«الشاباك» متخوف من إقدام متعصبين يهود على تدمير الحرم القدسي لمنع الانسحابات من الضفة وغزة

المخابرات الإسرائيلية تكتشف صاروخا من طراز «لاو» موجها إلى قبة الصخرة

TT

اطلقت عناصر مسؤولة في جهاز المخابرات العامة في اسرائيل «الشاباك» تحذيرات مفادها ان هناك عددا من الارهابيين اليهود الذين ما زالوا يخططون لتدمير الحرم القدسي الشريف بهدف عرقلة تنفيذ اي قرار حكومي بالانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة. وان المخابرات تجد صعوبة في الوصول اليهم. ويعد هؤلاء الشباب الذين يشكلون قاعدة خصبة لمثل هذا التفكير الارهابي الجنوني، بالمئات.

وقالت مصادر عليمة في هذا الجهاز ان رئيس المخابرات العامة، آفي ديختر، عندما تكلم في مؤتمر هرتسليا (قبل خمسة اشهر) عن «خطر استراتيجي من طرف الارهاب اليهودي» انما كان يقصد ذلك التهديد بتدمير المسجد الاقصى.

وقالت هذه المصادر ان المخابرات كشفت مخططا لتفجير الحرم بواسطة قذف قبة الصخرة المشرفة بصاروخ لاو من احد الاحياء الدينية في القدس. وتمت معرفة الامر بالصدفة عندما اعتقل احد افراد عصابة الارهاب اليهودية المشهورة باسم «لفتا» (سنة 1974)، ويدعى شيمعون بردا، الذي اعترف عن بعض زملائه وقاد رجال المخابرات الى حي «بيت اسرائيل» في القدس، حيث كان الصاروخ منصوبا وجاهزا للاطلاق باتجاه الحرم.

ويتبين ان المخابرات الاسرائيلية تحتفظ، على الاقل، بثلاثة اسماء لاشخاص من المستوطنين المتطرفين في المناطق الفلسطينية المحتلة الذين صرحوا انهم ينوون تفجير الاقصى لمنع رئيس الوزراء، ارييل شارون، من تنفيذ خطته للانفصال الاحادي الجانب عن الفلسطينيين والتي يسحب جيوشه بموجبها من قطاع غزة ومن بعض اجزاء الضفة الغربية. وهي تراقب تصرفاتهم ولكنها لا تعتقلهم، بدعوى غياب الادلة الكافية. الا ان التهديد يأتي من عدد اكبر.

ويقول الصحافي نداف شرجاي، الذي التقى عددا من قادة «الشاباك»، ان القلق لديهم ينصب في كثرة عدد الاشخاص الذين يصلحون لتنفيذ جريمة كهذه، «فهناك عدد كبير من «شباب التلال»، المعروفين بتطرفهم والذين يقودون عمليات الاستيطان العشوائي ويقاومون عمليات الاخلاء، وهناك عدد من الشبان الذين يكتشفون الدين حديثا ويفهمونه بشكل خاطئ، وهناك افراد حركة «كهانا» المحظورة الذين يعملون رغم الحظر، اضافة الى طلاب عدد من المدارس الدينية المتطرفين وغيرهم..». ويقول حزاي كالو، رئيس دائرة غير العرب في الشاباك في اواسط التسعينات ان من الصعب معرفة ذلك الشخص او تلك المجموعة المعنية بمثل هذا العمل. فقد يكون ذلك شابا في هرتسليا تارة وشابا في حيفا تارة اخرى، وشابا ثالثا في المناطق اي المستوطنات في المناطق الفلسطينية المحتلة.

ويقول قائد لواء القدس السابق في الشرطة الاسرائيلية الجنرال اريه عميت، ان «الارهابيين اليهود باتوا اكثر حذرا ويقظة واكثر مهنية مما سبق. وهذه القدرات تعرقل جهود الشرطة والمخابرات لكشفهم. ولكن بالمقابل، فان الشرطة والمخابرات زادتا يقظة واداؤهما تحسن».

ويتضح ان قائد المخابرات، ديختر، نفسه اجرى عدة لقاءات مع اوساط واسعة من قادة المستوطنين ورجال الدين المتطرفين في المستوطنات وحاول اطلاعهم على خطورة تنفيذ اعتداءات ضد الاقصى او تدميره بصواريخ. وحاول اقناعهم بضرورة التوضيح لجمهورهم ان مثل هذا التصرف خطير ومعاد للدين ويلحق ضررا فادحا بالدولة ومصالحها.

لكن المحامي نفتالي فيرتسبرغر، الذي يمثل منذ اشهر المتطرفين اليهود في المحاكم، يرى ان المخابرات تفتش عن متهمين في دائرة الضوء. وقال: «ان خوف المخابرات في محله. واوضح ان هناك من يفكر بتدمير الاقصى لمنع شارون من الانسحاب او لنسف العملية السلمية من اساسها حتى تظل الحرب دائرة والفوضى سائدة. لكن الذين يفكرون بهذه الطريقة ليسوا اولئك الشباب المعروفين بنشاطهم العلني، الذين يشاركون في المظاهرات والصدامات. فالخوف هو من اولئك الذين يختبئون في الظل ويتسمون بالصمت الدائم وبالعزلة ولا يثرثرون، وبعضهم يبدو عاديا وبعضهم يبدو غريب الاطوار. هؤلاء هم الذين يجب على الشرطة ان تفتش عنهم».

وحسب قائد الشاباك السابق، حزاي كالو، فان الوصول الى مثل هؤلاء الناس وكشف حقيقتهم هو امر شبه مستحيل. ويحتاج الى تغيير في اسلوب العمل. والى جهد مخابراتي خارق.

وبينما يقول احد قادة المستوطنات في الضفة الغربية ان السبيل لكبح جماح هؤلاء المتطرفين هو بطريقة اخرى معاكسة تماما. ويقترح ان تسمح الشرطة لهؤلاء اليهود بدخول الحرم القدسي بحرية، ولكن تحت المراقبة، وذلك حتى يشعروا ان المساس بهذا المكان سيؤدي الى منع اليهود من دخوله تماما.

وفي الوقت الذي تتصاعد التحذيرات حول خطر تدمير الاقصى بأيدي عصابات الارهاب اليهودية، افرجت المحكمة المركزية في القدس عن متهم آخر في عصابة الارهاب اليهودية التي خططت عمليات ارهاب واسعة ضد الفلسطينيين، في صلبها تفجير مدرسة البنات في حي ابوطور في القدس العربية المحتلة لدى انتظامهم لدخول المدرسة.

والمتهم هو شوريال عميئور، الذي اكتشفت بصمات اصابعه على المادة اللاصقة للعبوة الناسفة التي ضبطتها الشرطة قرب تلك المدرسة قبل سنتين بالضبط. ولم ينكر شوريال ان هذه بصماته. لكن محاميه وجد ان هناك بصمات لشخص آخر لم تتعرف المخابرات عليه ولم تقدمه الى المحكمة. فتساءل: لماذا يتركز الاتهام في موكلي؟ لماذا لا يكون الشخص الثاني هو الذي الصق المادة؟ وقبلت المحكمة ادعاءه. وبرأت ساحة موكله، وهو عضو العصابة الثاني الذي حصل على براءة من الاتهامات. فيما امتنعت المخابرات من محاكمة معظم اعضاء العصابة، لقلة الادلة.