رايس: أميركا لم تواجه بجدية التهديدات الإرهابية منذ مطلع الثمانينات لكننا وضعنا في ربيع وصيف 2001 استراتيجية لمواجهة تنظيم «القاعدة»

مستشارة الأمن القومي أكدت للجنة الكونغرس أن «كبار مساعدي» الرئيس عارضوا العمل العسكري ضد العراق بعد الهجمات

TT

دافعت مستشارة البيت الابيض لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس أمس خلال إدلائها بشهادتها الاولية امام لجنة التحقيق المستقلة في اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 عن استراتيجية الادارة لمكافحة الارهاب وأكدت ان الرئيس جورج بوش ادرك خطورة تنظيم «القاعدة» قبل وقوع الاعتداءات. وفي مستهل شهادتها العلنية قرأت رايس بيانا مكتوبا قالت فيه ان الادارات الاميركية السابقة التي تعاقبت منذ مطلع الثمانينات لم تواجه بجدية كافية المخاطر الارهابية. وأضافت ان رد الحكومة الأميركية على مستوى الوزارات على خطر الارهاب لم يكن كافيا، مما أدى لوقوع الهجمات. وقالت «الارهابيون كانوا في حرب معنا، لكننا لم نكن في حرب معهم بعد. على مدى اكثر من 20 عاما تجمع الخطر الارهابي وكان رد فعل الادارات الأميركية من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) على مستوى عدد من الوزارات غير كاف. للأسف ورغم كل الحديث عن الحرب قبل 11 سبتمبر هذه البلاد لم تكن ببساطة مستعدة للحرب». وقالت رايس ان مسؤولي ادارة بيل كلينتون اطلعوا بوش وأعضاء ادارته الجديدة على العديد من قضايا الأمن القومي عقب انتخابات عام 2000 بما فيها مكافحة الارهاب وتنظيم القاعدة. واضافت قائلة «ونتيجة لهذه المعلومات ولأننا لاحظنا تنامي «القاعدة» على مدى سنوات فقد ادركنا ان التنظيم يمثل تهديدا خطيرا على الولايات المتحدة. وأردنا أن نتأكد من انه لا يوجد تراخ في الحرب ضد القاعدة».

وردا على اتهامات المسؤول السابق عن مكافحة الارهاب في البيت الابيض ريتشارد كلارك لادارة بوش بأنها تجاهلت تهديدات القاعدة وركزت بدلا من ذلك على اطاحة نظام صدام حسين، قالت رايس ان «الرئيس بوش ادرك الخطورة ومدى حجمها». واوضحت رايس ان ادارة بوش وضعت «استراتيجية جديدة» خلال ربيع وصيف 2001 تمت المصادقة عليها في الرابع من سبتمبر، قبل اسبوع من الاعتداءات. واوضحت ان المعلومات القليلة التي وصلت قبل صيف 2001 كانت «عامة جدا». وأشارت رايس الى بعض التسجيلات التي التقطتها أجهزة الاستخبارات قبل الاعتداءات مثل «اخبار لا تصدق ينتظر وقوعها خلال الاسابيع المقبلة» أو «حدث كبير.. ستكون هناك ضجة كبيرة جدا جدا جدا» أو «ستحدث هجمات في مستقبل قريب». وقالت رايس ان هذه المعلومات كانت «عامة جدا»، مضيفة ان شيئا لم يكن يشير الى المكان وكيف ومن سيقوم بهذه العمليات. لكن رايس اعترفت ان الامر «كان مثيرا للقلق» قبل ان تتابع «الا ان هذه المعلومات لم تكن تتيح لنا ان نقول متى أو من وكيف». وقالت اخيرا «ان أية حلول معجزة لم تكن لتحول من دون وقوع هجمات 11 سبتمبر».

كما اشارت رايس الى ان العراق لم يكن من اولويات بوش قبل اعتداءات 11 سبتمبر، وقالت ان «الاولوية الكبرى في مجال الأمن القومي لإدارة بوش لم تكن روسيا ولا نظام الدفاع المضاد للصواريخ ولا العراق وإنما تصفية القاعدة».

لكن رايس كشفت عن ان ادارة الرئيس بوش ناقشت «القيام بعمل ما ضد العراق» بعد هجمات 11 سبتمبر، لكن كبار مساعدي بوش نصحوا بعدم الاقدام على ذلك. وقالت «جرت مناقشات بشأن العراق». وأضافت ان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أثار مسألة العراق وألح عليها بعض الشيء نائبه بول ولفوويتز. وقالت رايس «كان السؤال هو ما دامت هذه حربا عالمية على الارهاب فهل نقتصر على بحث موضوع أفغانستان أم نبحث القيام بشيء ضد العراق ايضا.. ونوقش هذا الموضوع». وأضافت «واصغى الرئيس الى كل مستشاريه ويمكنني ان اقول لكم انه عندما سأل مستشاريه واحدا واحدا، ماذا ينبغي ان يفعل لم ينصحه أي من مستشاريه الرئيسيين بالقيام بعمل ضد العراق، كان الجميع يركزون على أفغانستان».

ونقلت كبرى الشبكات التلفزيونية الاميركية مباشرة شهادة رايس التي كانت موضع ترقب كبير وقد تكون حاسمة بالنسبة للرئيس بوش الذي يسعى للظهور في مظهر الزعيم الحاسم والمتشدد في مكافحة الارهاب الدولي، مشددا على هذه الصورة لضمان انتخابه لولاية رئاسية ثانية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وكان كلارك اتهم كذلك بوش ومعاونيه المقربين بأنهم سعوا الى تحميل نظام صدام حسين في العراق المسؤولية فور وقوع الاعتداءات. وكان البيت الابيض رفض ان تدلي رايس بشهادة علنية تحت القسم امام اللجنة، غير ان الرئيس بوش غير رأيه الاسبوع الماضي تحت وطأة تصريحات ريتشارد كلارك. ولم تعتذر رايس مثلما اعتذر كلارك للجمهور، لكنها قالت انها شعرت بالغضب والأسى الشديدين يوم الهجمات «وكمسؤولة فانني لن أنسى الأسى والغضب الذي شعرت به، ولن أنسى الشجاعة والمرونة التي أظهرها الشعب الاميركي والقيادة ذلك اليوم».

واضافت رايس ان معلومات الاستخبارات الأميركية اظهرت تهديدات كثيرة قبل هجمات 11 سبتمبر (ايلول) معظمها في الخارج ولكن لم تقدم اى تقارير تفيد بأن متطرفين سيستخدمون طائرات كصواريخ. وقالت انه عندما تزايدت التحذيرات في ربيع وصيف عام 2001 من وجود تهديد «وضعنا الحكومة الأميركية بكل مستوياتها في حالة تأهب ونشاط عاليين». الا انها اضافت ان ملخصا قدمته الاستخبارات لبوش في السادس من اغسطس (اب) 2001 تضمن ردا على اسئلة اثارها الرئيس في وقت سابق بشان نيات تنظيم القاعدة ضرب الولايات المتحدة.

وقالت ان الملخص عرض تقارير سابقة للاستخبارات معظمها من التسعينات تتعلق بخطط محتملة للقاعدة لشن هجوم داخل الاراضي الأميركية.

وقالت رايس ان الملخص المقدم للرئيس اشار الى تقارير غير مؤكدة تعود الى عام 1998 بأن ارهابيين قد يحاولون خطف طائرة أميركية لمساومة الحكومة حتى تطلق سراح متطرفين محتجزين في ما يتصل بقضية تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993. وشددت على ان الملخص لم يتضمن معلومات عن تهديد محدد. واضافت «ولم يثر احتمال ان يستخدم الارهابيون طائرات كصواريخ». وقالت رايس ان كل التقارير تقريبا ركزت على انشطة القاعدة خارج الولايات المتحدة خاصة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وان اي معلومات محددة تضمنتها تلك التقارير كانت تشير الى عمليات في الخارج. واضافت «ومع ذلك كانت التقارير بخصوص التهديدات غامضة الى حد يبعث على الاحباط في معظم الحالات».

* على مدى اكثر من 20 عاما تجمع الخطر الارهابي وكان رد فعل الادارات الأميركية من الحزبين على مستوى عدد من الوزارات غير كاف.. للأسف ورغم كل الحديث عن الحرب قبل 11 سبتمبر (ايلول) هذه البلاد لم تكن ببساطة مستعدة للحرب.

* الاستخبارات التقطت قبل الاعتداءات تسجيلات مثل: اخبار لا تصدق ينتظر وقوعها خلال الاسابيع المقبلة.. حدث كبير.. ستكون هناك ضجة كبيرة جدا جدا جدا.. ستحدث هجمات في مستقبل قريب. المعلومات كانت عامة جدا واية حلول معجزة لم تكن لتحول دون وقوع الهجمات.

* الاولوية الكبرى في مجال الأمن القومي لادارة بوش لم تكن روسيا ولا نظام الدفاع المضاد للصواريخ ولا العراق وانما تصفية «القاعدة».. لاحظنا تنامي «القاعدة» على مدى سنوات فقد ادركنا ان التنظيم يمثل تهديدا خطيرا على الولايات المتحدة واردنا ان نتأكد من انه لا يوجد تراخ في الحرب ضد «القاعدة».

* رامسفيلد اثار مسألة العراق وألح عليها بعض الشيء وولفويتز واصغى الرئيس الى كل مستشاريه ولم ينصحه اي من مستشاريه الرئيسيين بالقيام بعمل ضد العراق.

* كمسؤولة.. لن أنسى الأسى والغضب الذي شعرت به ولن أنسى الشجاعة والمرونة التي أظهرها الشعب الاميركي والقيادة ذلك اليوم.