيام

TT

اصبح مصير جزيرة قبرص بين ايدي الناخبين في شطري الجزيرة الذين سيعبرون في استفتاء في الرابع والعشرين من الشهر الحالي عن موقفهم من خطة لإعادة توحيدها اعدتها الامم المتحدة لكن العملية التي وافقت عليها تركيا لم تلق دعم اليونان.

فبعد مفاوضات استمرت تسعة ايام في جلسات مغلقة في مجمع بورغنشتوك الفندقي في وسط سويسرا بين الاطراف الاربعة المعنية (تركيا واليونان والمجموعتان القبرصيتان التركية واليونانية)، اعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ليل الاربعاء ـ الخميس ان الخطة ستطرح على التصويت في الاستفتاء المذكور.

ورغم ترحيب أنقرة بالخطة ذكرت وكالة الانباء القبرصية التركية ان الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش رفض امس صيغتها النهائية قائلا انها «غير مناسبة» على الرغم من ادخال عدد من التعديلات عليها تصب في مصلحة مجموعته.

وقال دنكطاش، بعدما دعت الامم المتحدة الى تنظيم الاستفتاء،: «لا اريد ان اكون ظالما وعليه فسأعترف بأنه حدثت تعديلات لصالحنا. لكن بصيغتها الحالية لا ارى شيئا يدفعني الى التصويت بنعم عليها». وحذر من تنظيم استفتاء بدون موافقة الحكومات على خطة السلام. وقال: «عرض خطة لم يوافق عليها اي من الطرفين للتصويت يعني استئناف الخلافات».

وفي الساعات الاخيرة للمحادثات في بورغنشتوك رحبت تركيا بالخطة لكن الجانب اليوناني رفضها قائلا انها «تميل لمصلحة الجانب التركي». ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ضمنا سكان قبرص الى الموافقة عليها قائلا ان بلاده تأمل ان «تؤدي عملية اعادة توحيد الجزيرة الى نتيجة». وقد حصلت تركيا على «الضمانات» التي طلبتها من الاتحاد الاوروبي المرتبطة بالاستثناءات من مبدأ حرية التنقل. ويخشى القبارصة الاتراك تدفق القبارصة اليونانيين الاكثر عددا (625 الف قبرصي يوناني مقابل 200 الف قبرصي تركي) الى مناطقهم في حال اعادة توحيد الجزيرة.

وبعد ثلاثين عاما من التقسيم، يفترض ان يعبر الآن القبارصة اليونانيون في جنوب الجزيرة، والقبارصة الاتراك في شمالها، عن آرائهم في الخطة التي تقضي بإقامة اتحاد فيدرالي على النمط السويسري وتقليص حجم القوات اليونانية والتركية في الجزيرة. كما تنص على المساواة السياسية بين المجموعتين القبرصيتين. ويفترض ان تسمح هذه الخطة لقبرص بالانضمام الى الاتحاد الاوروبي بصفتها كيانا موحدا بعد ثلاثين عاما من تقسيمها. وفي حال فشلها، سينضم الجانب القبرصي اليوناني منفردا الى الاتحاد ويبقى القبارصة الاتراك خارجه.

لكن الامم المتحدة لم يعد لديها اكثر من ثلاثة اسابيع لإقناع القبارصة بدعم هذه الخطة التي تمت مراجعتها اربع مرات منذ نشرها للمرة الاولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2002. وأفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه قبل اختتام المحادثات ان 74% من القبارصة اليونانيين سيصوتون ضدها و22% ما زالوا مترددين و4% سيؤيدونها.

وقال انان، متوجها الى قادة المجموعتين القبرصيتين، ان «فرصا كثيرة فوتت في الماضي، ومن اجل خير شعبكم اطلب منكم عدم ارتكاب الاخطاء نفسها». واعترف الفارو دي سوتو، مبعوث انان لقبرص، بأن الحصول على موافقة القبارصة على الخطة «معركة غير متكافئة لأن الامين العام للهيئة الدولية لم يتمكن من الحصول على دعم كل المفاوضين لها». ومن جهته قال رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كرامنليس: «كان من المستحيل مع الاسف التوصل الى اتفاق. بات على شعب قبرص وقادته السياسيين اتخاذ قرار نهائي».

وفي ستراسبورغ (فرنسا) أشادت المفوضية الاوروبية امس بتركيا وحثت اليونان والرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس على ممارسة قيادتهما بعد فشل المحادثات. وقال غونتر فرهويغن، مفوض توسعة الاتحاد الاوروبي،إن المفاوضات لم تفشل، وناشد «جميع القبارصة تأييد خطة انان». وأضاف: «اقتربنا كثيرا من تحقيق هذا الهدف. هذه العملية لم تفشل بكل تأكيد». وفي بيان من شأنه دعم مساعي تركيا لبدء محادثات انضمامها للاتحاد الاوروبي العام المقبل قال فرهويغن: «ادت تركيا دورا ايجابيا ومتعاونا في المفاوضات. أريد أن اقول هذا بكل وضوح».

ومن المقرر أن تعلن اللجنة التنفيذية للاتحاد الاوروبي في أكتوبر (تشرين الاول) ما ان كانت تركيا قد استوفت المعايير السياسية لبدء مفاوضات الانضمام. وقال زعماء الاتحاد ان تعاون أنقرة النشط في تسوية قبرص «سيدعم طموحاتها» عندما يتخذون قرارهم في ديسمبر (كانون الاول) المقبل بشأن بدء محادثات الانضمام.