سانشيز يؤكد فقدان قوات التحالف سيطرتها على النجف والكوت وأنصار الصدر يطلبون من القوات البولندية الانسحاب من كربلاء

TT

في الوقت الذي افادت فيه مصادر موثوقة في مدينة النجف ان مقتدى الصدر طلب مقابلة المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني اعلن عضو مجلس الحكم الانتقالي العراقي عدنان الباجه جي عبر قناة الجزيرة الفضائية القطرية أمس ان هناك محادثات جارية مع رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر لإقناعه بتسليم نفسه الى القضاء.

وقالت مصادر موثوقة لـ«الشرق الأوسط» أمس ان مقتدى الصدر الذي لجأ الى مرقد الامام علي لمعرفته ان قوات التحالف لن تتمكن من الوصول اليه طلب أمس مقابلة المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني لمساعدته لكنه لم يتلق اي رد، ولم يصدر عن السيستاني اي تعليق سواء بالموافقة على لقاء مقتدى الصدر او بالرفض.

وكان مقتدى الصدر قد اعلن بانه سينفذ ما تأمره به المرجعية من غير ان يحدد اية مرجعية وفيما اذا كانت مرجعية السيستاني ام الحائري الذي يتبعه(يقلده) مذهبيا مقتدى الصدر، لكن الغريب ان اي مرجعية لم تصدر اي رد على اعلان الصدر. من ناحية ثانية، قال عدنان الباجه جي ان هناك محادثات مع مقتدى الصدر ليوقف حركته ويوافق على تسليم نفسه، و«نحن نتعهد بالحفاظ على شرفه وأمنه».

واصدر قاض عراقي مذكرة توقيف في حق مقتدى الصدر بتهمة «التحريض على القتل» في قضية اغتيال رجل الدين الشيعي السيد عبد المجيد الخوئي واثنين من اعوانه في مدينة النجف (وسط) في العاشر من ابريل (نيسان) من العام الماضي.

وأمس أعلن سانشيز قائد القوات الاميركية عن اصراره على استعادة مدينة الكوت من سيطرة اتباع مقتدى الصدر، فيما طلب انصار مقتدى الصدر من القوات البولندية الانسحاب من مدينة كربلاء لاسيما وان مناسبة زيارة الاربعين للامام الحسين ستبدأ منذ غد وسيتوجه عشرات الالاف من الشيعة الى مدينة كربلاء.

الكوت: سانشيز أم جيش المهدي واعلن الجنرال الاميركي ريكاردو سانشيز ان قوات التحالف ستستعيد «في وقت وشيك» مدينة الكوت (جنوب) التي انسحبت منها القوات الاوكرانية امس الاربعاء والخاضعة لميليشيا مقتدى الصدر.وقال سانشيز خلال مؤتمر صحافي «سنستعيد السيطرة على مدينة الكوت في وقت وشيك». وكانت القوات الاوكرانية التي تسيطر على المدينة غادرت مواقعها اثر هجمات عنيفة شنتها ميليشيا شيعية. وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية الذي كان الخميس في الكوت ان المدينة خاضعة تماما لسيطرة «جيش المهدي»، ميليشيا الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر.

من جهة اخرى، أعلن الجنرال سانشيز ان قوات التحالف لم تغادر مدينة النجف (وسط) لكنها لا تزال متحصنة في قواعدها فيما تسيطر ميليشيا مقتدى الصدر على وسط المدينة. وقال «لا تزال هناك قوات للتحالف في المدينة وفي القواعد التي نحتلها، ولم نغادر المدينة. هناك قاعدتان وقواتنا لا تزال فيهما». واضاف «ما تسيطر عليه عناصر المهدي هو المنطقة في وسط المدينة ومراكز الشرطة والمباني الحكومية». واشار الجنرال سانشيز الى واقع ان قوات التحالف تتروى نظرا لوضع مدينة النجف المقدسة حيث يوجد ضريح الامام علي وذلك قبل ايام من حفل ديني.وقال »كقوات تحالف، نحن حريصون جدا على مراعاة الدين والوضع المقدس للضريح والوضع الخاص لمدينة النجف». وأعلن الجنرال ايضا ان التحالف يقوم بجهود لتجنب حصول تنسيق بين المتمردين السنة والشيعة. وتابع ان «الدعوة للوحدة بين قوات مقتدى الصدر وقوات سنية ليست امرا غير مرتقب، انها بوضوح محاولة للاستفادة من الوضع». واضاف ان «تزايد الانشطة في انحاء البلاد هو ايضا بوضوح مؤشر على ان السنة يحاولون خلق مشكلة اكبر للتحالف لكننا على استعداد لمواجهتها». وقال «هناك خطر ونعتقد انه على ادنى المستويات يمكن ان تحصل انشطة بين السنة والشيعة وسيكون علينا العمل بشكل شاق للتأكد من بقاء ذلك على مستوى تكتيكي»

* كربلاء: مقتل 4 عراقيين

* وخاضت القوات البولندية والبلغارية معارك مع الميليشيات الشيعية في مدينة كربلاء العراقية امس فيما تكافح القوات التي تقودها الولايات المتحدة لقمع أسوأ احداث عنف منذ سقوط صدام حسين قبل عام.

وقال متحدث عسكري بولندي ان معركة اندلعت بالاسلحة بين الجنود البولنديين والبلغار ضد مقاتلين من جيش المهدي الشيعي في حوالي الساعة الحادية عشرة مساء أول من امس في مدينة كربلاء الشيعية واستمرت طوال الليل.

وقال اللفتنانت كولونيل روبرت ستريزلسكي «وقع اطلاق للنار طوال الليل». ولم تتوفر له على الفور تقارير بشأن الخسائر البشرية. وقال مهدي الحسناوي المسؤول بقطاع الصحة ان اربعة عراقيين قتلوا وان 16 جرحوا في القتال.

وقال شهود عيان ان جيش المهدي يسيطر على المدينة وعلى الاماكن المقدسة. وتدفق مئات الوف الحجاج الشيعة وبينهم اعداد كبيرة من ايران على كربلاء لإحياء ذكرى اربعينية الامام الحسين وهي مناسبة دينية مهمة تصل ذروتها في مطلع الاسبوع المقبل.

وطلبت بلغاريا من القوات الأميركية تعزيز وحدتها في كربلاء. وافاد مصدر عسكري بولندي أمس في وارسو ان مسؤولي الوحدة البولندية العاملة في العراق يتفاوضون مع زعماء شيعة معتدلين في كربلاء للحصول على دعمهم ضد انصار الزعيم المتشدد مقتدى الصدر.

وقال الناطق باسم هيئة اركان الجيش البولندي الكولونيل زيسلاف غناتوفسكي لوكالة الصحافة الفرنسية ان «قائد الوحدة البولندية الجنرال ادوارد غروجكا يجري محادثات مع الزعماء الدينيين المعتدلين حول امكانيات تأمين استقرار الوضع وازالة المخاطر وان ينأوا بأنفسهم عن اعمال المتطرفين» التابعين لمقتدى الصدر.

وكان الشيخ حمزة الطائي مدير مكتب الصدر في كربلاء اعلن في وقت سابق لوكالة الصحافة الفرنسية انه وجه «انذارا لقوات التحالف لكي تنسحب من المدينة من اجل ان توضع محافظة كربلاء تحت سلطة الحوزة».

واوضح الشيخ الطائي ان مفاوضات جارية مع القوات البولندية حول هذا الموضوع.

وقال الجنرال غناتوفسكي «ليس هناك أي مفاوضات مع ممثلي مقتدى الصدر».

واضاف الطائي «نحن مستعدون لتقديم هدية للامام الحسين من خلال تطهير هذه الارض من كل قوات الاحتلال».

* النجف: مقتل 10 عراقيين

* وفي النجف التي تقع تحت سيطرة ميليشيات مقتدى الصدر قتل عشرة عراقيين واصيب عشرون اخرون بجروح في اشتباكات وقعت اول من أمس بين ميليشيا مقتدى الصدر والقوات الاسبانية والسلفادورية، كما علم أمس من مستشفى المدينة.

وقال حسين هادي احد المسؤولين الاداريين في المستشفى لوكالة الصحافة الفرنسية «نقل الى المستشفى يوم الاربعاء عشرة قتلى وعشرون جريحا بينهم اطفال ونساء».

وقد جرت المواجهات في ثلاثة احياء من المدينة بين ميليشيا الصدر والقوات الاسبانية والسلفادورية وعلى الطريق المؤدية الى مدينة كربلاء المقدسة بالقرب من قاعدة القوات السلفادورية.