شارون: بلير تعهد بالاتصال بقادة العالم لتجنيد دعمهم لخطة الانفصال الأحادي

واشنطن تدرس طلبا إسرائيليا بدفع 5 مليارات دولار ثمنا لهذه الخطة

TT

كشف رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، ان نظيره البريطاني، توني بلير، تعهد له بان يتولى الاتصال مع العشرات من زعماء الدول لكي يجند دعمهم المعنوي والسياسي لخطة الانفصال الاحادية الجانب التي يطرحها شارون، كبديل عن التوصل الى اتفاق مع السلطة الفلسطينية.

وقال شارون انه اجرى، مساء اول من امس، اتصالا هاتفيا بالغ الاهمية مع بلير. وانه اقنعه بحيوية خطته. وروى لمساعديه انه فوجئ بالحماس منقطع النظير الذي ابداه بلير: «قلت له ان الشعب في اسرائيل لن يقبل اجراء مفاوضات سلمية مع الفلسطينيين تحت ظل عمليات الارهاب، خصوصا وانه ثبت لنا وللعالم الغربي بوضوح ان عناصر اساسية في السلطة الفلسطينية، في مقدمتها رئيسها ياسر عرفات، ما زالوا يشجعون تلك العمليات ويمولون منفذيها ومن يرسلها. وفي الوقت نفسه، فان اسرائيل لا تريد ان تقف مكتوفة الايدي ازاء هذا الوضع، حتى لا تفجر الاوضاع في المنطقة وفي العالم، لذلك اختارت الانسحاب من جانب واحد».

والمح شارون الى ان بلير وعد في النظر في امكانية تجنيد دعم مالي ايضا لتعويض اسرائيل عن الانسحاب والمساهمة في خطة تطوير النقب. وقال له ان مشروع تطوير النقب الذي يساهم في تنفيذه بشكل اساسي رئيس المعارضة الاسرائيلية، شيمعون بيريس، يهدف الى تخفيف معارضة المستوطنين في قطاع غزة وتشجيعهم على الجلاء. ورحب بلير بالفكرة ووصفها بأنها حكيمة جدا، كما روى شارون.

من جهة ثانية، قالت مصادر مقربة من شارون، ان الادارة الاميركية وافقت على ان تدرس بشكل ايجابي طلبه المشترك مع بيرس بتوفير الميزانية لتنفيذ مشروع تطوير النقب. وانها تنظر بايجابية للمشروع، لانه يأخذ بالاعتبار اولئك المستوطنين (وبذلك يمنع انتقال غالبيتهم الساحقة الى المستوطنات في الضفة الغربية) كما يأخذ بالاعتبار «فلسطينيي 48» (المواطنين العرب في اسرائيل)، الذين يعيشون اوضاعا قاسية في هذه المنطقة وهناك حاجة لاموال طائلة من اجل حل مشاكلهم وتخفيف ضائقتهم.

واعلنت هذه الانباء من مكتب شارون بشكل احتفالي، امس، وذلك في اطار الترويج للخطة وتجنيد الرأي العام الاسرائيلي عموما لها. فالمعروف ان شارون يجند كل طاقاته من اجل انجاح هذه الخطة، في الاستفتاء الشعبي الواسع لاعضاء حزبه الليكود (200 الف عضو)، الذي سيجري في نهاية مايو (ايار) المقبل. وبدأ، منذ مطلع الاسبوع، حملة اتصالات مكثفة مع قادة فروع الليكود لتجنيدهم. وكما قال سكرتير فرع الليكود في مستعمرة الخضيرة ورئيس بلديتها، فان شارون اتصل به هاتفيا صباح امس وهنأه بالفصح وسأله عن اولاده فردا فردا واهتم بمعرفة اذا ما كان ابنه البكر قد انهى خدمته العسكرية ام لا. وقال: «شعرت انه والدي، وليس رئيس حكومة. ثم اكد انه وعد شارون بان يقوم ببذل كل جهد شخصي لتجنيد تأييد غالبية اعضاء الليكود في المدينة، وعددهم 600 عضو». وقال: «مع اب مثل شارون، اسير بلا تفكير. فهو رجل مسؤول. وصاحب تاريخ حافل. جرب الحروب. ويجرب اليوم السلام. ولا بد من منحه الدعم».

واكدت مصادر في مكتب شارون ان نتائج الجولات الاولى من هذه الاتصالات كانت مشجعة جدا. وتدل على توجه الانتصار للخطة في الاستفتاء في الليكود. ولكنها اضافت بحذر، ان الشرط لهذا الانتصار هو في المثابرة في العمل الجماهيري مع الناس ومع اعضاء الحزب، ليل نهار، بلا توقف، من الآن وحتى اللحظة الاخيرة في الاستفتاء.

يذكر ان معارضي شارون يبدون تفاؤلا اقل في كسب المعركة في الاستفتاء. وتوجهوا الى اللجنة الدستورية في الحزب مطالبين بالغائه، بدعوى انه غير دستوري. ودبت خلافات جدية بين اقطاب تيار المعارضة، خصوصا وان خمسة وزراء معارضين اعلنوا انهم لن يتجندوا بشكل مباشر ضد رئيس الحكومة. وان قادة المعارضين انقسموا الى قسمين، احدهما يريد التعاون مع مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة في حملة معارضة خطة شارون، وقسم يطالب بان تكون هذه معركة داخلية في الليكود. علما بان مجلس المستوطنات غني ويملك ادوات النضال الشعبي افضل من اي جسم سياسي آخر. وبامكانه الصرف بلا حدود على الحملة.

والامر الوحيد الذي اتفق عليه الطرفان هو شعار حملتهم ضد خطة شارون وهو: «صوِّت مع الخطة، تحصل على بيريس». ومعنى ذلك ان نجاح الخطة في الاستفتاء سيؤدي حتما الى خروج احزاب اليمين المتطرف من الحكومة. وعندها ينضم حزب العمل الى الائتلاف. ورئيسه المجرب في قيادة المسيرات السياسية، بيريس.