بوتين يعقد لقاء انفراديا مع عبد الله صالح ويبحثان قضايا التعاون العسكري

TT

في مستهل لقائه في الكرملين مع ضيفه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يرى جدوى تقسيم مباحثات أمس الى شطرين الاول ويجري في الاطار الموسع مع بقية اعضاء الوفدين والثاني الذي اقترح ان يدور على مستوى الرئيسين فقط حول «فنجان شاي» على حد قوله.

واذ اعرب بوتين عن ارتياحه لمستوى الاتصالات بين الجانبين والذي قال انه تطور في مختلف المجالات منذ لقائهما الاول في نوفمبر (تشرين ثاني) 2002 قال ان التعاون بين البلدين لم يصل بعد الى المرحلة المرجوة وان اشار الى وجود الافاق الطيبة لتطوير التعاون اليمني الروسي في مختلف المجالات.

واعترف الرئيس الروسي بتعقد الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وبأن تحقيق الاستقرار مسألة صعبة قال انها «تتطلب عملا متواصلا من جانبكم والزملاء في المنطقة مشيراً الى استعداد موسكو لتقديم الدعم اللازم لتحقيق استقرار اليمن وبقية بلدان المنطقة» ومؤكداً في الوقت ذاته على تقديره لما يقوم به الرئيس اليمني على صعيد مكافحة الارهاب.

ولما كان الرئيس علي عبد الله صالح اول زعيم عربي يزور موسكو بعد انتخاب الرئيس الروسي لفترة ولاية ثانية، فقد بادر في مطلع اللقاء باحتضانه مستهلاً حديثه بتقديم التهنئة باسمه واسم الشعب اليمني. واذ قال انه يأمل في ان تتناول مباحثات موسكو قضايا المنطقة حرص على الاشارة الى ان اليمن تقدم بجملة من الافكار الى القمة التي كان مقرراً ان تنعقد بتونس حول الشرق الاوسط والصراع العربي الاسرائيلي والعراق ودور الامم المتحدة ما جعل بوتين يسارع بطرح اقتراحه حول اللقاء الانفرادي والذي كان اشارة، الى انتهاء الجزء العلني من المباحثات وضرورة مغادرة الصحافيين قاعة الكرملين.

وكانت المصادر الروسية قد اعربت عن ارتياحها لاتمام هذه الزيارة انطلاقا من اعتبار اليمن شريكا اقليميا هاما لروسيا فيما اشارت الى ان اعلان المبادئ حول علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين والموقع خلال الزيارة الاولى في عام 2002 يوفر الاساس الطيب لتعميق الحوار والتنسيق السياسي بين البلدين. وقد خلص الجانبان الى ضرورة بناء عالم متعدد الاقطاب واعلاء الشرعية الدولية وترسيخ مواقع الامم المتحدة وصدارة دورها في حل النزاعات الاقليمية والدولية بالطرق السلمية. وقالا ان اتساع مساحات الاتفاق حول رفض الارهاب الدولي بكل صورة واشكاله ومحاربته امور تجمع بين العاصمتين موسكو وصنعاء. وقد ناقش الجانبان بشكل مفصل تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية الى جانب سبل تجاوز الازمة في الشرق الاوسط انطلاقا من الصيغ التي طرحها «الرباعي الدولي» في اطار «خطة خريطة الطريق» التي لا بديل لها من اجل تسوية النزاع وبناء الدولة الفلسطينية وتعايشها جنبا الى جنب مع اسرائيل في سلام وداخل حدود آمنة ما اقره مجلس الامن في قراره رقم 1515.

وقد توصل الجانبان الى الاتفاق في الرأي تجاه تقدير ما يدور في العراق من منظور ضرورة سرعة استعادة سيادته وحماية وحدة اراضيه بمساعدة المجتمع الدولي والمشاركة النشيطة من جانب الامم المتحدة من اجل تحقيق التقدم على صعيد التسوية السياسية واعادة بناء العراق اقتصاديا واجتماعيا.

اما قضايا التعاون العسكري والاقتصادي فقد حظيت بمساحة هامة من مباحثات أمس من منظور تزايد اهتمام اليمن بالحصول على الطائرات والمنظومات الصاروخية للدفاع الجوي والمعدات العسكرية الروسية. وتقول المصادر ان «اليمن طلب ايضا مساعدة الخبراء الروس من اجل تدريب الكوادر اليمنية وصيانة الاسلحة الروسية وتقديم الاستشارات الفنية». وأشارت المصادر الى ان قيمة العقود العسكرية تتراوح من 600 ـ 700 مليون دولار وان اشارت الى صعوبة استعادة هذه المبالغ ما يعني ان موسكو على استعداد لتقديم مختلف التسهيلات.