إسبانيا: الاشتباه في مقتل شخص سادس في تفجير مدريد الانتحاري.. وتصاعد الغضب على أثنار

وزير الخارجية المقبل يدعو لـ«تحالف غربي» ضد الإرهاب

TT

ذكرت مصادر وزارة الداخلية الاسبانية امس، ان الشرطة عثرت اثناء تمشيطها انقاض شقة فجر خمسة اسلاميين يعتقد انهم متورطون في اعتداءات 11 مارس (آذار) انفسهم داخلها، على اشلاء قد تكون لجثة شخص سادس. وافادت المصادر بانه كان سيجري تشريح لهذه الاشلاء في وقت لاحق امس، للتأكد مما اذا كانت تعود لاحدى الجثث الخمس التي تم العثور عليها سابقا او لشخص اخر.

وتم التأكد من ان اربعة من الاشخاص الذين كانوا في الشقة في حي ليغانس قرب العاصمة الاسبانية هم من المشتبه في ضلوعهم في تفجيرات 11 مارس في اربع قطارات في مدريد اسفرت عن مقتل 191 شخصا وجرح حوالي 1900 اخرين. وقتل في الانفجار واحد من عشرات رجال الشرطة الاسبان الذين كانوا يطوقون الشقة. وكان وزير الداخلية الاسباني انخيل اثيبيس قد قال في مؤتمر صحافي ان اثنين من ثلاثة اشخاص ربما اخترقوا الطوق الذي فرضته الشرطة وفروا من المكان.

في الوقت نفسه دعت الحكومة الاسبانية المواطنين الى التزام الهدوء فيما تقوم قوات الجيش والشرطة بدوريات لتأمين بعض المنشآت التي يخشى تعرضها لهجمات في اعقاب سلسلة تفجيرات وتهديد منسوب للقاعدة باراقة المزيد من الدماء في البلاد. وظهرت في صدر الصفحات الاولى من الصحف صور لقوات تحرس سدا مما يضيف مزيدا من الاحساس بان البلاد تحت الحصار. وكانت السلطات الاسبانية نشرت قوات الشرطة في محطات المترو بالعاصمة مدريد اول من امس وهي مهمة كان يقوم بها في العادة حراس أمن، كما نشرت قوات على امتداد خط مدريد اشبيلية للسكك الحديدية الذي كان هدفا لمحاولة تفجير فاشلة الاسبوع الماضي.

وتقول الحكومة ان الارهابيين يخططون لشن مزيد من الهجمات. وتقول الشرطة التي عادت للموقع امس لمواصلة البحث عن اي ادلة او بقايا ربما تفيد في التحقيقات، ان بعض الجناة ما زالوا مطلقي السراح. وقال مصدر مقرب من التحقيقات «ربما نواجه اسبوعا من التفجيرات وقد تبدأ في مطلع الاسبوع المقبل»، مضيفا ان الشرطة غير متأكدة من كمية الاسلحة المتبقية في حوزة الهاربين.

وحاول وزير الداخلية طمأنة الناس وقال عبر الراديو اول من امس «يتعين علينا جميعا الاحتفاظ باقصى درجات الهدوء والسماح لقوات الأمن بالعمل». مضيفا انه «كان هناك القليل من التحذيرات الزائفة خلال اليوم». وأضاف «كل الاجراءات الممكنة اتخذت في الاماكن التي تعتبر حساسة بصورة خاصة. ثمة انتشار كبير لقوات الأمن بما في ذلك الحرس المدني والشرطة الوطنية والجيش».

ويحلل محققون خطابا منسوبا للقاعدة ارسل لصحيفة «ايه.بي.سي» يتضمن تهديدا بشن المزيد من الهجمات ما لم تسحب اسبانيا قواتها من العراق وافغانستان. وقالت وزارة الداخلية انها تأخذ الخطاب بقدر من الجدية، فيما قالت الصحيفة امس ان الشرطة تقارن الرسالة بوثائق عثر عليها في شقة هاجمتها يوم السبت لتحديد ما اذا كان الخط هو نفسه. وقالت صحيفة «الموندو» ان الشرطة عثرت على بندقيتين آليتين في الشقة من النوع نفسه الذي يحمله المتشددون في شريط فيديو يزعمون فيه مسؤوليتهم عن هجمات 11 مارس. واعلنت السلطات الاسبانية اعتقال شخص اخر في تفجيرات القطارات امس الاثنين ليرتفع عدد المعتقلين على ذمة القضية الى 16.

من جهة اخرى، دعا ميغيل انخيل موراتينوس الشخصية الاكثر ترجيحا لتولي منصب وزير الخارجية الاسباني في مقابلة نشرت امس، الدول الغربية الى تشكيل تحالف ضد الارهاب. وقال موراتينوس في مقابلة مع صحيفة «لا ريبابليكا» انه «اذا اردنا ان تكون الحرب على الارهاب فعالة فان ذلك سيتطلب تشكيل تحالف دولي كبير». وردا على سؤال حول التحقيقات في تفجيرات مدريد قال «معلوماتنا تظهر انه تم القضاء على قيادة منفذي الهجمات»، مؤكدا ان ذلك ليس كافيا، وانه «يجب ان نوحد قوانا مع المعارضة الاسبانية والدول الاوروبية الاخرى ومع الولايات المتحدة».

وبعد ان شهدت ضاحية هادئة في العاصمة قيام متشددين يعتقد انهم وراء تفجيرات قطارات مدريد الشهر الماضي بنسف انفسهم رافضين الاستسلام الى الشرطة بعد ان طوقت شقتهم السكنية، حول الاسبان غضبهم الى حكومة أثنار قائلين انها هي التي جلبت عليهم المتاعب بارسال قوات الى العراق. وقال مانويل كوبو ويعمل في مصنع سيارات وكان من بين الاف الاسبان الذين انضموا الى مسيرة سلمية مساء اول من امس «اللوم كله تقريبا يقع على عاتق الحكومة التي وضعتنا في خط النار».

وقال البرتو خواريث وهو طالب يبلغ من العمر، 21 عاما، ان رد الفعل الغاضب تركز على الحكومة لا على مسلمي دول شمال افريقيا المقيمين في اسبانيا رغم وجود عدد من المغاربة بين المحتجزين للاشتباه في تورطهم في تفجيرات مدريد وايضا بين من فجروا أنفسهم بعد اطباق الشرطة عليهم يوم السبت. واضاف «الناس تربط بين هذا مباشرة ووجود القوات في العراق».