مصادر طبية في الفلوجة تتحدث عن مئات القتلى

آلاف من السنة والشيعة ينظمون مسيرة في بغداد باتجاه المدينة ومظاهرات تأييد في الموصل

TT

تضاربت المعلومات امس حول ارقام عدد القتلى العراقيين الذين سقطوا في قصف القوات الاميركية لمدينة الفلوجة، ففيما قال مدير المستشفى الرئيسي ان ما يتراوح بين 280 و300 قتلوا، ذكرت قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية نقلا عن مصادر في المستشفيات ان الاشتباكات الدامية الدائرة حاليا في الفلوجة اوقعت 105 قتلى وأكثر من مائتي جريح منذ مساء الثلاثاء الماضي في المعارك التي جرت في البلدة، حيث تقوم قوات مشاة البحرية الأميركية بعملية «الحسم الحديدي» للقضاء على المقاومة في البلدة بعد مقتل اربعة من حراس الأمن الأميركيين هناك والتمثيل بجثثهم الاسبوع الماضي، بينما اتجهت صباح أمس مسيرة كبرى من بغداد لايصال معونات اغاثة للمحاصرين هناك.

واوضح مراسل قناة «الجزيرة» الموجود داخل هذه المدينة المحاصرة ان قوات التحالف استهدفت صباح أمس العديد من احيائها بقصف جديد استخدمت فيه، خصوصا طائرات «إف ـ 16» الاميركية، مشيرا الى ان هذا القصف اوقع اكثر من 40 جريحا. وذكرت القناة ان السلطات الطبية التي تعاني من نقص الادوية وجهت نداءات ملحة الى قوات الائتلاف للسماح بدخول المساعدات الى الفلوجة التي يعيش سكانها تحت الحصار منذ ان بدأت قوات المارينز الاميركية عملياتها الواسعة النطاق الاثنين الماضي ضد المقاتلين المسلحين في المدينة. ويسعى الجيش الاميركي الى القبض على المسؤولين عن الهجوم الذي اودى منذ تسعة ايام بحياة اربعة موظفين أمنيين اميركيين قام جمهور غاضب بالتمثيل بجثتي اثنين منهم.

وكانت القوات الاميركية قد اعلنت الليلة قبل الماضية انها قتلت اكثر من 40 مسلحا تحصنوا في مسجد في الفلوجة، لكن المصادر المحلية قالت ان القتلى كانوا من المدنيين. وفي وقت لاحق قال متحدث باسم القوات الاميركية ان قواته لم تجد اي جثة في المسجد. واعتبر المتحدث ان قصف المساجد مبرر اذا استخدمت لشن هجمات.

وصباح أمس انطلق آلاف من الشيعة والسنة سيرا على الاقدام من بغداد باتجاه الفلوجة التي تبعد 50 كلم عن العاصمة تلحق بهم سيارات مليئة بالمواد الغذائية والادوية يريدون توزيعها على السكان في المدينة المحاصرة منذ بدء عملية عسكرية اميركية فيها الاثنين. وتجمع المتظاهرون باكرا امس في مسجد ام القرى في غرب بغداد حيث تم جمع تبرعات من السكان تتضمن مواد غذائية وادوية، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وكانوا يهتفون «لا سنة ولا شيعة، نعم للوحدة الاسلامية. نحن اشقاء سنة وشيعة ولن نبيع بلادنا ابدا».

وحمل المتظاهرون اعلاما عراقية وصورا لمؤسس حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الشيخ احمد ياسين الذي قتل في 22 مارس (آذار) في غارة اسرائيلية على غزة، وصورا لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر. كما رفعوا لافتات كتب عليها «الفلوجة شرفنا» و«الفلوجة تاج رؤوسنا» و«لا الله الا الله محمد رسول الله» و«عيدنا اليوم لا يوم سقوطنا». وقال امام مسجد ام القرى الشيخ احمد غفور السامرائي «بعد مفاوضات استغرقت يوما كاملا حصل الهلال الاحمر على اذن من قوات التحالف بادخال هذه المؤن المحملة في تسعين شاحنة وسيارة بيك ـ اب والمكونة من الادوية والمواد الغذائية والمستلزمات الطبية والفواكه والخضروات والدم، الى اهالي المدينة».

وأضاف «نريد ان نعبر عن تضامننا مع اخوتنا الذين تعرضوا للقصف بالطائرات والدبابات. الناس يقدمون التبرعات حتى ان هناك بعض النساء اللواتي أحضرن حليهن تبرعا لأهالي الفلوجة لكي يشعرونهم بأننا معهم». وتابع ان «الجهاد لا يتوقف على القتال وانما يشمل كل شيء يتيسر للانسان وما يستطيع ان يفعله. انه من حق الشعب العراقي الذي احتل وهو يدافع ويقاوم المحتل بغض النظر عن الوسائل التي يستخدمها».

وأوضح السامرائي ان «الجهاد بالمعنى الشرعي هو الجهاد بالأموال والنفس والتبرع بالدم والحضور الى هنا. وما نقوم به اليوم لأهالي الفلوجة هو ايضا نوع من أنواع الجهاد». وتابع «صحيح ان هناك بعض العاطلين عن العمل قاموا بعمل مدان وعشوائي ومثلوا بجثث اربعة قتلى، لكن ما يقوم به الاميركيون اليوم اشد فظاعة. فهم يقومون بالتمثيل بالاحياء وليس بالاموات ويجعلون بقذائفهم اشلاء الاحياء تتطاير».

من جهة اخرى أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ان حوالي ثلاثة آلاف عراقي تظاهروا أمس في الموصل (شمال) دعما لسكان الفلوجة، وللزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر.

وتجمع المتظاهرون قرب جامعة الموصل ثم سلكوا الطريق الرئيسي في اتجاه المباني الحكومية في وسط المدينة، حيث كانوا موجودين ظهرا. ولم يسجل اي وجود عسكري اميركي، حيث كانت الشرطة العراقية تتولى الامن. وردد المتظاهرون «لا سنة ولا شيعة: الوحدة الاسلامية». ورددوا ايضا «بوش بوش.. في الفلوجة سنحفر قبرك».

من جهة أخرى تعرضت قافلة أميركية أمس لهجوم على الطريق العام في أبو غريب على بعد عشرين كيلومترا الى الغرب من بغداد، وشوهد مسلحون برشاشات كلاشنيكوف يرقصون حول ثلاث آليات مشتعلة، منها شاحنتان كبيرتان الاولى محملة بالوقود والثانية بالاطارات، كما أفاد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية.