وزارة الدفاع الأميركية تبحث تعزيز قواتها في العراق

TT

يعكف قادة عسكريون اميركيون في العراق على دراسة امكانية الاستعانة بتعزيزات عسكرية اميركية اضافية في حال تدهورت الاوضاع في البلاد بعد المواجهات الاخيرة بين ميليشيات مؤيدة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر وقوات التحالف في مناطق عديدة من البلاد. تزامن ذلك مع اعلان وزارة الدفاع (البنتاغون) انها تدرس امكانية ارسال قوات اضافية الى العراق لكنها اشارت في الوقت نفسه الى عدم الحاجة الى قوات اضافية حاليا.

وقال مسؤول كبير في القيادة الاميركية الوسطى، طلب عدم كشف هويته، «نعترف باحتمال حدوث مزيد من التظاهرات وأعمال العنف لذلك طلبنا من مسؤولينا النظر في القوات المتوافرة واحتمال نشرها بسرعة».

وأضاف «لا نعتقد اننا سنحتاج الى قوات اضافية ولدينا عدد كاف من الجنود للقيام بهذه المهمة». وأوضح ان احتمال نشر تعزيزات مطروح لأسباب تتعلق بالتخطيط.

وأكد المسؤول نفسه، الذي كان يتحدث في مقر القيادة الوسطى في تامبا (فلوريدا)، ان المواجهات التي جرت في نهاية الاسبوع بين القوات الاميركية وميليشيا الصدر وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى تشكل في نظرنا بداية حرب اهلية.

وكانت شبكة التلفزيون الاميركية «سي.إن.إن» قد ذكرت الاثنين الماضي ان الجنرال جون ابي زيد المسؤول عن العمليات العسكرية في العراق طلب من القيادة الوسطى ان تحدد خلال 48 ساعة الخيارات العسكرية الممكنة في حال تدهور الوضع في العراق.

وقال المسؤول في القيادة الوسطى الذي طلب عدم كشف هويته «نراجع باستمرار احتياجاتنا والجنرال ابي زيد مجبر في هذا الاطار على دراسة اسوأ السيناريوهات».

وسيشكل قرار ارسال قوات اضافية الى العراق، في حال اتخاذه، نكسة كبيرة لادارة الرئيس جورج بوش الذي يؤكد منذ اعلانه انتهاء العمليات العسكرية الاساسية في العراق في الاول من مايو (أيار) الماضي، ان عدد العسكريين الاميركيين كاف لضمان استقرار العراق. ووصل الى العراق اخيرا اكثر من 15 الف جندي اميركي في عملية استبدال للقوات المرابطة فيه والتي يقدر عددها بـ134 الفا من اصل 155 الفا هو مجمل عديد قوات التحالف. ووصف ضابط اميركي كبير عدد القوات في العراق بأنه كاف واستبعد امكانية ارسال مزيد من القوات، مشيرا الى ان عددها الآن هو اعلى بكثير عما كانت عليه قبل اشهر. وقال عدد من الخبراء في شؤون الدفاع انه من المبكر جدا تقدير حجم التهديد الذي تشكله ميليشيا مقتدى الصدر الشيعية، مما يجعل الحديث عن احتمال ان تقرر ادارة بوش ارسال تعزيزات عسكرية سابقا لأوانه. واضافوا ان «الميليشيا التابعة للصدر ستحاول ان تصبح اقوى واكثر نفوذا مع اقتراب موعد نقل السلطة الى العراقيين في 30 يونيو(حزيران) المقبل».

ورفض هؤلاء الخبراء الحديث عن «تمرد شيعي» ووصفوا ذلك انه عصيان لمجموعة محدودة جدا من الشيعة الذين يمثلون ستين في المائة من سكان العراق. وقدر الخبراء عدد افراد قوات (جيش المهدي) الذي يستند اليه الصدر بنحو 3 آلاف وان هناك نحو 10 آلاف شخص شاركوا في الاحتجاجات الاخيرة التي تطورت الى اشتباكات مسلحة وفق هؤلاء الخبراء والتي راح ضحيتها العشرات من الجانبين.

* خدمة لوس انجليس ـ «الشرق الأوسط»