فشل محاولة أخرى لاعتقال رادوفان كارادجيتش أهم المتهمين بارتكاب جرائم حرب في البوسنة

TT

من جديد فشلت قوة حلف شمال الاطلسي لاحلال الاستقرار «سفور» امس، في اعتقال رادوفان كارادجيتش اهم المتهمين بارتكاب جرائم حرب في يوغوسلافيا السابقة، والمطارد منذ عام 1997.

وكثفت قوات حفظ السلام بالبوسنة في الاشهر الاخيرة جهودها للبحث عن كارادجيتش الذي تريد محكمة جرائم الحرب التابعة للامم المتحدة في لاهاي اعتقاله بتهمتين تتصلان بالابادة الجماعية للمسلمين في حرب البوسنة التي دارت من عام 1992 الى 1995.

وقال المتحدث باسم القوة ديف ساليفان: «قمنا بعملية دولية في بالي لاعتقال رادوفان كارادجيتش لكننا لم نعثر عليه»، موضحا ان مدنيين جرحا في العملية. وقد دخل نحو اربعين من الجنود من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وسلوفينيا من قوة الحلف الاطلسي تساندهم مروحيات، فجر أمس مدينة بالي قرب العاصمة البوسنية سراييفو، حيث قاموا بتفتيش كنيسة ارثوذكسية ومبان تابعة لها ومنزل الكاهن في وسط المدينة.

واوضح المتحدث: رغم كل الاجراءات التي اتخذت للحد من المخاطر، جرح مدنيان كانا داخل المنزل عندما قامت القوة بتفجير ابوابه بعبوات ناسفة. واضاف ان الجريحين نقلا الى المستشفى على الفور لكنه رفض ان يذكر اي تفاصيل عن حالتهما، لكن متحدثة باسم مستشفى في توزلا قالت انهما «في حالة حرجة».

وقالت وكالة الانباء الصربية «تانيوغ» ان الجريحين هما الكاهن يريميا ستاروفلا وابنه الذي يبلغ من العمر 28 عاما. وقال شهود عيان ان مروحية تابعة لقوة الحلف الاطلسي حطت فجر امس في حديقة الكنيسة بينما وصلت قوات برية بحافلتين صغيرتين وشاحنة مدنية وبعد قليل، سمع دوي انفجارات قوية بينما كان الجنود يطوقون الكنيسة.

وقالت جيريميا ستاروفلا زوجة القس المصاب ان زوجها وابنها أصيبا عندما داهمت القوات منزل الاسرة المجاور للكنيسة. وأضافت: «استيقظنا على أصوات الرصاص. داهم الجنود المنزل وأخذوهما الى غرفة أخرى. صوب جندي بندقية الى رأسي. سمعت زوجي يستغيث ولكني لم أتمكن من فعل شيء».

وسمع دوي طلقات النيران وانفجار وحلقت اربع طائرات هليكوبتر على الاقل تابعة لحلف الاطلسي فوق وسط البلدة الواقعة في الجبال القريبة من سراييفو. وبعد الاخفاق في اعتقال كارادجيتش خلال حملة في بالي في يناير (كانون الثاني) اعتقلت القوات ثلاثة من المشتبه في عضويتهم في ما يطلق عليها اسم «شبكة دعم كارادجيتش» خلال الثلاثة أشهر الماضية، ولكنها أفرجت عنهم بعد استجوابهم. وقالت قوة احلال الاستقرار وقتها ان كارادجيتش المريض توجه الى المدينة بحثا عن مساعدة طبية. ونفذت عمليات اخرى، خصوصا في اغسطس (آب) 2003 ويوليو (تموز) 2002 في بالي للقضاء على شبكات تدعمه.

يذكر ان محكمة الجزاء الدولية وجهت الى كارادجيتش، 58 عاما، عام 1995 التهم بارتكاب عمليات ابادة وجرائم حرب وجرائم ضد البشرية. وتتهمه المحكمة بدور في قتل اكثر من سبعة آلاف مسلم بعد سقوط مدينة سريبرينيتسا في يوليو1995.

وقالت المدعية العامة لمحكمة الجزاء الدولية كارلا ديل بونتي ان الحلف الاطلسي «كاد ان يعتقله لكنه فشل في اللحظة الاخيرة». واضافت ان «كارادجيتش كان هناك لساعات، الا ان قوة احلال الاستقرار وصلت متأخرة ساعتين». وشنت القوة في 28 فبراير(شباط) والاول من مارس (آذار) 2002 عملية جديدة في محاولة لاعتقاله، باءت بالفشل.

وكان كارادجيتش قد تعهد في 19 يوليو 1996 تحت ضغط الاسرة الدولية بوقف كل نشاطاته العامة لكنه واصل سرا اداء دور حتى انتصار خصومه المعتدلين في الانتخابات التشريعية في 1997. واعلن كارادجيتش في ذلك العام انه مستعد للمثول امام محكمة صربية باشراف محكمة الجزاء الدولية، لكنه اختفى من مقر اقامته في بالي بعيد هذا الاعلان.

ومنذ ذلك الحين تروج اشاعات متضاربة عن مكان وجوده من حين لآخر، مما يسهم في التشويش على عملية مطاردته. وقد تحدثت صحف البوسنة وكرواتيا عن وجوده في فوتشا وفيسيغراد والجبل الأسود وبلغراد، بينما ذكرت صحيفة بوسنية في سبتمبر (ايلول) 2000 انه شوهد في واحدة من ضواحي سراييفو. وتحدثت كارلا ديل بونتي في فبراير الماضي عن وجوده في بلغراد وهي معلومات نفتها السلطات الصربية وانتقدتها. وفي الاطار نفسه، جمدت الاسرة الدولية الحسابات المصرفية لعشرات الاشخاص، بينهم شقيقه وابنه وابنته وزوجته التي زعمت في حديث لصحيفة «يوتارني ليست» الكرواتية في يناير الماضي انها لم تتلق اي معلومات عن زوجها منذ سنتين. وقالت: «الذين يراقبوننا بشكل متواصل يعرفون جيدا انني لم اجر اي اتصالات مع رادوفان منذ اكثر من عامين».