رجل أعمال يزعم رشوته رئيس وزراء أوكرانيا السابق

TT

سان فرانسيسكو ـ رويترز: قال رجل أعمال اوكراني في شهادة قدمها أول من امس أمام محكمة أميركية في قضية غسيل أموال ان رئيس وزراء أوكرانيا السابق، بافلو لازارينكو، تلقى ملايين الدولارات ونصف ملكية شركة مقابل تقديم الدعم لذلك المشروع.

وكان رجل الأعمال بيتر كيريتشينكو، الذي كان حاكما لأحد أقاليم أوكرانيا، عنصرا اساسيا في توسيع مشروعه التجاري في أوائل التسعينات، وهو شاهد الحكومة الأميركية في محاكمة جنائية نادرة لزعيم اجنبي على الأرض الأميركية.

ولازارينكو، الذي عمل رئيس وزراء لجمهورية أوكرانيا السوفياتية السابقة خلال عامي 1996 و1997، متهم بالاحتيال وابتزاز مئات الملايين من الدولارات من رجال أعمال في بلاده. والتهم المطروحة في محاكمته بالولايات المتحدة تتمثل في غسله أموالا تبلغ قيمتها 114 مليون دولار عبر بنوك أميركية. وكان لازارينكو قد نقل عائلته الى سان فرانسيسكو خلال سنوات التسعينات عندما كان رئيس الوزراء. وقد اعتقل لدى وصوله الى الولايات المتحدة في فبراير (شباط) 1999. وكان قد حكم عليه غيابيا في السابق لممارسته غسيل الأموال في سويسرا وارتكابه القتل في أوكرانيا.

وأبلغ كيريتشينكو، المسؤول التجاري السوفياتي السابق وعضو الحزب الشيوعي، المحكمة بأنه في عام 1992، أي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي بعام، كان السبيل الوحيد لتوسيع مشروعه التجاري في استيراد وتصدير القمح والكحول والأغذية والمعادن هو العمل مع لازارينكو ودفع رشاوى له. وقال رجل الأعمال انه استضاف المسؤول الأوكراني السابق في العاصمة البولندية وارسو حيث مقر عمله وكشف له سجلات حساباته المصرفية هناك.

وقال كيريتشينكو ان لازارينكو أشار الى انه «يعمل مناصفة»، وهو ما يكشف عن جذور العلاقة التجارية التي كان لها ان تستمر، ذلك ان لازارينكو تقدم في الموقع الوظيفي ليصبح من كبار المسؤولين السياسيين في البلاد. ولمح كيريتشينكو الى أنه كان يمكن أن يواجه عواقب أخرى، غير اقتصادية، اذا رفض اقتراح لازارينكو، لأن الجميع، بمن فيهم العاملون في مجال تنفيذ القوانين، كانوا يعملون تحت امرته.

وقال كيريتشينكو انه فتح حسابات في مصارف سويسرية لشريكه النافذ وتصرف كممثل مصرفي شخصي له عندما أصبح رئيسا للوزراء ولم يعد باستطاعته السفر الى سويسرا. وتقدم هذه المحاكمة كشفا علنيا نادرا للفساد في الفترة ما بعد السوفياتية التي ظهر فيها المسؤولون الشيوعيون السابقون ومسؤولون آخرون، جامعين لثروات هائلة في مرحلة فوضى الانتقال الى اقتصاد السوق.

وعلى الرغم من أن المراقبين يقولون ان السياسيين الفاسدين في روسيا وأوكرانيا وبلدان سوفياتية سابقة أخرى كانوا يشكلون مظهرا مألوفا في سنوات التسعينات، فمن النادر أن تعرض ممارساتهم في غسيل الأموال علنا في المحاكم. أما أولئك الذين تحدثوا عن الموضوع فيفعلون ذلك على مسؤوليتهم الشخصية.

وقال كيريتشينكو انه حول نصف عمله التجاري الى عمة زوجة لازارينكو لكي لا يكون اسم السياسي، بناء على طلبه، في الوثائق. وحدق لازارينكو بحدة في وجه كيريتشينكو وهو يدخل ويغادر قاعة المحكمة. أما هو فتجنب بالمقابل التحديق في وجه السياسي الذي كان شريكه التجاري الرئيسي لسنوات عدة.

ووسع كيريتشينكو عمله التجاري في اوائل التسعينات. وفي مارس (آذار) 1995 حصل على الاقامة في كاليفورنيا. وعام 1996 عمل مستشارا للازارينكو رئيس الوزراء في حينها، وهي اتفاقية قال انها عززت مصداقيته بدون أن تضيف مسؤوليات جديدة.

ووافق رجل الأعمال على تقديم شهادته كجزء من اتفاق التماس مع السلطات الأميركية. ويقول الدفاع ان الالتماس يقوض أسس مصداقيته. وقال محامي الدفاع دانيل هوروفيتس ان بافلو لازارينكو «سيؤكد ان بيتر كيريتشينكو لا يقدم شهادته بطريقة طوعية تماما».