عمرو موسى : لا توجد خناقة مشرقية ـ مغاربية حول مكان القمة والحديث عن انتفاضة الدول العربية الصغيرة غير دقيق

TT

رد عمرو موسى الأمين العام جامعة الدول العربية بتفاؤل حذر على أسئلة «الشرق الأوسط» حول مكان وموعد انعقاد القمة العربية المؤجلة وفرص انقاذها، مرجحا التئامها في منتصف مايو (أيار) وانعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة. وحول مكان انعقادها قال إن المشاورات متواصلة وان « تصميم تونس على استضافتها سيؤخذ بعين الاعتبار». وعند سؤاله عن مدى تفاؤله بتذليل الصعوبات القائمة في سبيل انعقاد القمة، رد موسى قائلا «لا استطيع ان أقول بأنني متفائل، وإنما سأستمر في محاولتي لعلنا ننجح في اعادة القمة الى مسارها، ثم الى استصدار القرارات اللازمة».

وفي حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» امس في الرباط في ختام جولته المغاربية وقبيل مغادرته الى القاهرة، اكد موسى ان آراء ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز والعاهل المغربي الملك محمد السادس والرؤساء الذين التقاهم، متفقة حول ضرورة عقد القمة في أقرب وقت ممكن، مستبعدا وجود خلافات بين دول «المشرق» ودول «المغرب»، منوها الى أهمية التوافق العربي حول القضايا المطروحة على جدول اعمال القمة وفي مقدمتها الوضع في فلسطين والعراق الذي وصفه بـ« الخطير جدا».

وحول موضوع الإصلاحات والجدل الذي أثير حولها، قال موسى ان العالم العربي يحتاج الى الإصلاح، وهو ماض فيه ولو بدرجات متفاوتة السرعة. ونفى وجود منطق دول عربية صغيرة وأخرى كبيرة في عمل الجامعة العربية، كما انتقد من وصفها بـ«دوائر دينية متطرفة» في الولايات المتحدة، واضاف «لا يمكن لموضوع الإصلاح ان يكون حصانا يركبه كل من يريد ان يرمي حجرا على الشرق الأوسط».

وفي ما يلي نص الحوار:

* ما هي حصيلة مشاوراتكم في عواصم المغرب العربي بشأن القمة المؤجلة؟

ـ المشاورات كان لها فرعان، الأول موضوع القمة وانعقادها والترتيب لها. والموضوع الثاني يتعلق بالأوضاع الحالية المتدهورة بشدة في فلسطين والعراق.

وفي ما يتعلق بالقمة، هنالك اجماع على ان القمة ينبغي ان تنعقد في أسرع وقت ممكن، والموعد المستهدف هو شهر مايو المقبل.

* وهل الموعد المستهدف لعقد القمة هو منتصف مايو؟

ـ ليس هنالك تحديد ليوم معين، وانما منتصف مايو، اي حوله وليس يوم 15 مايو بدقة.

* وهل سيسعدك شخصيا انعقاد القمة في تاريخ 15 مايو الذي يصادف مرور ثلاث سنوات على تعيينك أمينا عاما للجامعة العربية؟

ـ يسعدني ان تلتئم القمة، أما موعد التعيين، فهو بالنسبة لي شيء لا يحتفل به. وأود التأكيد بأن الاجماع منعقد على أهمية عدم المساس بدورية القمة، وبضرورة عقدها في أقرب وقت ممكن، وقد وجدنا أن أقرب وقت ممكن هو شهر مايو.

* وهل كان اتجاه مشاوراتكم مع الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي بالدار البيضاء، مختلفا عما سمعتموه من القادة المغاربيين؟

ـ لا أبدا. وفي الحقيقة فأنا أجمع الآراء كلها، وأناقشها، وفي النهاية سنصل الى القاسم المشترك الأعظم بين كل هذه الآراء، ونطلق الأمر حول انعقاد القمة.

وقد كان رأي الأمير عبد الله تماما مثل الملك محمد السادس، والرؤساء العرب الآخرين، حول ضرورة عقد القمة مبكرا بقدر الإمكان.

* أشرتم في اكثر مرة الى ان مكان انعقاد القمة ليس مهما، لكن هنالك استقطابات وتصريحات متضاربة في عواصم المشرق والمغرب، وهو ما يحمل على الاعتقاد بأن الأمور ليست سهلة؟

ـ لا، الأمور ليست صعبة، والضجة الإعلامية حول مكان انعقاد القمة، لا توازيها على أرض الواقع مشكلة بهذا الكبر. وبالتالي فإن موضوع المكان سيحسم بسهولة.

* تقولون بسهولة. هل المقصود انكم تتفادون الخوض فيه بعمق ضمن أجندة جولتكم الحالية، وستتركون حسمه لنهاية مطاف المشاورات؟

ـ موضوع مكان انعقاد القمة مدرج ضمن المشاورات الحالية، وتونس وتصميمها على انعقاد القمة على أرضها مأخوذ بعين الاعتبار في المناقشات.

* ولكن كيف تتلقون حديث عدد من وسائل الإعلام العربية حول احتمال امتناع بعض القادة الخليجيين عن حضور القمة بتونس، وبالمقابل عن احتمال امتناع قادة مغاربيين عن الذهاب الى عاصمة مشرقية في حال عدم عقد القمة بتونس؟

ـ أتلقاها بابتسامة تتعلق بمدى الدقة. فنحن نلاحظ عدم دقة كبيرة في التقارير، وقد يكونون معذورين من ناحية، وقد لا يكونون معذورين من ناحية أخرى. فلا المشارقة مصرين على مكان، ولا المغاربة مصرين على مكان. ولا توجد اي دولة رشحت أي مكان آخر، والتصميم فقط لدى تونس، وهو المقترح المعروض فقط، ولا توجد «خناقة» ولا اختلاف ولا تنافس ولا شيء. وقد لاحظتم ان الرئيس حسني مبارك قال إنه مستعد لحضور القمة في تونس أو أي مكان آخر.

* وكيف ومتى وأين سيجري اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة؟

ـ سيكون قبل القمة بوقت كاف، وسينعقد في مقر الجامعة بالقاهرة. ويمكن ان يلتئم في غضون الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة.

* وكيف سيجري اعداد جدول اعمال القمة، وما هي الصيغة التي ستعدون كي تنجح القمة هذه المرة وبالتالي تتفادون ما آلت إليه الإجتماعات السابقة التي أدت الى تأجيلها؟

ـ جدول الأعمال لن يكون مختلفا، وهو متفق عليه. والمطروح هو الإعداد والانتهاء من الاعداد للقمة، أما جدول الأعمال فلن يمس.

* وكيف سيتم التعامل مع الاختلافات حول الإصلاحات، وخصوصا وثيقة «العهد»، وهل صحيح انها احبطت بسبب ما يصفه البعض بـ«انتفاضة» الدول العربية «الصغيرة» وتذمرها من هيمنة الدول العربية «الكبيرة»؟

ـ لكل دولة عضو في جامعة الدول العربية صوت مساو للدول الأخرى كبيرة كانت أم صغيرة. ولذلك هذا الأمر غير دقيق في توصيف العمل داخل الجامعة العربية. ولما كان لكل دولة عضو صوت فستستطيع ان تطرح قضاياها ورأيها بأعلى صوت، وفي النهاية الأغلبية تحسم.

ولكن الوضع ليس بهذا الشكل، والحقيقة ان الموضوعات المطروحة كلها بما فيها وثيقة العهد واصلاحات اعادة هيكلة الجامعة والاصلاحات بالمنطقة، كل هذه المواضيع ستكون موجودة، وهو ما لم يستكمل الأعمال النهائية فيها، ولذلك فان اجتماع وزراء الخارجية يصبح ضروريا ومهما.

* وعندما تلاحظون آراء متعددة ومتعارضة حول موضوع الإصلاحات بين: آراء رافضة لإصلاحات مملاة من الخارج، ودعوات داخلية من المجتمع المدني لتسريع الإصلاحات في الدول العربية، وبالمقابل دول متحفظة وأخرى تريد وتيرة سريعة للإصلاحات. فأين ستطأ آلية العمل العربي المشترك أقدامها في ظل هذه الدوامة؟

ـ أولا يجب ان نتفق على ان الاصلاح امر ضروري، وانه اذا جاءت مقترحات من الخارج، فهذه يجب ألا توقفنا عن مسيرة الاصلاح، بل بالعكس يجب ان نسرع بوتيرة الاصلاح، فهذا المبدأ مبدأ مسلم به.

ثانيا: هذا الاصلاح يجب ان يقوم على اننا نحترم الثوابت والاطار الثقافي الذي نعمل فيه، وهنا الخطأ الكبير المقبل من الخارج. مثلا بعض المبادرات تقول انها تريد الاصلاح في الشرق الاوسط، لتحمي أمنها القومي، اي بصرف النظر عن المنطقة واحداثها.

* تقصدون المبادرة الاميركية؟

ـ نقصد الافكار المطروحة لأنه لم يسلمنا احد شيئا، وبعضه كلام خفيف بالنسبة لنا على الاقل، وانما نحن لدينا اطارنا الثقافي الذي يجب ان نبني عليه، وهو لا يعيق الاصلاح، وانما نحن نصلح ونرمم ونتقدم الى الامام. نعلم ان ثقافتنا ثقافة اسلامية، وان كنائسنا كنائس شرقية، وان لنا فكرنا الخاص، وهذا لا يتعارض لا مع الديمقراطية ولا مع حقوق الانسان ولا مع حقوق المرأة ولا مع كل هذه الامور، وانما نحن ننطلق من هذه الاسس ولا يمكن ان ننتقل مرة واحدة ليصبح اساس الاصلاح في العالم العربي والاسلامي هو ما تنادي به بعض الدوائر الدينية المتطرفة او ما يسمى بتحالف المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الاميركية، فهذا امر لا يقبل.

ان فكرة الاصلاح نفسها وكلمة الاصلاح لا ينبغي ان تكون حصانا يركبه كل من يريد ان يلقي حجرا على الشرق الاوسط، ولكن مرة اخرى اعود واقول نحن نحتاج الى اصلاح، والمجتمعات العربية لا يمكن ان تستمر هكذا. وهذا الاصلاح نستطيع ان نقول فعلا انه بدأ وان بلداننا ليست كما كانت قبل 30 او 50 سنة. انما وتيرة الاصلاح يجب ان تتسارع ومدة الاصلاح يجب ان تتسع، ويجب ان يتفق عمقه مع ما هو سار في العصر الذي نعيش فيه، مع احترام الثوابت الثقافية، فنحن دول لها وضع ولها اساس ديني مختلف، ونقول إن هذا هو الاساس، وانه لا يتعارض مع التقدم او التطور.

* ولكن ذلك لا ينفي وجود تفاوت كبير أحيانا في وتيرة الاصلاحات وسرعتها؟

ـ هنالك تكمن مسألة الاختلاف في وتيرة السرعة بالنسبة للإصلاحات، ولكن طالما اننا متفقون حول الطرح والمبدأ والرؤية والهدف وعلى السرعة والإسراع بتويرة الإصلاح، فهذا لا يمنع وجود سرعات مختلفة في تفاصيل هنا أو هناك، وهي مسألة ممكنة ومعمول بها، ونحن نراها في أوروبا مثلا، فيما يتعلق بالإصلاح النقدي والعملة الواحدة الذي لا يوجد حوله اجماع أوروبي كامل.

وعندما نأتي للتفاصيل ونجد ان هنالك سرعات مختلفة، فالمهم ان يكون الجميع متجها نحو هدف الإصلاح. وهنا يكمن دور الجامعة العربية في جمع هؤلاء، وتكون مدركة للسرعات المختلفة ومسارها العام، وكيفية مساعدة أطراف الجسم العربي لبعضها البعض.

* لكن اصلاح الجامعة واعادة هيكلتها لا تحظى بالتوافق لحد الآن، وحتى في الأمور البسيطة أحيانا، فهل انتابكم الشعور بخيبة أمل خلال اجتماعات تونس عندما ووجهت عدد من اقتراحاتكم بالرفض؟

ـ المقترحات التي تقدمت بها تبلور فكر عدد كبير من الدول، وتطلق عملية الإصلاح، ولذلك بالقطع فإن عدم تحقيق الإصلاح في الجامعة العربية يمكن أن يصيب الجامعة والأمين العام باحباط شديد، لأنها لا يمكن ان تستمر هكذا، ولن تنتج في عملها وهي هكذا، ولذلك اعتبر ان اطلاق الإصلاح موضوع مهم. وما يمكن ان تنعقد عليه الإرادة هو ان نبدأ عملية الإصلاح. وقد قدمت اقترحات كثيرة عددها عشرة، وهي مفصلة ومدروسة من قبل لجان قانونية وخبراء. واذا كان هنالك جدول زمني لها، فانه يتعين ان نبدأ الآن اطلاقها بأن نوافق على بعضها ثم تدرس بعض الاقتراحات الأخرى لتقدم الى القمة اللاحقة.. وهكذا.

وأما عملية الاصلاح فينبغي ان تبدأ وبكل وضوح، وتحديدا الآن.

* وهل هناك مؤشرات حول الاتفاق في الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية حول مهنجية اصلاح الجامعة العربية؟ فمثلا هل ستأخذون بالصيغة التي اقترحتها بعض الوفود، حول تعديل ميثاق الجامعة أولا في القمة المقبلة، ثم ادخال الاصلاحات الهيكلية في قمة الجزائر؟ ام ان الآراء متباعدة؟

ـ يمكن القول بأن هنالك توافقاً عام حول هذه الأفكار، ولكن تفصيلاتها لم تتضح بعد لأنه لا يمكن ان نحيل الإصلاحات جملة على قمة الجزائر (سنة 2005)، ثم نأتي وتحت الظروف نأخذها جملة ونحيلها الى ما بعد الجزائر. بل يجب ان يكون هنالك قرار واضح ببدء عملية تعديل الميثاق وباطلاق عملية الإصلاح في اجزاء معينة من الجامعة، كي تبدأ العجلة تدور. وبدون ان تدور العجلة في هذه المرة، اعتقد ان عملية الإصلاح ستكون قد توقفت.

* وهل ستذهبون الى معرض فرانكفورت الثقافي رغم كل ما واجهتموه من متاعب وتلكؤ في دعم مشروعكم؟

ـ يجب ان نذهب، وسنطلب من الناس والمنظمات ان يساعدوا اذا لم تقدم الحكومات التعاون المطلوب، وانما هذا الموضوع عجيب، عجيب الشكل، في ان تكون هناك معارضة لمعرض الكتاب العربي في معرض فرانكفورت، وكأن الاقتراح اقتراح معادٍ. وانما سنسير فيه وسنذهب الى هناك وستنجح هذه العملية وسينعقد الجمع في فرانكفورت بمن يحضر من العرب.

* تراهنون إذن على منظمات المجتمع المدني اذا تأخرت الحكومات العربية؟

ـ لا بد ان نتعامل مع المجتمع المدني العربي ونعترف به ونمكنه من القيام بدوره في اطار العمل العربي المشترك.

* أشرتم الى الافكار التي تطرحها بعض مبادرات الاصلاح المقبلة من خارج العالم العربي وقلتم انها لا تراعي الثوابت والثقافة والهوية العربية، بقدر ما تنطلق فقط من اعتبارات الأمن القومي لتلك القوى والدول، فهل تنكرون تداعيات الأوضاع العربية وانتشار ثقافة التطرف وحوادث الإرهاب التي تلقي بتداعياتها على الأمن القومي العربي أيضا، وهل يعقل تأجيل الإصلاحات في ظل هذه الأوضاع؟

ـ أجل، لا بد أن يكون الإصلاح بوتيرة سريعة، وإنما بسرعات مختلفة، ومن دون ان تكون سرعته العامة عربيا بطيئة. وانما موضوع التطرف وتعبير ثقافة التطرف، فربما تنطوي على مبالغة، وهو تعبير ذكر بطريقة غريبة. ليس هنالك شيء اسمه ثقافة التطرف، بل هنالك سياسة التطرف وممارسات التطرف والميل نحو التطرف أو تيار التطرف، أما كلمة «ثقافة التطرف» فهي تعبير صعب ليس مفهوما، الا في اطار الاتهامات الموجهة للدين الإسلامي نفسه، وهي اتهامات باطلة، وكلامها باطل من أساسه.

واذا كان ولا بد من قبول تعبير ثقافة التطرف، فلا بد من ان نناقش التطرف في الأديان الأخرى، ولدينا مثال في تطرف بعض الدوائر الدينية في الولايات المتحدة الأميركية، التي تنادي بالعداء للعرب وعدم السير في عملية سلام لأنها تريد النصر الكامل لإسرائيل طبقا لـ«نصوص دينية» لديهم. وهو أمر عجيب بالنسبة لنا وبالنسبة لكثير من المسيحيين. وفي الحقيقة فهذه هي ثقافة التطرف، وهي غير مقبولة من جانبنا، فما بالك ان يكون دعاتها هم بعض أصحاب المطالبات بإصلاحات؟! فكيف تتسلم مثل هذا الطلب من مثل هؤلاء المتطرفين في الناحية اليهودية أو المسيحية أو الاسلامية أوالبوذية أوالهندوسية وغيرها؟!

* هل انتم واثقون من التئام القمة العربية قبل فوات أوان انعقاد بعض المواعيد الدولية التي ستطرح فيها مبادرات للإصلاح، استراتيجية وسياسية، في المنطقة؟

ـ أرجو ذلك، ونحن نعمل من أجل ذلك فعلا.

* هل يؤدي تدهور الأوضاع الأمنية في العراق وارتفاع التصعيد الإسرائيلي، الى تغييرات في جدول أعمال مؤتمر القمة باتجاه اهتمام اكبر بهذه الملفات الساخنة، مما كانت مطروحة به في الاجتماعات السابقة؟

ـ القضية الفلسطينية، قضية رئيسية تحظى بالأولوية، سواء أمعن ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي في سياسته الخرقاء هذه، أم لم يمعن، فإن القضية الفلسطينية أساسية والاهتمام بها اهتمام لا ينزل أبدا عن مستوى مقدمة الأولويات. وبالنسبة لأحداث العراق فهي وضع يضغط أيضا على الأجندة العالمية والاقليمية وبصفة خاصة العربية، لخطورة الأحداث وتطوراتها والتي تظهر أن موضوع العراق موضوع كبير جدا. ويبدو ان هنالك فكراً سياسياً لدى بعض الدوائر العالمية لا يفهم الوضع في العراق كما يجب، وأخذوه بسهولة. كما ان بعض المتطرفين لديهم والذين اشرت اليهم، كان لهم دور في دفع الأمور نحو الحرب في العراق، على أساس نشر الديمقراطية وغيرها.

فها نحن نرى الوضع، وهو خطير جدا، ولا بد من حله، وحله يكون بالتفاهم وبالإسراع باعادة السيادة وخروج القوات الأجنبية واعطاء الدور الأساسي للأمم المتحدة، وبغير ذلك لا يمكن أن تحل.

* هل تحملون رسائل بشأن انعقاد القمة من عواصم المغرب العربي الى عواصم المشرق العربي في جولتكم المقبلة اليها؟

ـ أنا لا أحمل رسالة من المغرب الى المشرق، ولا أتعامل على أن هنالك مغرباً ومشرقاً، فهذه دول عربية مثلها مثل الدول العربية الأخرى، ولا توجد رسالة جماعية أحملها من هذه الزاوية من العالم العربي الى تلك. وانما أتشاور مع كل دولة عربية، ولا أرى ان هذا السؤال صحيح.

* في ظل اعلان البحرين عن تمديد رئاستها واجرائها اتصالات ومشاورات، ودعوة الرئيس مبارك لتونس للقيام بمشاورات لعقد القمة، ناهيك من مشاورات أخرى قائمة، كيف تجري المشاورات ومن يقوم بها؟ ـ أولا «كلو بيتشاور مع كلو»، وحتى الآن الرئاسة لم تنتقل من البحرين الى تونس، ولكن أيضا مفهوم ان تونس هي رئيسة القمة من عام 2004 الى 2005، ومن ثم فإن الدولتين تقومان ببعض المشاورات في الواقع، وأنا تشاورت مع تونس وسأتشاور مع البحرين بهذا الصدد. يعني لا تنزعجوا عندما تتشاور كل الدول، فهي بالعكس علامة صحية.

* وهل يظل عمرو موسى متفائلا رغم كل الخيبات؟

ـ لا استطيع ان أقول إنني متفائل، وإنما سأستمر في محاولاتي لعلنا ننجح في اعادة القمة الى مسارها، ثم الى استصدار القرارات اللازمة.

* وهل الأمل والحظوظ وافرة لتحقيق ذلك؟

ـ ان شاء الله.