بريمر: «الحسم اليقظ» في الفلوجة تأكيد على جدية قوات التحالف

مقتل 7 جنود أميركيين في بغداد والرمادي ونجاة آمر شرطة في الموصل من محاولة اغتيال

TT

اندلع قتال وصف بأنه «شرس» بين قوات أميركية ومسلحين عراقيين عند أطراف الفلوجة امس اعتبره بول بريمر الحاكم المدني الأميركي تأكيدا على جدية قوات التحالف في مواجهة الخارجين عن القانون في حين وصفته هيئة علماء المسلمين بأنه «وصمة عار على جبين قوات التحالف»، وذلك بينما اعلنت مصادر عسكرية اميركية عن مقتل اربعة جنود أميركيين في الرمادي وثلاثة آخرين في بغداد.

وقال شهود عيان يقفون على أسطح منازل انه كان بامكانهم رؤية الاشتباكات الجارية على الطريق السريع شمال الفلوجة وسماع دوي اصوات متفجرات ونيران اسلحة ثقيلة في شتى انحاء البلدة. وأفادت تقارير بوقوع اشتباكات في المنطقة الصناعية في المدينة ايضا.

وأغلقت متاجر المدينة، كما أغلقت قوات مشاة البحرية الأميركية البلدة وفرضت حظر التجول في اطار عملية كبرى للقضاء على مرتكبي الهجمات دعيت بـ«الحسم اليقظ»، بعد مقتل اربعة أميركيين الاسبوع الماضي والتمثيل بجثث اثنين منهم. وقال بول بريمر الحاكم المدني الأميركي في العراق في مقابلة مع تلفزيون «ان. بي. سي» «لقد لقي الهجوم على الأميركيين (الاسبوع الماضي) استهجانا عالميا».

وردا على سؤال حول العملية العسكرية في الفلوجة قال بريمر «لقد قلت في ذلك الوقت اننا لن نتساهل مع تلك الهجمات والجيش يريهم الآن اننا جادون».

وقال عسكريون أميركيون ان العملية ستستمر عدة ايام. وقال شاهد عيان عراقي في وقت سابق ان عدة اشخاص قتلوا وجرح آخرون عندما هاجمت القوات الأميركية المدينة التي تسكنها غالبية من المسلمين السنة.

واكد بريمر كذلك ان معظم العراقيين يؤيدون الاهداف الأميركية في العراق.

وقال «اصدقاؤنا في العراق يشكلون 90 في المائة من الشعب العراقي الذين يشاطروننا رؤيتنا بشأن العراق». وأوضح بريمر ان «الانتفاضة الشيعية كما تسمونها ليست انتفاضة (..) بل هي ميليشيا غير شرعية تديرها مجموعة من الخارجين عن القانون الذين هاجموا اولا وقبل كل شيء العراقيين (..) وقوات التحالف والأميركيين. وسنعالج امرهم».

وردا على سؤال حول الحاجة الى نشر المزيد من القوات الأميركية في العراق رفض بريمر اعطاء جواب محدد الا انه قال «انني اترك مسألة تعداد القوات الى المتخصصين مثل الجنرال جون أبي زيد».

واعتبرت هيئة علماء المسلمين في العراق في بيان وزع امس ان ما يجري في العراق من عمليات عسكرية ضد المدنيين في المدن السنية والشيعية هو «وصمة عار» في جبين قوات التحالف.

وقالت الهيئة ان «ما يجري الآن في بغداد في الاعظمية والكاظمية ومدينة الثورة والشعلة والنجف الأشرف وفي الفلوجة وفي مدن عراقية اخرى من استهداف المدنيين من أبناء وطننا وحصارهم بالدبابات وقذفهم بحمم الطائرات لهو وصمة عار على قوات الاحتلال».

وطالبت الهيئة قوات الائتلاف بأن «تكف يدها عن أبناء وطننا في هذه المدن كافة». ودعت دول العالم والدول العربية منها خصوصا الى «ادانة الاعمال العدوانية للأميركيين والوقوف جنبا الى جنب مع الشعب العراقي في محنته».

كما دعت الهيئة الأخضر الابراهيمي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ان «يكون له موقف واضح من هذه الاحداث الجسام ولا سيما وقد ساقه القدر الالهي ليكون شاهدا عليها».

واعلن الجيش الأميركي في بيان اصدره امس ان اربعة من جنود مشاة البحرية الأميركية (المارينز) قتلوا خلال عملية عسكرية في محافظة الأنبار. وقال الجيش الأميركي في بيان ان «اربعة عناصر في المارينز قتلوا نتيجة اعمال صادرة عن العدو في محافظة الأنبار في 5 أبريل (نيسان)، اثناء قيامهم بعمليات أمنية لاعادة الاستقرار». واضاف البيان ان «نشر معلومات اضافية عن هذه الوقائع قد يعرض الجنود لاخطار اكبر»، من دون ان يوضح ظروف مقتل الجنود الاربعة. واعلن متحدث عسكري أميركي امس ان ثلاثة جنود أميركيين قتلوا في هجمات منفصلة في منطقة بغداد.

واكد آمر قوة حماية منشآت الموصل العقيد الركن معتز عادل امس انه نجا من محاولة اغتيال تعرض لها عندما كان في طريقه لحضور اجتماع في جنوب الموصل. وقال عادل «كنت في طريقي لحضور اجتماع حول قوة حماية المنشآت في منطقة القيارة عندما اعترضتنا ثلاث سيارات على متنها مجهولون قاموا بفتح النار علينا مما ادى الى اصابة احد حراسي الشخصيين بجروح». واضاف «قمنا بدورنا بفتح النار عليهم لكنهم لاذوا بالفرار». واوضح عادل «كنا في طريقنا الى السيارة للتباحث حول امور قوة حماية المنشآت».

واكد مسؤول في الشرطة العراقية في بعقوبة ان عراقيا يعمل مترجما لدى القوات الأميركية قتل امس برصاص اطلقه مجهولان ولاذا بالفرار. وقال الضابط أحمد علي ان «مجهولين فتحا النار على المترجم لؤي مجيد رشيد، 25 عاما، في ساحة البرتقالة في وسط بعقوبة ولاذا بالفرار وسط ذهول حشد من الناس الذين كانوا في المكان». واضاف ان «الهوية التي يحملها تثبت انه يعمل مترجما مع القوات الأميركية». وأوضح ان «عملية القتل حصلت صباحا والجثة نقلت الى مستشفى بعقوبة العام».