بريمر يتوعد: هجوم الفلوجة لن يمر من دون عقاب

سكان بغداد يشعرون بالاشمئزاز والصدمة من قتل المقاولين الأميركيين والتمثيل بجثتي اثنين منهم

TT

ندد الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر بقوة امس بالهجوم على اربعة مدنيين اميركيين متعاقدين مع قوات التحالف والتمثيل بجثثهم في الفلوجة غرب بغداد اول من امس ووصفه بانه عمل وحشي، مؤكدا انه «لن يمر من دون عقاب».

وقال بريمر، في كلمة مقتضبة وجهها في حفل تخريج لمجموعة من ضباط الشرطة في أكاديمية الشرطة ببغداد، «أحداث اول من أمس في الفلوجة تعد مثالا صارخا على الصراع الدائر بين الكرامة الانسانية والوحشية». وأضاف «الممارسات التي شاهدناها مثيرة للاشمئزاز ولا تغتفر. انها تنتهك معتقدات كل الاديان بما في ذلك الاسلام وكذلك أسس المجتمع المدني... لن يمر موتهم من دون عقاب». وتعرض الاميركيون للهجوم أثناء تنقلهم في المدينة في سيارتين. وبعد اشتعال النيران في السيارتين هللت مجموعة من العراقيين في الوقت الذي كانت تحترق فيه جثث الاربعة ثم سحبوها في الشوارع. وركل البعض وداسوا الجثث المحترقة في حين سكب اخرون عليها الوقود. وعلقت جثتان قطعت أعضاء بعضهما تحت جسر في وسط البلدة.

وقال بريمر، الذي تبقى أمامه أقل من ثلاثة أشهر قبل تسليم السلطة الى حكومة عراقية انتقالية ومغادرة البلاد، «الجبناء الوحوش الذين قاموا بهذا التصرف أمس يمثلون أسوأ ما في المجتمع»، واضاف مخاطبا ضباط الشرطة «انتم تمثلون العراق الاخر الاكبر والافضل».

وأردف قائلا «أنتم اسمى من تلك الذئاب البشرية التي دنست شوارع الفلوجة وقتلة عاشوراء الذين شوهوا شوارع كربلاء وبغداد بدماء الابرياء» مشيرا الى سلسلة من التفجيرات الانتحارية في الشهر الماضي أسفرت عن سقوط أكثر من 180 قتيلا خلال ذكرى عاشوراء. وقال «انتم وزملاؤكم الرد الواضح على الهمجيين المخزين في الفلوجة وكربلاء والنجف وبغداد».

واكد بريمر ان حادثة الفلوجة لن تثني قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة عن أداء واجبها وقال انها «لن تزعزع عملية التوصل الى الاستقرار والديمقراطية في العراق». ودانت فرنسا «الاعمال الوحشية» التي تعرض لها المدنيون الاميركيون في الفلوجة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ان «مثل هذه الاعمال تثبت مدى اهمية وقف دوامة العنف في هذا البلد ومضاعفة الجهود لضمان نجاح العميلة السياسية».

الى ذلك اعرب عدد من سكان العاصمة العراقية بغداد امس عن اشمئزازهم وصدمتهم من قيام حشد غاضب بالتمثيل بجثتي مقاولين مدنيين يعملان للتحالف في مدينة الفلوجة اول من امس، مؤكدين ان هذا العمل «يخالف تعاليم الدين الاسلامي ولا يمت الى المقاومة بشيء». وقال اسعد جاسم «لقد صدمت لهول ما حدث وحزنت لما رأيت من مشاهد عنف وتمثيل بجثث اناس موتى كان يفترض دفنهم لا تقطيعهم». واضاف جاسم، 33 عاما، الذي يعمل معلما في احدى المدارس الابتدائية «انا اشعر بالخجل من هذا واعتقد ان الذين فعلوا ذلك سيندمون في قرارة انفسهم لما فعلوه لان اولئك بشر مثلنا لهم اهل وعوائل واطفال ولان ما قاموا به يتناقض مع تعاليم الدين الاسلامي الحنيف». وتابع «فليتخيل هؤلاء الناس كيف سيكون حال اهل هؤلاء وهم يرون فلذات اكبادهم تقطع بهذه الصورة وبهذه الطريقة البشعة من اناس مسلمين ولنتخيل كيف سينظر اولئك الى الاسلام والمسلمين بعد هذا».

وقال سليمان خلف ان «ما حصل يصعب وصفه وسيسيء الى صورة العراقيين لسنين طويلة مع الاخذ في الاعتبار ان الذين فعلوا ذلك لا يمثلون الا انفسهم وهم فئة قليلة لا تعبر عن حقيقة الشعب العراقي».

واوضح خلف، 28 عاما، وهو يقف امام سيارته في ازدحام شارع الرشيد وسط بغداد ان «عملية التمثيل بالميت حرام ولا يقبلها احد لا في الدين الاسلامي ولا في الدين المسيحي ولا في الدين اليهودي. هكذا تعلمنا من القرآن وهكذا علمنا اباؤنا منذ نعومة اظفارنا، انها عملية قذرة منافية لكل الاعراف والتعاليم السماوية». واضاف «رغم ان المقاومة عملية مشروعة الا ان ما حصل لم يكن يمت للمقاومة بشيء لا من قريب ولا من بعيد».

ومن جانبه، تساءل حمد الفهداوي، 45 عاما، الذي يعمل مصورا ان «الله خلق الانسان في أحسن صورة فكيف بأنسان ان يتجرأ ويفعل هذا بالصورة التي خلقها الله». واضاف «آمل ان لا يتكرر ما حصل وآمل ان يأخذ الجميع عبرة مما حصل والا يكون هذا العمل سببا في تردد مجيء الشركات العالمية والمساهمة في عملية اعادة الاعمار لاننا بأمس الحاجة الى خبراتهم من اي وقت مضى بعد حصار دام 13 عاما».

وقال خليل العزاوي ان «ماحصل فيه اساءة كبيرة للعراق والعراقيين بالذات قبل ان تكون للناس الذين قاموا بهذا العمل الفظيع الوحشي».

واضاف العزاوي، 45 عاما، الذي يعمل في احدى الصحف العراقية ان «شبكات التلفزيون ستسخر هذه المشاهد البشعة لتبين للعالم ان العراقي رجل اجرامي وباستطاعته فعل كل شيء على عكس حقيقة العراقيين الذين يحبون ان يتعايشوا بسلام مع كافة دول العالم».