محادثات البرادعي مع المسؤولين الإيرانيين تسفر عن وعد بتسريع التعاون النووي مع وكالة الطاقة

طهران تعلن عن «وقف مؤقت» لتطوير وتجميع المعدات الذرية

TT

طهران ـ رويترز: أعلن محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس ان ايران وافقت على تسريع تعاونها مع الوكالة الدولية.

وقال غلام رضا أقازادة رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية بعد ان أجرى امس محادثات مع البرادعي في طهران ان ايران ستتوقف عن تطوير وتجميع معدات نووية بداية من التاسع من ابريل (نيسان) لكنه طالب المنظمة الدولية باغلاق ملف ايران في يونيو (حزيران).

وقال البرادعي للصحافيين بعد الاجتماع «التزم السيد أقازادة بأن تبذل ايران قصارى جهدها للاسراع بعملية حل القضايا القائمة». واضاف ان الجانبين اتفقا على ضرورة تسريع التعاون.

ومن جانبه قال أقازادة للصحافيين بعد الاجتماع «سنوقف مؤقتا تطوير وتجميع كل الاجزاء النووية».

وصرح بأن ايران تريد من الوكالة اغلاق الملف الايراني، وقال «طلبنا من الوكالة اغلاق ملف القضية النووية الايرانية» خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية في يونيو.

واستطرد «ايران تتوقع بشدة اغلاق هذه القضية في يونيو».

وسترضي هذه الكلمات المتشددين في ايران الذين حققوا اغلبية كبيرة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في فبراير (شباط) والذين طالبوا طهران بتحديد مهلة لمفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة.

ومن المقرر ان يلتقي البرادعي ايضا مع الرئيس الايراني المعتدل محمد خاتمي.

وقال المعلق المتشدد حسين شريعة مداري رئيس تحرير صحيفة «كيهان» المحافظة اليومية الذي عينه الزعيم الايراني الاعلى آية الله علي خامنئي ان أي أمل بالتوصل لنتيجة ايجابية من خلال هذه الاجتماعات «هو من قبيل التمني».

وكتب في صحيفة «سياسة روز» ان طهران عليها تحديد مهلة زمنية للوكالة الدولية لكي تغلق هذه القضية ويجب ان تحذو حذو كوريا الشمالية بالانسحاب من معاهدة الحد من الانتشار النووي اذا رغب مفتشو الامم المتحدة في مواصلة العمل بعد انتهاء هذه المهلة.

وتتهم الولايات المتحدة ايران بامتلاك برنامج للاسلحة النووية الا أن طهران تقول ان طموحاتها تقتصر على توليد الكهرباء.

وتحقق الوكالة الدولية في برنامج طهران النووي منذ أن قالت جماعة معارضة منفية في اغسطس (آب) عام 2002 ان ايران تخفي منشأة ضخمة لتخصيب اليورانيوم في ناتانز ومواقع أخرى عن الوكالة الدولية.

وتعهدت ايران لبريطانيا وفرنسا والمانيا في اكتوبر (تشرين الاول) بوقف تخصيب اليورانيوم والقبول بتفتيش مفاجئ لمنشآتها. ويمكن اذا حدث تخصيب ضعيف لليورانيوم أن يستخدم في توليد الكهرباء من محطات تعمل بالطاقة النووية أما اذا كان التخصيب كبيرا فيمكن استخدامه في تطوير أسلحة نووية.

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية العام الماضي انها عثرت على آثار يورانيوم يمكن استخدامه في تطوير أسلحة في منشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم وفي معمل في شركة كالاي للكهرباء.

وأصدرت الوكالة الشهر الماضي قرارا يستنكر فشل ايران في الاعلان عن نشاطات متعلقة بتطوير أسلحة. ورفضت ايران في بادئ الامر استقبال مفتشي الامم المتحدة بعد صدور القرار لكنها أعلنت يوم الاحد ان فريقا جديدا سيصل خلال اسبوعين.

وقال دبلوماسي غربي لوكالة «رويترز» الاسبوع الماضي انه عثر على يورانيوم على درجة عالية من التخصيب في مواقع اخرى. وكرر دبلوماسيون آخرون نفس التصريح ولكن البرادعي نفى هذا التقرير قائلا انه لم يسمع بأن الوكالة الدولية عثرت على آثار يورانيوم مخصب في ايران في مواقع غير الموقعين اللذين ذكرا بالفعل.

وقال البرادعي «لم نر او نسمع اي شيء بشأن العثور على تلوث جديد».

وقالت ايران، الاحد الماضي انها لا تخفي اي مواقع نووية عن مفتشي الامم المتحدة.

ومن المقرر ان يصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لدى اجتماعه في يونيو تقريرا جديدا عن نتائج عمليات التفتيش الجديدة في ايران.

وفي وقت لاحق من بعد ظهر أمس أعلن محمد البرادعي ان ايران تعهدت بتقديم مزيد من التفاصيل حول أنشطتها النووية خلال شهر.

وقال البرادعي للصحافيين، في ختام اجتماع استغرق حوالى خمس ساعات مع رئيس المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني حسن روحاني، ان ايران ستتخذ «إجراءات إيجابية» وأن الجانبين اتفقا على جدول زمني لتسوية المسائل العالقة. واضاف ان «روحاني أكد لي اننا سنتلقى معلومات مهمة قبل نهاية الشهر، ونأمل أيضا في تلقي معلومات في اطار البروتوكول الاضافي (لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية) بحلول منتصف مايو (ايار)».