رجل دين عراقي يتوقع اعتقال مقتدى الصدر وإنهاء حركته بالقوة

TT

اعتبر اياد جمال الدين، الشخصية الدينية والسياسية الشيعية المستقلة، ان اسباب ما يحدث حاليا في العراق تعود الى «الفراغ السياسي» الحاصل في العراق، منبهاً الى ان «تيار الصدر صار حقيقة موجودة في الشارع وعلينا الا نغفلها»، وتوقع ان تلقي قوات التحالف القبض على متقدى الصدر في اطار قضية مقتل عبد المجيد الخوئي منذ عام.

واستبعد جمال الدين في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد ان يكون هناك تنسيق بين احداث الفلوجة الاخيرة وبين احداث بغداد والجنوب وانفجار التيار الصدري. لكنه لم يستبعد ان يكون هناك دعم ايراني او غير ايراني لهذا التيار.

* ما هو تفسيركم لما يحدث حاليا في العراق؟

ـ ما يحدث الآن هو نتيجة الفراغ السياسي في العراق.

* كل هذا العدد الكبير من الاحزاب والحركات والشخصيات السياسية العاملة في العراق وتتحدث عن فراغ سياسي؟

ـ نعم هناك فراغ في السلطة السياسية العراقية، وليس هناك خطاب سياسي موحد يمكن ان يجمع الناس حوله.

في البداية قلنا ان التيار الصدري موجود ويجب احتواؤه ويجب ان يكون ضمن اللعبة السياسية. يعني لا يمكن اغفاله ابدا. وليس من الطبيعي ان يكون هناك اشخاص لا يمثلون الا انفسهم في مجلس الحكم، بينما تيار يمثل ملايين الناس يغيب بالكامل.

* هل تعتقد ان تيار الصدر يمثل بالفعل ملايين الناس؟

ـ بلا شك اذا اخذنا مدينة الثورة (الصدر) وحدها فان تعداد الناس فيها يزيد على مليوني شخص، ولو انه ليس كل اهالي الثورة يتبعون تيار الصدر.

* هل هم اتباع مقتدى ام اتباع والده؟

ـ بلا شك هم اتباع والده لأن مقتدى ليس مرجعا دينيا أو مجتهداً، لكنهم أتباع والده يتبعونه وهو رمزهم والمحرك والقائد. وهذه مسألة حقيقية وموجودة على الارض وفي ساعات قلائل استطاع أتباعه السيطرة على مدن من جنوب بغداد حتى البصرة في وقت واحد. وليس هناك حزب او حركة سياسية عراقية تستطيع ان تفعل ذلك نهائيا. اذن لا يمكن تغييب مثل هذا التيار، بينما هناك احزاب في مجلس الحكم، عدد قيادة كل واحد منها وقاعدته لا يتجاوز الثلاثين شخصا.

* هل كان يجب تمثيل تيار الصدر في مجلس الحكم؟

ـ اذا اردنا ان يكون التمثيل متوازناً. نعم، كان يجب ان يكون لهم تمثيل في المجلس. التيار الصدري هو ليس تيار المرجعية وليس من الصحيح استثناؤه من المعادلة، اما قضية استشهاد السيد عبد المجيد الخوئي فهي قضية ثانية، ومسألة التأزم والاحتقان سابقة لإثارة هذا الملف قضائيا.

* تيار استهل وجوده في الساحة العراقية بقتل شخصيات دينية وسياسية معارضة بعد يوم من اسقاط نظام صدام، كيف يمكن النظر اليه كحركة سياسية؟

ـ اعطني تيارا من التيارات السياسية مبدأ من كل عيب، هناك في مجلس الحكم من تعاون واستجدى واستعان بصدام حسين على اخوانهم، هناك ملفات يجب ان تعالج بجانبيها القانوني والسياسي ولا يمكن ان يستغني السياسي عن القانوني، ولا يمكن ان يستثنى تيار كامل من اجل حادثة واحدة. تيار موجود على الارض يجب ان تفتح معه حوارا. حتى الآن لم يجر اي حوار مع تيار الصدر لا من مجلس الحكم ولا من سلطة التحالف.

* هل تعتقد أن اثارة موضوع مقتل الخوئي قضائيا في هذا الوقت بالذات جاءت في الوقت الخطأ ام بتوقيت مقصود؟

ـ الملف القضائي حول مقتل السيد الخوئي حسب علمي كان معدا منذ ستة اشهر، ولكنه كان جامدا. تحريكه الآن جاء حسب اعتقادي بسبب الاشارة الى الصلة بين مقتدى الصدر و«حزب الله»، ربما هذا ما اثار حفيظة سلطة التحالف. وبالمناسبة هنالك خلية عمل في سلطة التحالف تراقب عمل وتحركات وتصريحات مقتدى الصدر، كل كلمة يقولها او تنشر في الصحافة، يعني هنالك حذر في التفكير بما يقوم به الصدر، لذلك وصلت الامور الى ما هي عليه الآن من وضع مؤسف ومحزن لأن هناك دماء بريئة تسيل.

* ما نشاهده على شاشات الفضائيات من صور، تُظهر وجود اطفال وفتيان مجندين في تيار الصدر، أي تيار هذا؟

ـ نعم وكل ما اخشاه ان ينظر الى هذا التيار وحده باعتباره ممثل الشيعة كلهم. هذا التيار ليس الممثل الوحيد للشيعة في العراق، هناك السيد السيستاني وقيادات دينية اخرى وتيارات واحزاب سياسية، وهو ليس وحده في الساحة.

* بماذا تفسر سكوت الاحزاب والشخصيات الشيعية عما يحدث اليوم؟

ـ نتيجة الوضع الملتهب والمضطرب لا يمكن ان يكون اي صوت مسموعا الآن، صوت النبرة العالية والتحريض والرصاص والمدافع هو الصوت المسموع.

* اذا اصدرت المرجعية فتوى بالهدوء والعودة الى البيوت، فهل سيوجد من يخالفها؟

ـ اصدر السيد السيستاني امس (اول من امس) بيانا بالتزام الهدوء وعدم مقاتلة الحلفاء حتى ولو بدأوا باطلاق النار، وهذا له تأثير في التهدئة. ولكن في حالات الاضطراب والانفلات الامني لا يمكن للصوت السياسي ان يسمع. فالصوت التحريضي والأعلى نبرة يكون هو المسموع. اخشى ما اخشاه ان تؤول قيادة الشيعة لهذا التيار وحده على حساب سائر التيارات الاخرى، ذلك ان تيار الصدر ليس هو الوحيد وليس هو التيار القيادي.

* هل تعتقد ان هناك علاقة بين حركة مقتدى الصدر وما حدث في مدينة الفلوجة؟ وهل هناك دعم اجنبي للصدر؟

ـ هناك تزامن، ولكن هل يوجد تنسيق بينهما. لا اعلم. وأستبعد ان يكون هناك تنسيق بين احداث الفلوجة وتيار الصدر. ثم ان تيار الصدر ليس ميليشيا او حزباً منظماً. ومثل هذا التيار الشعبي يسهل احتواؤه، كما ان الانفلات الامني والحدود المفتوحة مع ايران وغيرها من الدول يمكن ان تزج الكثير من المنتفعين في هذا الانفلات.

* ماذا تتوقع أن تكون النتائج؟

ـ اتوقع ان يقمع هذا التحرك بشدة. وسوف يعود كل شيء الى وضعه، ولكن على حساب الدماء الكثيرة التي ستراق وهذا مؤسف جدا.

* هل تعتقد انه سيتم القاء القبض على مقتدى الصدر؟

ـ اتوقع ذلك.

* وهل تتوقع ان تؤدي حركة هذا التيار الى اقتتال داخلي، شيعي ـ شيعي مثلا، او سني ـ شيعي؟

ـ لا اعتقد ذلك.