وسطاء «إيقاد»: الخرطوم وحركة قرنق توصلتا إلى اتفاق حول تقاسم السلطة والمناطق الثلاث

عرمان لـ«الشرق الأوسط»: أحرزنا تقدما كبيرا لكن من السابق لأوانه الحديث عن اتفاق نهائي

TT

قال كبير وسطاء منظمة «ايقاد» الراعية لمفاوضات السلام السودانية الجارية في مدينة نيفاشا بكينيا ان الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان توصلتا الى اتفاق امس على تقاسم السلطة في البلاد وتبعية ثلاث مناطق متاخمة للجنوب متنازع عليها، وهي ابرز نقاط الخلاف في المفاوضات الطويلة، وأقوى خطوة في طريق توقيع اتفاق السلام الشامل والنهائي لحل مشكلة الجنوب. لكن الناطق باسم الحركة الشعبية ياسر عرمان استبعد في اتصال مع «الشرق الأوسط» هذه الخطوة، وقال ان من «السابق لأوانه الحديث عن اتفاق حول السلطة والمناطق الثلاث»، رغم تأكيده حدوث تقدم جدي في المفاوضات.

وكانت هاتان ابرز نقطتين عالقتين قبل انهاء اطول نزاع أفريقي دائر منذ 1983 اوقع اكثر من 1.5 مليون قتيل ومثلهم من النازحين واللاجئين. وقال كبير الوسطاء في «ايقاد» الجنرال الكيني المتقاعد لازوراس سيمبويو «لقد حصل تقدم كبير، وتوصلوا الى اتفاقات حول تقاسم السلطة ومناطق النزاع». واضاف «لكنهم طلبوا اربعة او خمسة ايام قبل التوقيع على وثائق. ولا يزال ينبغي الاتفاق على تفاصيل حول الأمن واجراءات التطبيق» رافضا اعطاء المزيد من التفاصيل حول الاتفاقات. وكان الجانبان يتنازعان حول مناطق أبيي وجبال النوبة ومنطقة أنقسنا في ولاية جنوب النيل الأزرق.

من جانبه قال عرمان ان «المفاوضات شهدت تقدما كبيرا في قضايا السلطة والمناطق الثلاث وهناك لقاءات مباشرة بين رئيسي الوفدين وكذلك هناك لجنة تعمل على اختبار القضايا ومساعدة رئيسي الوفدين في التوصل الى خيارات لحل القضايا العالقة». واضاف «يسود تفاؤل بامكانية التغلب على ما تبقى من قضايا ولكن لا تزال هنالك قضايا لم يتم حلها في موضوعات السلطة والمناطق الثلاث». واشار عرمان الى انه «تم من قبل حصر قضايا السلطة في 20 قضية، ويقوم رئيسا الوفدين بمعالجة بعضها بشكل مباشر وجزء منها كلفت لجنة لاجراء مناقشات حوله، ووضع خيارات وامكانيات حلول لهذه القضايا ومن ضمنها قضايا الرئاسة والعاصمة ونسب المشاركة، كما حدد كل من الطرفين القضايا التي هي محل اهتمامه وتشكل أولويات بالنسبة له». واكد ان اللجنة التي كلفت بصياغة ما توصلت اليه ورفعه الى رئيسي الوفدين تعكف لاتخاذ قرارات بشأن تلك القضايا. وقال «من السابق لأوانه الحديث عن اتفاق نهائي في قضيتي السلطة والمناطق الثلاث، واذا ما تم ذلك فانه سيكون حدثا تاريخيا كبيرا ينهي 20 عاما من الحرب، ويفتح الطريق حول التحول الديمقراطي المصحوب بانهاء الحرب لأول مرة في تاريخ السودان الحديث، كما يعطي نموذجا قابلا للتطبيق مع التعديل في دارفور وغيرها من المناطق لا سيما الاتفاق حول منطقتي جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق التي تشابه مشكلاتها ما يدور في دارفور واقاليم اخرى».

وتجيء هذه التطورات بعد ساعات قليلة من وصول مسؤول أميركي بارز الى نيروبي ومن المقرر ان يصل اليوم الى مقر المفاوضات في مدينة نيفاشا الكينية. وتبذل الولايات المتحدة جهودا واتصالات في هذا الخصوص لتذليل العقبات التي تعترض المفاوضين، منها اتصالات اجراها كل من وزير الخارجية كولن باول ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس بزعيمي وفدي التفاوض نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه والدكتور جون قرنق.

ويصل تشارلز سنايدر مساعد وزير الخارجية الأميركي الى نيفاشا اليوم. وقالت جولي ريسايد المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ان واشنطن تأمل ان تساعد هذه الخطوة طرفي الصراع على اتمام الاتفاق هذا الاسبوع. وقالت ريسايد ان وزير الخارجية كولن باول تحدث مع الاطراف الرئيسية للمفاوضات و«حثهم على مواصلة محادثاتهم». واضافت قائلة «في رأينا انهم قريبون وانه مع بعض المثابرة يمكنهم التوصل لاتفاق. اننا نشجع ذلك لمساعدتهم على اتخاذ تلك الخطوة الاخيرة».