معلومات البنتاغون تشير إلى بداية تعاون بين أنصار صدام وأتباع مقتدى الصدر

TT

مع اتساع المقاومة ضد الولايات المتحدة في العراق، بدأت وزارة الدفاع الاميركية في التقاط اشارات على ان عناصر سنية موالية لنظام صدام حسين السابق بدأوا في تقديم المشورة الى منافسيهم التقليديين في المقاومة الشيعية، طبقا لما ذكره مسؤول دفاعي اميركي كبير امس.

واضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الافصاح عن هويته انه من المعتقد ان اعضاء النظام السني السابق يقدمون نصائح الى قيادات «جيش المهدي». وهو جيش صغير خاص يدين بالولاء الى مقتدى الصدر.

واوضح المسؤول الدفاعي ان مدى العلاقات بين الجانبين غير واضح بعد. وقد ظهرت بالفعل بعض الادلة على انه في بعض الاحياء بدأ الشيعة والسنة في التجمع معا بطريقة غير محكمة متغاضين عن خلافات بينهما ترجع للقرن السابع الميلادي من اجل هدف مشترك وهو الحاق الضرر بالمحتلين الاميركيين.

ويشير خبراء الشرق الاوسط الى ان أي تعاون بين اعداء الماضي، ولو بطريقة غير محكمة، سيكون تطورا متعبا للأميركيين الذين تمكنوا من التعامل مع مقاومة عنيدة، ولكنها محدودة حتى الآن.

والجدير بالذكر ان السنة العرب يمثلون ما يتراوح بين 15 و20% من العراقيين وكانوا يحكمون البلاد في ظل صدام الذي قمع الاغلبية الشيعية التي تمثل 60% من السكان. وقد واجه الاميركيون حتى الآن مقاومة سنية، متمركزة بصفة رئيسية في مدن وسط العراق مثل الفلوجة، غير ان الشيعة بدأوا هذا الاسبوع عمليات مقاومة بتعليمات من الصدر. وقال الجنرال المتقاعد وليام ناش الذي يملك خبرة واسعة في الشرق الاوسط، انه اذا تمكنت الجماعتان من التكتل معا «فسيثبت انه اكثر المواقف خطورة، لأنه اذا وقع تمرد شامل في ثلثي البلاد، فسيصبح من الصعب على العسكريين التعامل معه».

غير ان ناش اكد انه من السابق لاوانه التكهن بأي نوع من التعاون الواسع الذي يمكن ان ينحي جانبا عداوات تعود الى مئات السنين، وانه يعتقد ان تشكيل حكومة عراقية ذات سيادة تضع في الحسبان جميع الاطراف ستحقق نتائج عظيمة في القضاء على مثل هذه الامكانية.

وشكك مسؤول دفاعي آخر على معرفة بالمعلومات الاستخبارية الحديثة بامكانية قيام علاقات مهمة بين القادة السنة والشيعة، وخصوصا في ضوء الرسائل التي وجهها ابو مصعب الزرقاوي، وهو من قيادات «القاعدة» وناشط في المقاومة السنية، حيث انه حمل على الشيعة وشتمهم.

وأقر المسؤول بأن البنتاغون يتابع المعلومات الاستخبارية الاخيرة عن كثب، ويراقب اي تعاون بين السنة والشيعة، مما يمكن ان يتحول الى شيء اكثر اتساعا ومنسق.

ولاحظ المسؤول، من ناحية اخرى، ان أية اشارة على ان الصدر يلجأ الى السنة لطلب المساعدة انما تدل على ضعف موقفه، وعلى انه غير قادر على اثارة انتفاضة شيعية فقط في دولة معظم سكانها من الشيعة.

* خدمة «نيوز داي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»