لبنان: جلسة «أسرع من البرق» لمجلس الوزراء وسط مؤشرات لصفحة جديدة في علاقات لحود والحريري

TT

سجل مجلس الوزراء اللبناني الذي انعقد امس برئاسة رئيس الجمهورية اميل لحود وحضور رئيس الحكومة رفيق الحريري والوزراء «رقماً قياسياً» في الوقت الذي استغرقه انعقادها حيث لم يتجاوز العشرين دقيقة اقرت خلالها «بأسرع من البرق» جميع البنود المدرجة على جدول اعماله وعددها 38 بنداً، ابرزها الموافقة على كتاب وزير الاتصالات المتعلق بمناقصة تشغيل شركتي الهاتف الجوال، والتي رست على شركة «ديتيكون» الالمانية لادارة شركة «سيليس» وعلى شركة «ام. تي. سي» الكويتية لادارة شركة «ليبانسيل».

وجاء وصف وزير الدولة كرم كرم للجلسة بـ«الحميمة» ليلخص المشهد السياسي الذي قد يؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات بين الرؤساء، وخصوصاً بين الرئيسين لحود والحريري، بعد ان ظهرت مؤشرات امس على تراجع حدة الخلافات بينهما التي بلغت الذروة في الفترة الماضية، اذ زال القنوط الذي كان يسود وجهي الرئيسين عند التقاط الصور قبل انعقاد الجلسة لتحل محله القفشات المتبادلة بينهما، الامر الذي اثار استغراب عدد من الوزراء الذين لم يجدوا تفسيراً لهذا «التبدل المفاجئ» سوى «دقة المرحلة التي تعيشها المنطقة وما يتطلب ذلك من تضامن بين اهل الحكم طالما نادت به دمشق، بالاضافة الى ما تردد عن مساعٍ في هذا الاتجاه قام بها النائب وليد جنبلاط الذي زار القصر الجمهوري اول من امس، وصولاً الى القراءة السياسية التي اظهرتها مناقشات موازنة عام 2004 في مجلس النواب التي انتهت بحصولها على ثقة هزيلة لم تتعد 65 صوتاً من اصل 128».

واذا كانت جلسة مجلس الوزراء امس قد افتتحها رئيس الجمهورية بتهنئة اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً بعيد الفصح، فقد اختتمها رئيس الحكومة بالمثل مع التلميح الى فتحه صفحة جديدة في التعاطي مع الرئيس لحود تبدأ بمعاودة زياراته الدورية للقصر الجمهوري بعد ان امتنع عن ذلك اشهراً.

وفيما ابلغ وزير الاعلام ميشال سماحة الصحافيين لدى مغادرته مجلس الوزراء بأن «لا مشكلة وان الجلسة كانت هادئة وسريعة»، لفت الى ان الرئيس الحريري هو الذي سيتحدث الى الصحافيين. وقد ووجه الاخير بسؤال أول حول رأيه بما آل اليه التصويت على الموازنة فأجاب: «ان الوضع السياسي العام في البلاد ادى الى هكذا موازنة. وهكذا موازنة ادت الى هكذا تصويت»، في اشارة الى ان هذه الموازنة «لم ترض حتى الحكومة التي يفترض ان تكون اباً لها».

وقال الرئيس الحريري «ان مجلس الوزراء وافق على عرض وزارة الاتصالات المتعلق بتلزيم شبكة «سيليس» لشركة «ديتيكون»، و«ليبانسيل» لشركة «ام. تي. سي». واضاف أنه طلب من وزير الاتصالات تزويد الامانة العامة لمجلس الوزراء والوزراء بالعقود وملحقاتها. مؤكداً «ان لا مشكلة على الموضوع وانما ذلك من اجل الاطلاع فقط».

واشار الى ان «مجلس الوزراء اطلع على اعتزام رئيس الجمهورية زيارة الفاتيكان الشهر المقبل، وعلى جولة اوروبية سيقوم بها (الحريري) وتشمل فرنسا والاتحاد الاوروبي والمانيا وايرلندا التي تترأس الاتحاد الاوروبي، بالاضافة الى عقد اجتماعات مع المفوضية الاوروبية من اجل بحث الاتفاقات الموقعة مع الاتحاد الاوروبي».

ورداً على سؤال عما اذا كانت معايدته لرئيس الجمهورية ستقتصر على جلسة مجلس الوزراء ام انه سيلتقي به للمعايدة، قال: «ان الاصول والواجبات نحرص على المحافظة عليها». وعما اذا كان سيزور قصر بعبدا اوضح الحريري انه يزور بعبدا وانه كان هناك منذ يومين (في اشارة الى مشاركته في الاجتماع مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع). اما زيارة الرئيس لحود فهي تتعلق بترتيبات ومواعيد رئيس الجمهورية.