مسؤولون وخبراء: تفجيرات مدريد وطشقند ومانيلا نفذتها جماعات تتحرك باستقلالية وليس بأوامر مباشرة من بن لادن

TT

مانيلا ـ أ.ب: قال مسؤولون اميركيون وخبراء في شؤون الارهاب، ان الفتاوى التي يصدرها قادة «القاعدة» والغضب الذي يشعر به كثيرون نتيجة الاحتلال الاميركي للعراق هي السبب الغالب وراء التفجيرات في مختلف الدول، مستبعدين ان يكون السبب وراء هذه التفجيرات تعليمات وأوامر مباشرة من اسامة بن لادن. وقال هؤلاء المسؤولون ايضا ان سلسة الانفجارات الاخيرة، من مدريد الى طشقند ومانيلا، ربما تهيئ الاجواء للمزيد من الهجمات، مما يثير المزيد من القلق ازاء تسليم السلطة في العراق والاوضاع الامنية خلال اولمبياد اثينا والانتخابات المرتقبة في اوروبا وآسيا والولايات المتحدة. من جانبهم قال مسؤولون ان السلطات احبطت في مانيلا عمليات تفجير رئيسية والقت القبض على عدد من المشتبه فيهم وصادرت ايضا كمية من مادة «تي ان تي»، فضلا عن 450 كيلوغراما من نترات الامونيا في لندن. وقال خبراء في شؤون الارهاب انه لا يوجد دليل على وجود منظمة ارهابية عالمية او تنظيم «القاعدة» تقف وراء هذه الهجمات. وقال ماغناس رانستورب، مدير قسم دراسات شؤون الارهاب والعنف السياسي بجامعة سانت آندروز باسكوتلندا ان البعض لا يزال يعتقد ان «هذه النشاطات جميعها يجري تنسيقها من اعلى بواسطة تنظيم «القاعدة» المنتشر في كل مكان»، وأشار الى ان هذه الاعتقاد غير صحيح. ومن المعتقد ان تنظيم «القاعدة» بات يتبع نهجا لا مركزيا اثر فرار اسامة بن لادن وقيادات اخرى منذ عام 2001. وقال رانستورب انه فيما من المحتمل ان «القاعدة» تعمل الآن في التخطيط لهجوم رئيسي مثل هجمات 11 سبتمبر(ايلول) ، فإن الخلايا الاخرى الصغيرة المحلية ربما تعمل باستقلالية ووفقا لجدولها الزمني الخاص بها وطبقا لمبادراتها هي لتنفيذ مختلف النشاطات. وأشار رانستورب الى احتمال ان تكون بعض هذه الخلايا على اتصال مع بعضها بعضا، لكنه اضاف انها لا تقيم في الغالب علاقات. وقال مسؤول اميركي في مجال مكافحة الارهاب انه اذا كان هناك عامل وراء الهجمات والمشاعر المعادية فهو العداء للغرب والولايات المتحدة وسط الاصوليين المتشددين. وبالاضافة الى احتلال العراق، اثار النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني مشاعر الكثيرين ضد واشنطن التي تعتبر في نظرهم موالية لاسرائيل. يضاف الى ذلك ان الفتاوى التي يصدرها اسامة بن لادن ومسؤولو «القاعدة» الآخرون قد شجعت شن هجمات على الاميركيين وحلفائهم. فقد اعترف اربعة ماليزيون الجمعة الماضي بأن الهجمات التي استهدفت كنائس وأهداف اخرى في جنوب شرق آسيا، بما في ذلك الهجوم على جزيرة «بالي» عام 2002 وقعت بعد فتوى اصدرها اسامة بن لادن تبيح قتل الاميركيين اينما كانوا بصرف النظر عما اذا كانوا مسلحين ام لا، أي لا فرق بين الجنود او المدنيين او النساء وكبار السن او الاطفال، حسبما قال محمد ناصر عباس، وهو واحد من الموقوفين الاندونيسيين الاربعة، خلال لقاء اجرته معه قناة تلفزيونية ماليزية. وقال رئيس الحكومة الماليزية السابق، مهاتير محمد، ان هجمات 11 مارس الماضي التي اسفرت عن مقتل 191 شخصا في مدريد توضح اعتزام الاصوليين المتشددين «توجيه ضربة بطريقة ما» ضد واشنطن وحلفائها. واضاف ان «الحرب في العراق فاقمت من مشكلة الارهاب»، وان «مهاجمة العراقيين لا تعني سوى توسيع الجبهة وإضافة اعداء جدد للتحالف». يشار الى ان كل المجموعات التي اتهمت بالوقوف وراء الهجمات الاخيرة او التي اعلنت مسؤوليتها عنها، لها صلة بتنظيم «القاعدة»، الذي رعى عددا من الجماعات الارهابية منذ نهاية عقد الثمانينات على الاقل وقدم لها المال والتدريب فضلا عن الجانب الآيديولوجي المعلق بالمبادئ والافكار. ويقول خبراء في شؤون الارهاب ان بعض المجموعات الشديدة التطرف أشبه بالدمى التي تشحن ثم تطلق لتنشر الخراب في العالم. وفيما تعتبر تفجيرات مدريد بداية لموجة جديدة من الهجمات الاخيرة، إلا ان الهجمة الاولى ربما تكون قد وقعت قبل تفجيرات مدريد بأسبوعين في خليج مانيلا. اذ سخر مسؤولون في مانيلا من اعلان جماعة ابو سياف مسؤوليتها عن حادثة حريق على متن عبّارة اودى بحياة 100 شخص، إلا ان شهود عيان ابلغوا لجنة تحقيق في الحادث بأن انفجارا وقع عندما اعلنت مجموعة ابو سياف انها زرعت متفجرات.