الأمير عبد الله يستقبل موسى في الدار البيضاء والأسد يجري مباحثات بالدوحة والمنامة للتهيئة للقمة

سعود الفيصل: الورقة الثلاثية معنية بنقطتين هما الجدية والمصداقية في العمل العربي

TT

تواصلت المشاورات العربية الرامية الى عقد القمة العربية التي أجلتها تونس نهاية الشهر الماضي، حيث استقبل الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني بمقر اقامته بالدار البيضاء مساء أول من امس الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وجرى خلال الاستقبال استعراض الجهود المبذولة لعقد القمة العربية في أسرع وقت ممكن. وحضر اللقاء الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والدكتور غازي القصيبي وزير المياه والكهرباء والدكتور ابراهيم العساف وزير المالية. وقال موسى ان الأمير عبد الله اكد على ضرورة دعم العمل العربي المشترك وعقد القمة العربية للخروج بقرارات تعزز التعاون المشترك، مشيرا الى وجود اتفاق على عقد القمة في شهر مايو (ايار) الا ان تحديد مكانها ما زال محل تشاور. واضاف ان «جدول اعمال القمة سبق اقراره ولن يحدث تعديل عليه وما زالت المشاورات مستمرة لتحديد مكان القمة في ضوء تأكيد تونس استضافتها». لكن موسى قال عقب لقائه في الرباط العاهل المغربي محمد السادس ان «المؤشرات تميل الى انعقاد القمة العربية في تونس» في مايو المقبل.

من جانبه نفى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان تكون ورقة العمل المشتركة للقمة هي سبب تأجيلها، موضحا انها عرضت بالقاهرة وتونس وادخل عليها تعديل وانها ترتكز على حرية ومصداقية العمل العربي المشترك.

وقال الأمير سعود الفيصل ان الوثيقة التي تقدمت بها السعودية ليست سعودية الآن بل هي مقدمة من مصر وسورية والسعودية واستمرت المناقشة فيها عامين وهي وثيقة معنية بنقطتين اساسيتين هما الجدية والمصداقية نافيا ان تكون السبب في تعطيل القمة.

وبدأ الرئيس السوري بشار الأسد امس زيارة الى كل من قطر والبحرين بهدف السعي الى تهيئة الاجواء لعقد القمة العربية المؤجلة. وقال السفير السوري في الدوحة ابراهيم هاجم ان الأسد تباحث في الدوحة مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بشأن «موضوع القمة العربية وضرورة الاعداد الجيد لها من اجل الوصول الى نتائج جيدة». واضاف انه تمت «مناقشة التطورات على الساحتين العراقية والفلسطينية والمخاطر التي تهدد الأمة العربية». ويرافق الرئيس السوري في زيارته وفد يضم خصوصا وزير الخارجية فاروق الشرع.

وفي زيارته الى المنامة اجرى الأسد محادثات مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة حول «آخر التطورات على الساحات الاقليمية والعربية والدولية» على ما افاد مصدر رسمي.

وكان الديوان الملكي في المنامة اعلن في بيان سابق ان محادثات الرئيس السوري تتعلق «بسبل تهيئة الاجواء» لعقد قمة عربية في اسرع وقت ممكن. وقال الشرع في بيروت أول من امس ان الأسد «سيقوم بزيارات هذا الاسبوع الى عدد من الدول العربية»، من دون ان يحددها، مؤكدا ان «تحركنا الاساسي هو من اجل اعادة عقد القمة والاتفاق على جوهرها وعلى مكانها». وسيزور الأسد غدا عمان للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وقالت الناطقة باسم الحكومة الأردنية اسمى خضر ان المباحثات بين الزعيمين ستشمل الاوضاع العربية والاستعدادات للقمة العربية والعلاقات الثنائية. وعلمت «الشرق الأوسط» ان الرئيس الأسد يريد ان يؤكد في جولته على ضرورة انعقاد القمة وعدم جعل مكان انعقادها هو المشكلة الاساسية. ويطالب الأسد بعدم إضاعة الوقت في البحث عن اسباب التأجيل متمنيا طي صفحة الجدل غير المجدي. وتشير المعلومات الى ان الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس الأسد بنظيره التونسي زين العابدين بن علي يصب في هذا الاتجاه وهو ان «المهم هو عقد القمة». ومن ناحيته أكد وزير الاعلام البحريني نبيل بن يعقوب الحمر ان البحرين بوصفها رئيس الدورة الحالية للقمة تتابع باهتمام كبير المشاورات الجارية بين الدول العربية بشأن عقد القمة من خلال المشاورات والمباحثات التي يجريها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في دول المغرب العربي ومع وزراء الخارجية العرب من أجل سرعة عقد القمة وتحديد موعد ومكان انعقادها.

وقال الحمر في تصريح لوكالة أنباء البحرين ان بلاده تتشرف بأن تتحمل مسؤولية رئاسة الفترة الاضافية من الدورة الحالية الخامسة عشرة للقمة العربية، وانها ستسعى جاهدة خلال هذه الفترة الى اجراء الاتصالات والمشاورات اللازمة مع الأشقاء العرب من أجل تهيئة الظروف المناسبة لتحديد موعد ومكان القمة العربية القادمة. وأضاف ان الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد بذل جهودا كبيرة لايجاد الارضية المناسبة ولتهيئة الظروف الملائمة لعمل عربي مشترك يستجيب للتحديات التي تواجه الأمة العربية.

وأوضح وزير الاعلام البحريني ان المباحثات والاتصالات التي أجراها الملك حمد مع عدد من الزعماء العرب ومشاركته في القمة المصغرة بمدينة شرم الشيخ والتي جمعت الرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني اخيرا، جاءت في اطار مسؤوليات الملك كرئيس للقمة الحالية وسعيه المستمر للتوصل إلى النتائج المطلوبة في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الأمة العربية، وان هذه الاتصالات والمشاورات استهدفت التأكيد على أهمية انعقاد القمة العربية في أسرع وقت ممكن. ووصل موسى امس الى نواكشوط وبحث مع السلطات الموريتانية موضوع القمة العربية. واجرى موسى محادثات مع الرئيس معاوية ولد الطايع حول سبل «تبديد الخلافات العربية حول مكان وتاريخ انعقاد القمة». وبعد وصوله بقليل التقى موسى وزير الخارجية الموريتاني محمد فال ولد بلال. وسيعود موسى الى القاهرة مساء اليوم بعد ان اضاف موريتانيا امس الى جولته المغاربية، وسوف يبدأ الأسبوع المقبل جولة مشرقية تشمل الأردن وسورية ولبنان، ويعقبها بجولة خليجية.