الصدر يرفض دعوة الحوزة إلى التهدئة ومساعدوه يتعهدون باستمرار المواجهات

أنهى اعتصامه في الكوفة وانتقل إلى النجف ويهاجم «الشرير الأعظم بوش» ويسأل عن الفرق بينه وبين «الهدام» صدام

TT

رفض مقتدى الصدر الزعيم الديني الشيعي الذي تلاحقه قوات التحالف بتهمة التورط باغتيال عالم دين العام الماضي، الدعوات الى التهدئة وقرر الانتقال الى ضريح الامام علي بن ابي طالب في النجف بدلا من مسجد الكوفة الذي كان يعتصم فيه لتوفر حماية اكبر.

وقال بيان للحوزة العلمية الشيعية في النجف وقعه «لفيف من علماء الحوزة» وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه امس، ان الصدر رفض استقبال وفد الحوزة «المكون من العلماء الاعلام ووجهاء العشائر»، وجدد البيان مطالبة الصدر بتلبية طلب المرجع الاعلى آية الله علي السيستاني وبقية مراجع النجف «بالكف عن اللجوء الى العنف واحترام النظام العام بانهاء احتلال مؤسسات الدولة والمدن ومراكز الشرطة والعتبات المقدسة... وعدم حمل السلاح في الشوارع ونبذ كل ما من شأنه زيادة التوتر واراقة الدماء وعدم تعريض المؤمنين انفسهم واهليهم وممتلكاتهم للخطر بسبب اغلاق صحيفة او ما لحقه من أمور نأسف لوقوعها». واضاف البيان ان الحوزة ستواصل السعي الى «تهدئة الامور والمطالبة بالحقوق المشروعة بالحوار والطرق السلمية السليمة».

وفي وقت سابق قال احد مساعدي محمد بحر العلوم عضو مجلس الحكم العراقي ان اية الله علي السيستاني أيد نداء الحوزة العراقية. واضاف ان الحوزة مجمعة على هذا وطلبت من الصدر الكف عن اللجوء الى العنف واحتلال المباني العامة وغير ذلك من الافعال التي تجعله خارجا على القانون. ومضى قائلا ان الصدر يصر على مواصلة هذا النهج الذي يمكن ان يدمر البلاد.

وقال الصدر في بيان تمت تلاوته خلال مؤتمر صحافي امس «اخذت على نفسي ان لا اريق دما غير دمي لاجل مقدسات ومراجع شعب العراق العزيز لذلك قررت انهاء اعتصامي» (في مسجد الكوفة). واضاف «كنت قد قررت سابقا الاعتصام في مسجد الكوفة ولامر سلمي يجب ان لا يشكك في ذلك على الاطلاق، الا انني خشيت ان تنتهك حرمة المسجد المعظم من قبل اراذل الناس فهم لا يتورعون عن مثل هذه الافعال». وتابع «قد كنت ما ازال سائرا على هذه الطريق الا ان المحتل الكافر اعتدى على اخوتي المتظاهرين والمعتصمين المدنيين بابشع الطرق التي لم تجعل لأي شيء حرمة على الاطلاق». واضاف «بعد ان اعتدى المحتل على شعبنا العزيز فلا يمكن ولا يصح السكوت او القبول بهذا». ودعا الصدر «الشعوب الاوروبية والاميركية التي شاركت بجيوشها في احتلال شعبنا المظلوم الى ان يكونوا السبب الاول والاخير لانسحاب جيوشهم من بلدنا ورفع المظالم عنها». وقال الصدر «اوجه كلامي الى الشرير الاعظم (الرئيس الاميركي جورج) بوش وأسأله من الذي يناهض الديمقراطية. أهو من يدعم المقاومة السلمية ام الذي يريق دماء الشعوب ويضللها ويبعدها عن قياداتها بحجج واهية قذرة». وتابع موجها كلامه للرئيس الاميركي «من اعطاك الحق لتعتدي وتشتم الشعب العراقي بجميع طوائفه وتنتقدها؟ فما الفرق بينكم وبين الهدام يا ترى»؟ في اشارة الى الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.

واكد قيس الخزعلي احد مساعدي الصدر خلال المؤتمر ان المواجهات ستستمر الى أن تنسحب قوات الاحتلال من المناطق المأهولة بالسكان ويتم الافراج عن المعتقلين، واكد ان انصار الصدر لن يتفاوضوا الا اذا تمت تلبية مطالبهم.

وكان المتحدث باسم سلطة التحالف دان سينور قد اعلن اول من امس ان مذكرة توقيف في حق مقتدى الصدر في اطار التحقيق في مقتل الخوئي في نيسان (ابريل) 2003 قد صدرت قبل اشهر.

وانتقد حامد البياتي المتحدث باسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، وهو جماعة سياسية شيعية، الاعلان عن أمر اعتقال الصدر، وقال لشبكة تلفزيون «سي.ان.ان» الأميركية «الحادث وقع قبل عام ولا اعتقد ان اي عراقي سيصدق ان أمر الاعتقال هذا يأتي في الوقت المناسب... انه توقيت سيئ للغاية حتى لو كان الاساس صحيحا، لا اعرف لماذا قرروا التحرك الان؟». ووصف بول بريمر الحاكم المدني الأميركي للعراق الصدر بأنه خارج على القانون بعد يوم من مقتل 48 عراقيا وثمانية جنود أميركيين وجندي سلفادوري في معارك بين الميليشيا التابعة للصدر وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في بغداد وبالقرب من النجف.

وقبل الاعلان عن انتقال الصدر الى النجف كان عناصر من «جيش المهدي» بلباس اسود يحتشدون عند مداخل مسجد الكوفة يفتشون كل الزوار.

وقال احد المقربين من الصدر انه كان يمضي معظم وقته (في المسجد) وهو يصلي او يتلو الآيات القرآنية في قاعة جانبية محظور على الزوار دخولها. وغطت البيانات الجدار المحيط بالمسجد، وتحمل كلها ختم مقتدى الصدر وتذكر بمطالبه. ويتدافع عراقيون حولها لقراءتها. ويوزع الانصار على المارة نسخا عن رسائل دعم تلقاها الصدر من علماء دين شيعة ينددون بما يتعرض له. وفي مكان قريب، غطت شعارات مهاجمة للاميركيين جدران منازل في الكوفة، بينها «لا لاميركا» و«لا لا لاسرائيل» و«لا لمجلس الحكم الخائن» و«نعم نعم للصدر». كما كتب «لا للاحتلال ونعم للمقاومة المسلحة». وقال علي حسين (25 عاما) وهو يحمل رشاش كلاشينكوف عند مدخل المسجد «سنكون مستعدين لنضحي بانفسنا من اجل زعيمنا مقتدى اذا مست قوات الاحتلال شعرة من رأسه». واضاف «عليهم ان يفهموا انه زعيمنا واننا نحبه ونحترمه. يجب ان يأخذوا ذلك بالاعتبار اذا ارادوا تخفيف التوتر في معظم المناطق الشيعية». ويسيطر عناصر الميليشيا التابعة للصدر على مدينة الكوفة بشكل كامل ويحتلون المباني العامة ويتجولون في الشوارع بسلاحهم.